لو أننا أمعنا النظر في واقع المدرسة لدينا لوجدنا الكثير مما يستحق التوقف عنده, فإذا تجاوزنا الحالة البائسة لمبنى المدرسة، واذا تجاوزنا الحديث المزعج عن تمويل المدارس والصيانة الدورية للمبنى المدرسي، وإذا تجاوزنا ضعف القيادة المدرسية التي تفتقد لروح المبادرة في التطوير والتجديد وتشغل نفسها بقضايا إدارية هامشية لتنسى أنها تواجه تحدي بناء وتطوير البيئة التعليمية التي تكسب الطلاب تعلّماً أفضل وتهيئ للمعلمين مناخا ملائما لكي يحققوا لأنفسهم مزيدا من النمو والاحتراف المهني, واذا تجاوزنا ضعف التعاون الفني بين المعلمين، أقول اذا تجاوزنا هذا كله ونظرنا فقط في واقع علاقة المدرسة بمحيطها الاجتماعي لوجدنا أن الحال لا تسر أيضا, المدرسة لدينا لا تزال تعيش حالة اغتراب، انها تبدو كجزيرة منعزلة على خارطة مجتمعها المحلي، يحدث هذا كله في وقت لا يخالط أي منا شك بأن الطريق نحو بلوغ أهدافنا وتطلعاتنا التربوية يمر لا محالة عبر بوابة المدرسة وغرفة الدرس.
ومما يزيد الأمر سوءا أن المدرسة لم تنعزل فقط عن مجتمعها المحلي مؤسسات وهيئات اجتماعية عامة وخاصة، مؤسسات تعليمية عليا، أصحاب الفكر، أصحاب الخبرة، مصانع، متاحف، الاسرة،,, الخ ، بل انه يخشى أن يكون قد ظهر في الأفق بوادر فجوة جديدة بين الجهاز المركزي الذي يميل الى التنظير والمدرسة التي يطلب منها أن تجسد هذا التنظير وتنزله من السماء الى الأرض.
وتبقى صلة المدرسة مع أسرة الطالب هي الأهم على الإطلاق, إن ضعف هذه العلاقة هو المسؤول الأول عن تدني انجاز طلابنا، وهذا أمر يجب ألا يساورنا فيه شك، ولإثراء هذه العلاقة مطلوب من المدرسة أن تقدم للوالدين كل المعلومات التي تعينهم على فهم ما يجري في المدرسة، وتجيب على ما قد يدور في أذهانهم من تساؤلات لها علاقة بتعلم أبنائهم، هذه المعلومات يمكن جمعها وتبويبها في دليل يكتب بلغة مبسطة ليتم إيصاله للوالدين عن طريق شبكة الانترنت، هذا الدليل قد يحتوي على أشياء كثيرة، منها: اجندة المدرسة للعام الدراسي، تعريف الوالدين بمبادئ نظم تقييم الطلاب، أهم المهارات المطلوب من التلاميذ تعلّمها، المصادر التعليمية التي قد تستعين بها الأسرة لتثري تعلم أبنائها، الفرص التي يمكن للوالدين من خلالها مشاركة المدرسة بعض أنشطتها، معلومات عامة عن المدرسة وما تقدمه من أنشطة وبرامج .