المعتمرون يروون لالجزيرة معاناتهم مع حملات العمرة ووعودها الوهمية تكاثرت الأسماء والنهج المخادع واحد!! |
* * تحقيق: عبيد العتيبي
تعددت مميزات حملات الحج والعمرة وكثرت اعدادها بشكل يجعل المعتمر لا يعرف ايها يختار حيث الاغراءات والوعود بسكن قريب من الحرم بمستوى خمس نجوم مما يحقق الراحة والطمأنينة للمعتمرين وذلك خلال مواسم معينة تزدحم فيها الشقق والفنادق، ولكن بعض تلك الحملات تستغل هذه الظروف والمواسم وتجعل الكسب المادي هو هدفها وما سواه فلا يهم فتبدأ باستخدام اساليب المكر والخداع والدعاية الوهمية لكل ما قيل وكتب من شروط في العقد فيفاجأ المعتمر بعد مغادرته المكتب بعدم الوفاء بما سبق ان ابرم عليه الاتفاق، ناهيك عن التهرب من المسئولية بعد ذلك,, الجزيرة توجهت لبعض مواقع تلك الحملات لنقل المعاناة بصورة واضحة في محاولة لايجاد الحل، وذلك من خلال عمل لقاءات مع المعتمرين في شهر رمضان وبعد عودتهم الى مكان الانطلاق في الرياض.
مواعيد عرقوب!!
بداية اوضح عبدالله الحماد وكان بصحبته ابن اخيه حمد الحماد بأن حملات الحج والعمرة تستغل المواطن خلال مواسمها ولا تهتم الا بمصالحها, واردف قائلاً تزدحم الحملات في العشر الاخيرة من شهر رمضان المبارك بالمعتمرين لذا فبعض تلك الحملات تسلك اساليب تتصف بالكذب والخداع، حيث بدأت معاناتي مع الحملة منذ الساعات الاولى قبل الانطلاق من مدينة الرياض، فقد طلب منا الحضور بعد صلاة العصر مباشرة للانطلاق في الحال ولكن تفاجأت كما تفاجأ غيري من الركاب عندما لم ننطلق الا الساعة السادسة مساء اي بعد الافطار، وفي صباح اليوم التالي الساعة الخامسة والنصف فجراً وصلنا لمكة المكرمة بدون ان نجد سكنا نستريح فيه وقد حاولنا الاتصال بالمكتب في الرياض وكذلك بالمسئول في مكة ولكن كما يقول المثل: مواعيد عرقوب اي بدون اي نتيجة والادهى من ذلك ان جوال صاحب المكتب كان يستقبل اتصالاتنا ولكن دون ان يرد علينا وبعدها اغلق الجوال، لذا فقد اضطررنا ان ننام في الاستقبال بعدما ادينا مناسك العمرة هذا طبعاً بعد الارهاق والاعياء الشديدين.
ويقول حمد الحماد عن احداث معاناته مع تلك الحملات انتظرنا منذ وصولنا الساعة الخامسة والنصف فجراً الى الساعة الثانية بعد الظهر ليستقر بنا الحال ويتم تسكيننا في شقق لا يعلم حالها الا الله، هذا بدلاً من خمس نجوم التي اتفقنا عليها ناهيك عن بعدها عن الحرم الى ما يقارب الكيلو متر تقريباً.
إثبات محضر في الشرطة
كما التقت الجزيرة فيصل بن محمد الشريدة احد المتعاملين مع تلك الحملات بعد وصوله الى الرياض بصبحة العائلة حيث اشار الى ان هذه الحملات لا تراعي مشاعر المعتمرين وهدفها الربح المادي فقط، فقد اخلفوا في جميع ما وعدوا به ابتداءً من موعد الانطلاق من الرياض وتأخر الحملة اكثر من ثلاث ساعات، بل ان صاحب المكتب ذكر لنا بكل صراحة ان سائق الحافلة لم ينم ولابد ان يأخذ في الطريق قسطاً من الراحة متى شاء، وقد وجهت له سؤالاً منطقياً وهو كيف تعرض ارواح ركاب الحملة للخطر ولم توفر سائقاً آخر يتناوب معه فتلعثم وسكت، اضف الى ذلك عدم توفر السكن والدعاية الكاذية وهي انه قرب الحرم ب 400 متر فعند وصولنا الى مكة متعبين والارهاق بلغ منا مبلغه لاننا استغرقنا من الوقت في الطريق ما يقارب ثماني عشرة ساعة ولم نجد سكنا في المكان المحدد من قبل المكتب في الرياض فأرسلونا الى فندق آخر فرفض وقال لا يوجد لكم حجز مسبق فتساءل الركاب اين نذهب بالعفش واين سنرتاح واين البرنامج المزعوم والترتيب والتنظيم؟! الى غير ذلك من التساؤلات التي لم نجد من يرد عليها علماً بأن صاحب المكتب قد اعطانا رقم جواله وعندما حاولنا الاتصال به وعرف رقم المتصل لم يرد وبعدها اغلق الجوال فاضطررنا للذهاب الى مركز الشرطة لكتابة محضر بما حصل معنا على امل ان يوجد حل لمثل تلك الحيل والألاعيب كأن توضع غرامات للحملات عند مخالفتها لشروط العقد المدونة في العقد المحرر بين المكتب والمعتمرين,.
حملة بلا مشرف على الحافلة
كما تفاجأ كل من الشابين عبدالله الجنوبي وزميله ماجد المويس عندما طلبت منهما الحملة زيادة مبلغ مائة وعشرين ريالاً لتخصيص غرفة خاصة لهما زعماً بان الغرفة الواحدة يوجد بها ثلاثة اسرة ولابد من دفع قيمة السرير الثالث، علماً بأن الغرفة التي حصلا عليها لايوجد فيها سوى سرير متوسط الحجم!! واستطرد الجنوبي قائلاً: انه لا يوجد مشرف في داخل الحملة لولا ان احد الركاب جزاه الله خيرا تطوع وعمل مشرفاً وهذا يدل على سوء التنظيم.
قصة السكن العجيبة
ويواصل زميله المويس حديثه مشيراً الى ان الظلم لم يقع على الركاب فقط حيث قال: ان سائق الحملة ذكر لي انه لم يستلم من الحملة اي مبلغ مقابل اتعابه، ومن خلال حديثي مع بعض الركاب وتوجيهي لهم سؤالا كم دفعتم للحملة في هذه الرحلة؟ اتضح لي ان الأسعار متفاوتة مع تشابه الحالات، ولا ادري كيف حصل هذا؟! اما بالنسبة للسكن فحدث ولا حرج فقد اجبرنا على الانتظار لاكثر من عشر ساعات نفترش الارض بلا غطاء وبعد هذا العناء ندخل الى غرف قبل لحظات خرج منها اشخاص من حملة اخرى وتحتاج الى تنظيف فطلبنا من اصحاب الفندق ان يقوموا بتنظيف الغرف فرد المسؤول في سخرية واستهزاء,, هذه المكنسة تريدون ان تنظفوها انتم والا ما تريدون فالحاجة لكم؟!
أسلوب ماكر للإقناع
ويرى الشاب مساعد بن عبدالله العمر ان حملات الحج والعمرة تخفي ألاعيبها خلف قناع الكذب والحلف والدعاية الوهمية لدرجة انك لو كنت تمر بجانب المكتب وانت تسمع صاحبه يعرض المميزات لاحد الزبائن لاقتنعت انت حتى ولو لم تكن قاصداً تلك الحملات للذهاب للعمرة او الحج ويقول: لقد اوصانا الاهل والاصدقاء بان نأخذ الحيطة في اختيار الحملة حتى ولو كلف ذلك زيادة المبلغ المدفوع سعياً لتحقيق الراحة، ولكن وقعنا ضحية لاحدى الحملات حيث ذهبنا معها وكلنا ثقة بأن يوفروا لنا سبل الراحة نظراً لما وجدناه من حفاوة داخل المكتب وطمأنونا بان السكن متوفر وقريب من الحرم حتى في العشر الاخيرة من شهر رمضان وهذا ما يميز حملتهم كما يقول صاحب المكتب وبعد مرور الساعات الطوال على الطريق وعند وصولنا لمكة المكرمة لاداء العمرة اصطدمنا بالامر الواقع وليس لنا الا الله فهو حسبنا، فلا سكن وجدنا ولا حسن معامله لقينا، وقد حاولنا الاتصال بالمسئول في مكة وبعد نقاش طويل اذ به يغلق جهاز الجوال تهرباً من المسؤولية.
وتمنى العمر في ختام حديثه ان تشدد الرقابة على مثل تلك الحملات وتغلق اذا تطلب الامر ذلك، فالامانة والصدق في المعاملة مطلب اساسي لاتقان العمل وتنظيمه واتمامه على اكمل وجه، وان فقدت فبلا شك سيحصل العكس.
أين الرقابة الصارمة؟
وتساءل المواطن سعد آل حسين ما العمل فيمن وقع ضحية لألاعيب تلك الحملات وكان بصحبة العائلة من اطفال ونساء وقال: لو ان صاحب تلك الحملة التي ذهبنا بها تعامل معه احد الاشخاص بالمكر والخداع لاقام الدنيا واقعدها فكيف اذاً يرضى بذلك على اخوانه المعتمرين؟! فالانسان متى ما اخلص النية لله في اي عمل يعمله نال عليه الاجر والثواب منه سبحانه وهي دعوة صادقة لاصحاب الحملات بأن يتقوا الله وألا تكون اهدافهم مادية فمبجرد الحصول على المبلغ منك انت ايها المعتمر ويكتب لك الوصل الذي هو عبارة عن حبر على ورق وللاسف لدى بعض الحملات فبعدها لا تسأل عن شيء، وهذا ما حصل معنا بالتحديد حيث انهم بعد وصولنا الى مكة اجبرنا على الانتظار الساعات الطوال بلا ذنب ولا تقصير منا بل لقد دفعنا لهم اربعمائة ريال للسكن، والتي ذهبت بلا فائدة فبعد ذلك الانتظار ذهبوا بنا من فندق الى فندق آخر حتى استقررنا في سكن خلافاً لما سبق الاتفاق عليه من حيث الخدمات والنظافة ومن حيث المسافة، وما نطالب به هو ان يكون هناك رقابة قوانين صارمة توقف تلك الحملات المتلاعبة بالمعتمرين عند حدها.
10 ساعات انتظار في الاستقبال
ويضيف محمد السعيد ان حيل وألاعيب حملات الحج والعمرة لا يستطيع الشخص ان يكشفها الا بعد مغادرته ووصوله الى مكة حينها فقط يفاجأ بعدم توفر السكن وغيرها من الشروط المتفق عليها سابقاً حيث تمارس بعض الألاعيب مقرونة بالأيمان الكاذبة ابتداءً من صاحب المكتب وانتهاء بمشرف الحملة في مكة اذا وجد واكبر دليل على ذلك ما حصل معي في احدى الحملات اللي من برى الله الله ومن جوا يعلم الله فمنذ اللحظات الاولى من وصولنا لمكة تفاجأنا بعدم توفر السكن في الفندق الذي وضع عليه اسم الحملة التي اتينا بها، ورغم ذلك لم نجد من نتفاهم معه وكنا تحت رحمتهم حتى يتفضلوا علينا، الشاهد اننا ذهبنا عندما تعذر صاحب الفندق في مكة بعدم وجود سكن لنا الا بعد عشر ساعات وبعد عودتنا الى الفندق لم نجد اللوحة التي كتب عليها اسم الحملة في مكانها وطلب منا ان نذهب مرغمين الى فندق آخر واقل مستوى وبعيد بشكل يشق على من معه عائلة من اطفال ونساء وكبار السن فمن المسؤول عن ذلك؟!
|
|
|