لم تكن وفاة الشيخ محمد بن حمد بن جار الله ال غزي حدثاً عابراً بل اهتزت لموته افئدة محبيه الذين لا يملكون الا ان يقولوا: انا لله وانا اليه راجعون فقد كان نعم الاب والمربي والصاحب والقدوة حيث جمع بين حسن السيرة وصفاء السريرة وطيب المعشر والفقيد نشأ وترعرع في مسقط رأسه المنسف بالزلفي على البر والصلاح والتقى والكرم والبذل بسخاء والشهامة والمروءة، وتقلد يرحمه الله العديد من المناصب في الدولة فابتدأ بالعمل في امارة المدينة المنورة عام 1361ه وتدرج في العديد من الأعمال حتى اصبح رئيس الخويا بالامارة، ثم عين في عام 1368ه أميراً على آبار الماشي بالمدينة وفي عام 1387 كلف بالعمل رئيساً لبلدية الزلفي ثم انتقل الى شعبة الاقامة بجوازات الزلفي رئيسا لها وظل على ذلك حتى احيل على التقاعد في عام 1407ه وبقي في المنسف حتى مرض قبل ثلاثة اشهر تقريباً حيث نقل للرياض للعلاج حيث فارقت روحه جسده الطاهر الساعة الواحدة والنصف من يوم السبت الثامن من شهر شوال 1420ه, تاركا لوعة في القلب وحزناً في النفس ودمعة في المقل, وفراغاً كبيراً في أسرته ومجتمعه ووطنه يصعب بحال من الاحوال تعويضه على الرغم من تخليفه لتركة كبيرة منّ الله بها عليه وعلى المجتمع من ابناء نجباء بررة يعتنون بأبيهم وقت حياته وبرفقائه واسرته وكافة شؤونه بعد وفاته.
أجزل الله لهم الاجر واحسن عزاءهم بفقيد الجميع ووالد الجميع الذي اكتظت جنبات الجامع بالمشيعين له ومجلس ابنه الاكبر بالمعزين فيه من كبار المسؤولين والمشايخ والمواطنين القريبين والبعيدين, ورحم الله الفقيد رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته وجعل ما قدمه في ميزان حسناته يوم القيامة,,
إنا لله وإنا اليه راجعون .
خالد بن ابراهيم الشمسان
محافظة المذنب