تمارس وسائل الاعلام العالمية وبعض العربية والاقليمية المختلفة دورها كاجهزة اعلام ومتابعة ورصد لما يجري من أحداث سياسية واقتصادية وفنية وغيرها دون الالتفات الى الدور الأهم المناط بتلك الاجهزة، ألا وهو الجانب التثقيفي التربوي وهذا الجانب بطبيعة الحال يختلف من أمة الى اخرى، ومن مجتمع الى آخر حسب تركيبته وعقيدته، وارثه الحضاري، ومرتكزاته الثقافية.
فبنظرة فاحصة لجلّ القنوات الفضائية، والصحف والمجلات، نلاحظها تركز على بث كم هائل من المعلومات، والفعاليات، وألوان الفن والانشطة الرياضية دون اعطاء فرصة للمشاهد او القارىء للانتقاء الجيد والتعاطي الايجابي والتفاعلي!, وذلك اذا استثنينا وسائل الاعلام في المملكة العربية السعودية ثم القليل والنادر في بعض الدول العربية او الاسلامية.
فالجانب التربوي غائب تماماً عن مسؤوليات اجهزة الاعلام الاخرى وعن اذهان القائمين على أمرها.
علماً بأن البث المباشر صار يدخل البيوت بلا استئذان وهنا مكمن الخطر، يتلقفه الصغار والكبار، يثبت ويلغي ويدمر ويكتسح في طريقه ودون رقيب، وجون تحفظ, هنا تغيب اهم رسائل الاعلام ويقع في فخ الاخلال بالأمانة امانة الكلمة، والقلم اللذين اقسم بهما الرحمن في قوله (ن، والقلم وما يسطرون) فإذا خلت ساحة القلم ودنيا الرأي والكلمة من ابسط آيات التناصح، وابجديات التوعية والتبصير، وجرعات التربية، والمقادير الضرورية من ثقافة الاصالة ومنابع التراث الحد الادنى من مقومات البقاء والصمود في عالم تتقاذفه الثقافات، وتصطرع حوله الحضارات وتتكالب عليه الماديات فأين نجد اذاً كل ذلك، واي الساحات حري بها ان تنقذ المتلقي الضحية من تلك المواجهات الهادرة وتلك الرياح الهوجاء؟.
شكراً للاعلام السعودي فهو وحده الذي يحافظ على الهوية والتربية والثقافة,, في عالم لم يعد فيه مكان لهذه القيم إلا ما ندر.
عمر تاج السر عبدالرحيم