عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم
الانفتاح في اسواق المملكة تبعه ازدهار في الحركة التجارية وتنوع في المعروض من السلع وارتفاع في النشاط الشرائي ونشاط في الدورة الاقتصادية بالبلاد,ولقد شاهدنا كيف ان اسواق المملكة اصبحت مطمحاً لكل زائر حيث يحرص الجميع على التسوق واقتناء مختلف السلع والأدوات بدءاً من الاساسيات كالملابس وغيرها وانتهاء باحدث الاجهزة التقنية في جميع المجالات,لكن هذا الانفتاح الكبير في الاسواق ترافق معه للأسف انفلات في حركة البيع مما يعرض المستهلك للاستغلال بل والاستغفال,ونلاحظ مثلاً ان تجارة الافتراش الارضي تنتشر عشوائياً بشكل ظاهر سواء في الطرقات او الاسواق النائية او حتى في الاسواق الكبرى بما فيها, واذا كان هذا النوع من التجارة يتسم بالمرونة ورخص الأسعار وتنوع السلع الا انه في غالب الاحيان يفتقد الى الرقابة حيث لا احد يضمن جودة ما يعرض فيه من سلع فيكون المشتري عرضة للغش ويساعد على ذلك ان ذلك المشتري تجذبه الاسعار الرخيصة ويتقبل من ثم عنصر المجازفة، فاذا اكتشف ان السلعة مغشوشة او رديئة النوع رماها دون ان يكلف نفسه عناء الاحتجاج على البائع الذي استدرجه بالسعر المتدني فاستغفله وباعه النحاس على اعتبار انه ذهب!!!, ومن ضمن مظاهر السوق التي يحار فيها العقل تجارة الساعات فأماكن البيع ممتلئة بكميات هائلة من الساعات المتنوعة,, يابانية وسويسرية وهندية وصينية,, الخ، وهناك مساحة كبيرة للاختيار وفق النوع والسعر، فبالامكان شراء ساعات بريالات قليلة قد تقل عن العشرة كما بالامكان شراء ساعات اخرى بعشرات الآلاف.
والخطير في الامر ان هناك ماركات معروفة من الساعات اشتهرت بجودتها وفخامتها وجمالها واسعارها غالية الثمن بسبب الجهد المبذول في تصنيعها واقبال المشترين الكبير عليها,, لكن هذه النوعيات اصبحت مهددة بسوق رديف يوفر ساعات شبيهة بتلك بل تكاد تتطابق معها تماما في المظهر الخارجي واسعارها قد لا تتعدى الثلاثين ريالاً,, يبدأ تجارها بعرضها بخمسمائة ريال واكثر للتمويه على المشترين ثم ينزلون في السعر الى حدود الثلاثين ريالا او اقل!! وبعدها يكتشف المشتري ما حدث، ويكون البائع قد (طار) بالغنيمة المالية,, ولات وقت مندم!!.
وقياساً على (الساعات) هناك اسواق العطور وهي اسواق تعج ايضاً ببضائع من كل لون وجنس تستطيع ان تشتري فيها بخمسة ريالات كما تستطيع ان تشتري بآلاف الريالات,ومن أصعب ما يحدث على النفس اكتشافها بانها تعرضت للغش والاستغفال ومجال العطور من المجالات التي يسهل على المحتالين استغلال الناس فيها.
ان بائعي العطور يحرصون على اتاحة فرص الشم للمشترين قبل الشراء وبعضهم يعرف ان كثرة تعريض الأنف للروائح في فترة زمنية قصيرة تربك حاسة الشم،وتذيب القدرة على التقييم الحقيقي، فيختلط الجيد بالرديء ويسقط المشتري في حبائل النصب ويشتري كسابقه النحاس ظاناً انه ذهب,, وحسبنا الله ونعم الوكيل!!, أما سوق الالكترونيات فما ادراك ما سوق الالكترونيات؟!.
لقد بدأت ظاهرة جديدة في هذه السوق حيث يعرف الجميع ان هناك ماركات مشهورة وموثوقة ولها اسمها في السوق، والمفاجأة ان هناك صناعات مقلدة لهذه الماركات تتحايل على المشتركين بتغيير حرف واحد في الاسم فيقرأها المشتري دون تمحيص ويتبادر الى ذهنه انها الماركة المعروفة فيقع في الحبائل والمصائد لقمة سائغة للآكلين!!.
والالكترونيات من السلع المرغوبة ولا احد يستغني عنها والمنافسة في اسواقها عالية، ولذا لا مجال امام الطفيليين سوى ممارسة الغش على المنتجين الاصليين وعلى المستهلكين فيقع الضرر على كليهما وتنتفخ جيوب اولئك الجشعين على حساب الآخرين,النصابون كثر واوجاع الاستغلال كثيرة ومؤلمة والاسواق لا تخلو من فوضى، والجودة النوعية باجهزتها الرقابية غائبة، والمستهلك دائماً هو الضحية ولا احد يسمع نحيبه ويداوي اوجاعه.
هيثم النافع
الرياض