المرأة تشتهي أن تكون أجمل النساء مع علمها أنها لا تستطيع ذلك، وتشتهي أن تكون أكثر النساء وجاهة، وهي قد لا تقدر على ذلك، وتشتهي، وتشتهي,, وتشتهي أن تكون أكثرهن أناقة، وهي تعلم أنه يمكنها ذلك، ولذا فهي تلهث وراء كل موضة جديدة، وكل دعاية خداعة، وكل مظاهر زائفة، يحدوها إلى ذلك رغبتها في أن تكون الأفضل، أو من الأفضل، تسابق قريناتها على كل ملبس ومظهر، لتكون وحيدة الزمان والمكان، ليشار إليها بالبنان، وهي لهذا ومن أجله تلتفت إلى جيب ذلك الزوج المسكين المغلوب على أمره، تطلب المزيد والمزيد، فإن كان ذا لب وحكمة أمسك تارة وقبض أخرى، وإن كان طيب القلب لين المعشر قليل الحكمة فما عليه إلا الاستسلام والانقياد حتى ينفق جميع ما في الجيب ليبحث عن قريب أو صديق يعينه، وبعد ذلك يسأل عمن يقرضه ليرهن له كل ما يملك.
والرجل أثناء معاناته تلك، في أسوأ حال وأضيق عيش، فهو يرى حصيلة كده وعنائه وجهده يذهب فيما لا ينفع ولا يبقى، لا لدنيا ولا لآخرة، ولا يعلم ماذا سيطلب منه غداً، ومع هذا فهو قد لا يجد من المرأة شكراً على صنيعه، ولا كلمة تعزية فيما ضاع، والمرء بطبعه رجلاً أو امرأة يكره العذل واللوم الدائم والمستمر الذي لا يتخلله شيء من الإطراء والعرفان بالمعروف والحمد والثناء على محمدة تستحق الثناء,.
والمرأة في سبيل إنفاقها تعتقد ان زوجها قادر على أن يوفر المال اللازم, وقد نعذرها في ذلك إذا كان الرجل غير صريح معها، لذا فإن على الرجل مسؤولية مشاركة زوجته له همومه وأوجاعه وأفراحه وأتراحه، لكي تكون قريبة من وضعه المالي والاجتماعي، فلا يخدعها باظهار نفسه وكأنه القادر على ما ليس بقادر عليه، وهو بهذا يعتقد انه قد أجاد لكونه استطاع اضفاء شيء من الضباب على عيني قرينته، بينما هو بهذا قد قطع خيط الوئام، وسهل سبيل الملام.
إن من يجهد نفسه في معرفة النساء يدرك فضلهن ورقتهن، ولكن الكثير منا يرى أن المرأة في حبها لإظهار نفسها بالمظهر اللائق ومتابعتها لما هو جديد تنسى أو تتناسى ظروف بعلها، وتقسو بلسانها وسلطانها حتى تنال مأربها، ولهذا وبه يكون الاقتصاد الوطني قد تأثر تأثيراً كبيراً بإنفاق الأموال على سلع استهلاكية غير ذات مردود اقتصادي أو اجتماعي مفيد، ومعظم هذه السلع قد لا تكون وطنية المنشأ مما يعني ان أثمانها سوف تدفع بالعملة الصعبة التي يحتاج إليها الوطن, وعليه فإن سلوك المرأة غير المنصفة لزوجها يتعدى أثره الاقتصادي الفردي الى التأثير على الاقتصاد بمجمله.
ولقد تبنَّت بعض البلاد الشقيقة جواز خلع المرأة لزوجها، وذلك برد مهره إليه وفسخ عقد النكاح، وبشروط ميسرة يكفي فيها عدم الرغبة في معاشرة الزوج والعيش معه، ولقد أجاز علماء تلك البلاد تلك الفتيا، وبهذا فقد يقوى سلطان النساء، ويزيد بأسهن، وعلينا معشر الرجال أن نخشى صولاتهن وزيادة مطالبهن في ظل ما استجد، ولهذا فلابد ان نكون أكثر حذقاً فنقول لهن:
إن النساء رياحين خلقن لنا وكلنا يشتهي شم الرياحين |
بدلاً من أن نقول لهن:
إن النساء شياطين خلقن لنا نعوذ بالله من شر الشياطين |