للأسئلة لذع النار
والسؤال فخ كبير لإيقاع الأغبياء,, والسادرين
ولا يدرك السؤال إلا ذو شفافية,.
والسائلون زُمرٌ، وثُللٌ، ومجاميع، ولكن,,؟ ليس كلّ من يَسألُ يتصيَّد ما وراء أكمة السؤال؟ من مخابىء، ودروب، وأقبية.
وحين ينهض الفكر بالأسئلة,.
هنا لا تكون معضلة السؤال، ولا الإجابة,.
وإنما معضلة الفخِّ الذي ينصبه الفكرُ عند منعطف كلِّ سؤال,.
وللفكر أصحابه، منهم الناثر، والباحث، والقاص، والرسَّام، والموسيقي، والشاعر، و,,.
وأقف عند الشاعر,, والرسَّام,.
وهذا هو يطلُّ علينا بأسئلة أسماء وحرقة الأسئلة التي يسألني الشاعر أن أدعها له: إليك أسمائي الجميلة، ودعي حرقة الأسئلة لي، لننقش أسماء الأحبة على الأكف كالحنّاء صالح الحربي 27/12/99 28/9/1420ه الأحساء .
والفكر يتعامل مع الأحرف كالصلصال، يشكلها كيفما يشاء في الوقت الذي يشاء والعجينة واحدة، أسماء,, هي خمسة حروف يمكن أن تكون اسماً عَلماً لامرأة موسومة بها,,، وهي خمسة حروف يمكن أن تكون صفة لمجموعة من الناس يوسمون بأسماءِ مختلفة،,.
والشاعر يربط بين أسماء الرمز لامرأة,,، وبين الصفة الرمز لمجموعة منهن,,، ومنهم!!
والحرقة بين الواحد والأكثر، وبين الأنثى والذكر من هؤلاء الواحد/ الواحدة ، الأنثى/ الإناث، الذكر/ الذكور,,، الأكثر منهن/ ومنهم,,.
والرابط الحرقة,.
فأي حرقة تنبعث ولا يكون السؤال سواراً يحيطها؟,.
حتى اذا ما كُسِرَ عنها طوق السؤال,, تفجَّرت قضايا: إنسان/ إنسان، إنسان/ وآخر، إنسان/ وذاته، إنسان/ وكيانات مختلفة، إنسان/ وقضية/ قضايا، إنسان/ وحياة ذات طقوس، ونفوس، ودروس,.
الأسئلة لا تأتي من فراغ,, ولا تنشأ في فراغ,,، وبوتقتها تصطلي.
منذ عهد,.
مرَّ بي صالح الحربي رسَّاماً توقَّفتُ عند بعض لوحاتِه في بعض المناسباتِ الكتيبات والصحف، كانت ألوانه تحمل زخم الأسئلة حتى وجدته لا يعبث ولكنه ينفث,,، والنَّفثُ هنا حارقاً,, كما لو أنه يصطلي فخلف خطوطه أشياء من القول المباح نحو ألق السؤال لكنني لم أدم طويلاً في مساحات الفن التشكيلي ,, إذ طافت بي الأزمنة حتى التقيتُ بعض دواوينه وأنا أَعبرُ ببعض المكتبات في بعض المدن الخليجية,, ذلك لأننا نحيا فجوة ثقافية كنتُ أوسمها بالمأزق بين الحرف والحرف في المدن المتاخمة، مما يدعو إلى السؤال,, وهنا تتحرك لفحات الأسئلة الزمهريرية لماذا؟
حتى جاءني بإهدائه أسماء وحرقة الأسئلة وعندها سقط السؤال السابق لماذا؟ ذلك لأن المأزق بين الحرف والحرف في المدن المتاخمة قد فُكَّ عنه سواره,, وصالح يطلُّ بديوانه الأخير.
القضايا التي تنبثق من تحت وخلف وجوانب حروفه هي وحدها صَهرٌ حادٌ قادرٌ على تكوين عوالم الصلصال في الأسئلة التي تولد,.
وإن كنتُ لا أتقن الشعر بالطريقةِ التي اتخذها مثل عشرات غيره، لكنني أستسيغ السير في اتجاه المعنى,.
والشاعر مزهوٌ بمعانيه، متخمٌ بها,.
من (أسماء) إلى (رحاب),, من الغلاف للغلاف.
تمتد قضية كيف وإلى أين؟
ومن أسماء إلى رحاب,.
تنهض الأسئلة,.
والصعوبة : أن يدّ الشاعر تمتد إلى القلب لتقطع ذلك الشريان،,, فيجرحها قاطع قبل أن تصل/ فيحاول مرة وأخرى، حتى إذا ما تحسس يده اليمنى لا يجدها -الديوان ص 99 - ويأتي الشاعر من المحاولة يقتطع قضاياه,, فيها المؤامرة، والموت، وسرمديِّة الليل، ولعبة البيضةِ والحجر، وطلاق بين الحلمِ والاختفاء، لا يُلبسه الحجةَ وجهُ الشاعر، وألوف الأوجه لمن سواه فيظل الفم فاغراً جوفه لتتمدد الأسئلة:، فالحزن/ الحزن، وزمان قد مضى قلتُ فيه: الحزن تطهير للواحد، للاثنين، للألف للألفين، فاحزنوا تطهروا ,, حتى جاء الشاعر بأحزان أولى فثنائية، فثلاثية,, تتدافع نحوها السنون من الواحدة بعد التسعين إلى الثالثة بعدها,,، فالزمن الذي لا يَطهر نعتليه ثقوب تُفكّك جداره,, صَمَتَ,, أو تلوَّن.
الأسئلة تترى,.
وتنهض بين يدي الشاعر بعد كلِ رحلة,, واحدة من تلك الأسماء التي تبعث الأسئلة فتصرخ الحرقة من (وفاء) إلى (سلوى),.
ولعل الوفاء رمز، حتى إذا ما تكابر فوق أمره,,، نوشد بالسلوى! لكنها ثلج ونار، نقائض، تستهل البياض من الخيط الوضيء وحتى الخيط المظلم,.
من الخارطة وحتى دعسات (الصعوبة) تعترض بياض الحلم نحو سوارية السؤال,, ومن الغلاف (أسماء) إلى الغلاف رحاب,.
جئت أيها الحربي ناشداً للحرقة في زمن اللهيب.
لاعَدِمتَ يَمينَك فسوف تجدها,, لأن ثمة بلسماً يناهض السكين,.
خيرية إبراهيم السقاف