* فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ
وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
انتشيت فرحاً وسروراً حين قرأت خبر وزارة الشؤون الإسلامية باجراء الدراسات والأبحاث حول الاستفادة من خريجات كليات الشريعة وكليات البنات فيما يخدم الدعوة الإسلامية في الوسط النسائي، أقول شعرنا بالفرح لأن الوزارة بهذا قد وضعت أصبعها على الموضوع الصحيح فيما يخص نجاح الدعوة في المجتمعات النسائية.
فأولاً : تدعيم جهود النساء الداعيات يعني الاهتمام بنصف الامة وهو يعني كما تعلمون الاهتمام بالأمة كلها، أليست المرأة نصف المجتمع ثم هي إذا انتجت جيلا كانت الأمة بأسرها.
ثانياً : ان ذلك تأكيد من الوزارة بأن مهمة الدعوة ليست رجالية فحسب، ألم يحمل عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها نصف الشريعة.
ثالثاً : ان كثيراً من دواعي الاصلاح في المجتمعات تتحمله النساء ولا يسد الرجال تلك المهمة.
معالي الوزير :
ولأن الأمر في طور الدراسة في وزارتكم كلل الله جهودكم بالتوفيق فإني أقدم للقائمين على تلك الدراسة بعضا من المقترحات كبضاعة مزجاة علها تجد لديهم شيئاً من الرعاية.
أولاً : الوقوف بحزم ضد أي محاولة لجعل تلك المهمة مجمعا لتوظيف من لم يحالفها الحظ في الحصول على وظيفة معلمة او غيرها، فتغدو مهمة الدعوة كمدرسة أهلية تسعى لها الخريجات كسرب يلمح حباً ثم إذا وجد غيره تركه وسعى للآخر.
ثانياً : مبدأ الانتقاء للارتقاء من المفترض ان يوضع في الحسبان, وأعني بذلك انتقاء الداعيات للارتقاء بمهمة الدعوة، فلا تكون النسبة او التقدير دوافع لنيل وظيفة في الدعوة بل الاصلح فلا محسوبية، ولا واسطة.
ثالثاً : اشراك من لها خبرة في الدعوة في وضع استراتيجيات الدعوة النسائية من تنظير الاهداف، ورسم الخطط، ووضع المقترحات، فالنساء أعلم بالحاجيات النفسية، والاجتماعية والدعوية لأمثالهن.
رابعاً : انشاء جهاز تنظيمي داخل الوزارة من العنصر النسائي يكون مرجعاً للداعيات على ان يكون العنصر النسائي الذي يدير ذلك الجهاز من الداعيات أنفسهن بحيث يتعاملن مع الداعيات الأخريات، ويدرن أمور الدعوة في إطار الدعوة ذاتها.
خامساً : تدعيم الدعوة النسائية باقامة معهد تطبيقي ومن الممكن ان يكون مسماه (المعهد النسائي التطبيقي للدعوة الإسلامية).
يكون من مهمته:
1 تدريس الداعيات علم الدعوة تطبيقياً.
2 قد يكون من بين الداعيات من لا تكون من خريجات كلية الشريعة او اقسام الدراسات الاسلامية فمهمة المعهد هو تأسيسها نظريا وتطبيقيا فيما يقدم على الناس الحجة به.
3 إقامة دورات مكثفة للداعيات بين فترة وأخرى.
4 من الممكن ان يتوسع هذا المعهد لاعطاء دورات دعوية تطبيقية بلغات غير عربية من خلال منح دراسية فيبث ذلك المعهد شذاه إلى كل ارجاء المعمورة.
5 الاهتمام بالدعوة المتخصصة وأعني بذلك ايجاد داعيات متخصصات فهناك من تهتم بدعوة عامة النساء، وهناك من تهتم بالدعوة الأسرية، وهناك المهتمة بالدعوة الشخصية، وهناك من تبدع في القاء المحاضرات، وأخرى تجيد فن تدبيج المقالات، وهناك من تركز على التربية الإسلامية، وأخرى تجيد دعوة غير المسلمات,,, الخ.
6 الاهتمام بالدروس الثقافية التي تهدف إلى تنوير الداعيات بما يحاك للأمة، فحتى تنير لمجتمعها الطريق لابد ان تكون هي ضوء.
7 الاهتمام بتقنية الدعوة عن طريق تعليم الداعيات استخدام الحاسب الآلي، وغيره من الاجهزة الحديثة التي تخدمها في القاء دروسها، ومحاضراتها.
8 تزويد الداعيات بنبذ ولو مختصرة عن آخر الابحاث في المجالات العلمية فبعضها قد تستفيد من الداعية في مجال الدعوة.
9 إصدار نشرة دورية تعنى بأخبار الدعوة النسائية لتحقيق التواصل بين الداعيات داخليا وخارجيا، ولتكون تلك النشرة لسان حال المعهد التطبيقي، ولعلها تولد نشرة مبسطة ثم تكون مجلة يافعة تعنى بأمور الدعوة النسائية.
وأخيراً : فإن الشكر موصول لمعاليكم، ولاعضاء وزارتكم المباركة على ما تقدمونه خدمة للأمة، مرافقة إليكم رجاء من خلفي من النساء في السعي بأن لا تتأخر تلك الدراسات في اخراج نتائج ما تقوم به فإن الامة تنتظر ثمار شجرة الدعوة النسائية.
رعاكم الله وسدد خطاكم في وضع بذرة الدعوة في اوساط المجتمعات النسائية ووفقكم لرعايتها وسقيها حتى تظل طودا شامخا تستظل الأجيال بفيئه,, والله ولي التوفيق.
* أستاذ مساعد كلية التربية للبنات بالرياض.