لقد تبين وهذا ثابت تاريخياً وعلمياً أن كل ما بني على خلاف الفطرة مصيره الى الزوال والبوار، لأنه يخالف شرع الله، وها هي أمام أعيننا تتهاوى الأفكار الضالة والملحدة، لأنها تخالف فطرة الإنسان، وكذلك كان مصير كل الأعمال السيئة والمسيئة من الاباحية الجنسية الى الشذوذ الجنسي إلى ما هنالك من حالات.
حتى ان الطلاق الذي حرمته بعض القوانين الموضوعة قد تراجعت عنه، لأن حياة البشر تتطلب في بعض الحالات اجراء الطلاق، رغم انه أبغض الحلال إلى الله تعالى.
لقد جعل الله طبيعة الحياة تتطلب أحياناً أن يتزوج المرء بالحلال من أكثر من واحدة، وبالتالي يكون له عدة زوجات بحيث لا يتعدى العدد في نفس الوقت الأربعة، ولذلك ضوابط ، فمثلاً إذا خاف الإنسان ان لا يعدل بينهن فعليه الاكتفاء بواحدة، وكذلك يلزم ان يكون قادراً على تأمين حياة معينة لذريته ونسائه.
إن الحياة قد تجر بعض الشعوب أحياناً للحروب، وبالتالي يذهب ضحية للمعارك عدد أكبر من الرجال، ويكون عدد النساء بالتالي أكبر من الرجال المتبقين على قيد الحياة، وبالتالي يلزم أن يتزوج رجل بأكثر من واحدة، وأحياناً لا تنجب المرأة لسبب أو آخر، وهنا يبيح الشرع الزواج بأخرى حفظاً للنسل.
وأحياناً تتعرض المرأة لما قد يؤدي الى العجز، وعدم القدرة على خدمة أطفالها ورعاية زوجها، وبالتالي قد يكون الزواج بأخرى حلاً لذلك.
لقد سمعنا في الفترة الأخيرة، وأظنكم سمعتم، أو قرأتم الخبر الذي نشر حول اصدار رئيس جمهورية انجوشيا لمرسوم يقضي بالسماح رسمياً بتعدد الزوجات حسب الشريعة الإسلامية، وفي هذا عودة صريحة وواضحة للأصل والفطرة، طبعاً جمهورية أنجوشيا تقع ضمن الاتحاد الروسي، وهي جمهورية اسلامية، ولكنها تخضع للقوانين الروسية، ويتوقع ان تواجه الجمهورية حملة منظمة ومكثفة سياسياً واعلامياً، واقتصادياً وثقافياً وعلى كافة الأصعدة للتراجع عن قرارها الذي يخالف قوانين الاتحاد الروسي.
إن تلك القوانين الروسية المخالفة للفطرة قد أدت وبشكل مؤكد وواضح للعيان لكثرة انتشار الخيانة الزوجية في روسيا، وكثرة العشيقات من خلف الستار، وكثرة حالات الحمل غير الشرعي,,الخ ما هنالك من حالات يندى الجبين لذكرها.
إن انجوشيا تحاول الآن حل المشكلة بالطريق الشرعي الذي رسمه الله تعالى،يقول روسلان أوشيف رئيس الجمهورية: ان المرسوم يأتي استجابة للأمر الواقع، وسيساعد على زيادة عدد سكان جمهورية انجوشيا، واضاف بانه سيعرض المرسوم على المجلس الاتحادي الروسي لتغيير القانون العائلي الروسي، والسماح بتعدد الزوجات في كامل روسيا وليس في انجوشيا وحدها لأنه يحفظ حقوقها قانونياً، وهذا أفضل من أن يكون للرجل زوجة واحدة وعشيقة أو أكثر، ملمحاً الى الخيانة الزوجية المنتشرة في روسيا.
المرسوم المذكور لقي كالمتوقع ارتياحاً وتقبلاً طيباً وواسعاً بين أبناء الشعب الأنجوشي.
إن كل القوانين المخالفة للفطرة مصيرها الى الزوال، ولو بعد حين، ولابد ان يأتي يوم تسود فيه الفطرة السليمة، ودين الله الحق بإذن الله وآنذاك يعرف المبطلون من هم، ويزول الباطل، ويسود الحق.
والله من وراء القصد.