* حوار: سَلمان العُمري
نوه فضيلة القائم بأعمال المفتي في بنغلاديش الشيخ محمد نور الدين,, نوه بجهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين وأكد أن مايجده المسلمون بصفة عامة والشعب البنغالي خاصة من مساعدات ومعونات مادية ومعنوية خاصة في أوقات الأزمات يلقى كل التقدير والعرفان.
جاء ذلك في لقاء لالجزيرة مع فضيلته أجاب خلاله على عدد من التساؤلات حول بعض المشاكل والقضايا الراهنة التي تدور على الساحة الإسلامية البنغالية ومنها انتشار طائفة القديانية بين اوساط المسلمين الفقراء، ومشكلة اللاجئين البورميين، ودور العلماء والدعاة في نشر الوعي الإسلامي بين الشعب البنغالي, فكان هذا الحوار:
* تضطلع المملكة العربية السعودية بدور ريادي في تقديم المساعدات والمعونات للمحتاجين من أبناء المسلمين في كافة أنحاء العالم,, كما أنها تعمل على دعم الهيئات والمؤسسات الإسلامية في كل مكان, إلى أي مدى استفاد الشعب البنغالي المسلم من هذه المساعدات؟ وكيف تثمنون هذا الدور العظيم للمملكة؟
لاشك أن المساعدات والمعونات التي تقدمها المملكة العربية السعودية لأبناء المسلمين في كافة أنحاء العالم استفاد منها الشعب البنغالي المسلم بشكل كبير، خاصة في المؤسسات التعليمية الإسلامية في القرى والمدن كذلك في بناء المساجد في مختلف مناطق بنغلاديش ونعتبر هذه البادرة دوراً عظيماً سواء أكانت المساعدات من قبل حكومة المملكة مباشرة او عن طريق الهيئات الخيرية الواقعة في بنغلاديش من قبل المملكة، ونقدر جهود المملكة في هذه المجالات بكل التقدير والعرفان، وأسأل الله ان يديم النعمة في هذه الدولة المعطاءة وأن يجزي القائمين على قيادتها خير الدارين.
* بصفتكم تقومون بالافتاء في بنغلاديش,, هل لنا من نبذة حول مهامكم، والمناشط التي تقومون بها في خدمة العمل الإسلامي في بنجلاديش؟
بالرغم من أنه لايوجد في بلادنا منصب مفتي عام من قبل الحكومة، مع ذلك أنا أقوم بالافتاء والإجابة عن الاسئلة الواردة سواء من داخل البلاد أو خارجها التي تخص شؤون المسلمين والقضيا المعاصرة، وبصفتي إماماً لأكبر مسجد في قارة الهند وهو البيت المكرم أعمل في هذا المجال وأفتي على ضوء الشريعة الإسلامية من خلال آراء الأئمة المجتهدين يرحمهم الله تعالى.
* أصبح القاديانيون يمثلون تحدياً حقيقاً للمسلمين في العالم، بتفسيراتهم المنحرفة للإسلام ومحاولاتهم تشويه العقيدة وصورة الرسول صلى الله عليه وسلم,, نرجو من فضيلتكم إلقاء الضوء على الفكر الضال لهذه الطائفة؟ ومامدى انتشارها في بنجلاديش؟ وكيف يعمل علماء المسلمين والدعاة في بلادكم على مواجهتهم والحد من نشاطهم؟
القاديانية هي فرقة ضالة وطائفة كافرة نشأت من الدعم المالي الذي تلقته من الانجليز، بل مازال دعم الانجليز مستمراً لهؤلاء القاديانيين، ولقد انتشرت هذه الطائفة في بنغلاديش في الأونة الأخيرة خاصة في أوساط المسلمين الفقراء، وأعطيت لهم الأموال المغرية من القاديانيين فانضم هؤلاء المسمين الفقراء الى هذه الطائفة كالمسيحين كما يقال: كاد الفقر يكون كفراً والقاديانيون كفار باتفاق علماء الإسلام، ولاشك في كفرهم، ولقد بدأ علماء بنغلاديش في مواجهة هؤلاء القاديانيين والحد من نشاطهم، وطالبوا الحكومة لإصدار القرار الرسمي الحاكم عليهم بالكفر، ومواقف العلماء في هذا يقدر ويستحق الشكر لذلك أرجو ان يصدر من الحكومة قراراً في هذا الشأن خلال وقت قريب إن شاء الله تعالى.
* نلاحظ في الآونة الأخيرة كثرة الفيضانات والزلازل التي تصيب بنغلاديش وشردت مئات الآلاف من السكان,, ماحجم المساعدات التي تلقتها البنغلاديش بصفة عامة ومن المملكة خاصة؟ وما دور العلماء والأئمة في دعوة المسلمين للتمسك بالدين والدعاء والاستغفار لرفع هذا البلاء؟
المساعدات التي تلقتها بنغلاديش من المملكة أثناء الفيضانات والكوارث الطبيعية تعتبر قدراً كبيراً، ولقد استفاد المتضررون من هذه المساعدات مما يستحق جزيل الشكر هذه الدولة السخية، وفعلا تم بناء عدد كبير من المباني تحت إشراف الحكومة في المناطق الساحلية للجوء الطوارىء أثناء الفيضانات المفاجئة، أما العلماء فلهم موقف قيم في توجيه المسلمين ودعوتهم للعودة الى الله بالتوبة والاستغفار وترك المعاصي والعمل على مايرضي الله كما يأمر الكتاب والسنة حتى يرفع الله عنا هذا البلاء.
* مازال حولي 33 ألف لاجىء مسلم من بورما يتواجدون منذ عدة سنوات في مخيمات على الحدود البنغالية البورمية، ينتظرون العودة إلى بلادهم، وبعضهم راغب في اللجوء السياسي في بنغلاديش,, ماموقف هؤلاء اللاجئين المسلمين الآن في ضوء مساعي الحكومة البنغالية لإعادتهم؟
ومادور الجمعيات والمؤسسات الإسلامية في بنغلاديش في دعم ومساعدة هؤلاء المسلمين خاصة بعد تفشي العصابات والاعتداءات المسلحة داخل معسكراتهم؟
موقف بنغلاديش نحو اللاجئين المسلمين من بورما معروف عالمياً وأعتقد هذا العمل من الواجب الإسلامي من وفاء حق الجوار، لأن المسلمين إخوة، وحسن الجوار لهؤلاء المسلمين الواقعين في المصائب والظلم انما يكون ذلك عملاً بما جاء في الكتاب والسنة للاهتمام بالواجب الإسلامي الأخوي، ولكن كما هو معلوم أن إمكانية دولتنا بهذا الخصوص محدودة، ولا تستطيع الدولة الاستمرار في هذا الوضع لمدة مجهولة، لذلك كانت مساعي الدولة لاعادتهم الى وطنهم، وكانت المفاوضات بين الحكومتين لاعادتهم وفعلاً غادر عدد منهم الى بورما، أما اللجوء السياسي لبعضهم هذا الأمر يخص الحكومة.
* تنظم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية العديد من متلقيات الدعوة إلى الله، وحظت بنجلاديش بواحد منها مؤخراً,, كيف ترون أهمية مثل هذه الملتقيات؟ ومامدى استفادة الدعاة في بنغلاديش منها؟
تنظيم هذا النوع من الملتقيات له أهمية كبيرة، واستفاد دعاة بنغلاديش من الملتقى الدعوي خاصة الأئمة في المساجد وأرجو أن تتكرر مثل هذه الملتقيات في بلادنا والذي أرجوه من خريجي بنغلاديش من جامعات المملكة ان يساهموا في الدعوة في البلاد بالتنسيق بين الدعاة العاملين في حقل الدعوة منذ سنوات، كما أوصي المؤسسات الخيرية الإسلامية التي تعمل في هذا المجال ان تكون على الاتصال الدائم مع دعاة البلاد في التنسيق والمشاورة حتى تتحقق أهداف سامية بإذن الله تعالى.
* أعلنت رئيسة الوزراء البنجالية منذ فترة أن هناك حاجة ماسة في بنجلاديش لمحو الأمية عن طريق المساجد وتعليم الأطفال والكبار الدراسة الابتدائية، لضمان تنمية الموارد البشرية ونشر الوعي الإسلامي بين الشعب البنغالي,, ماذا تم حيال ذلك؟ وماذا تحقق من نجاحات للبرنامج التعليمي الذي انتهجته رئيسة الوزراء في المساجد لهذا الغرض؟
خطة الحكومة الحالية في البرنامج التعليمي لمحو الأمية عن طريق المساجد وتعليم الأطفال والكبار الدراسة الابتدائية خطة حكيمة جداً، مضت عليها ثلاث سنوات تقريباً، ولم تظهر النتائج بعد، ولكنه نلاحظ إيجابياتها على شكل كبير، وإقبال كبير من الناس، ولقد رحب بالخطة كثير ممن يعملون في حقل التعليم الإسلامي وأتمنى لها نجاحاً ومستقبلاً مشرقاً لهذه البلاد الطيبة.
* كيف ننهض بأبناء المسلمين من أجل حفظ القرآن الكريم وتعليمه لهم، وماذا عملتم تجاه أبناء المسلمين في بنجلاديش تجاه هذا الأمر الهام؟
اعتقد أن بنغلاديش من الدول التي تعتز وتفتخر بوجود أكبر نسبة من حفاظ القرآن الكريم، وهناك جهود متواصلة لحفظ القرآن وتعليمه لأبناء المسلمين، وازدادت عنايتنا بهؤلاء حملة القرآن، ولقد أنشأنا مؤسسة حفاظ القرآن الكريم تهتم بشؤون حفاظ القرآن الكريم في مختلف أنحاء البلاد، إضافة الى ذلك لدينا خطة أنشطة للتدريب المهني لحفاظ القرآن حتى يتمكنوا من اكتساب المهارات لتكون عوناً في قضاء متطلبات حياتهم حيث يمكن عيشهم اعتماداً على أنفسهم ودون الرجوع إلى الآخرين للمساعدة في قضاء متطلباتهم المعيشية.