سَعَفَ النخيل على الممر تهدّل
واحجب بظلك ما يراه المجتلي
من كنت احذر ان تحجب طيفها
عن ناظري نزلت بأبعد منزل
سيان عندي اليوم قفر موحش
وظلال روض مستطاب المنهل
فسل النسائم ان تكفَّ عن السرى
ما للفؤاد بسيرها من مأمل
إن أقبلت بشذى الزهور ولم يكن
عطر الحبيبة فيه فلتتحول
أبداً تذكرني المروج بمن نأت
وربابة الراعي تهيج الشوق لي
في كل زاوية نظرت رأيت من
آثارها ما خلفته لمقتلي
فإذا سهوت علا ثغاء قطيعها
يشكو أساه بلوعة وتذلل
قد ودّعته فما شفاه وداعها
من حرقة في صدره لم ترحل
ألقت بمسمعه ثمالة شدوها
فرنا بغرب دموعها المترسل
خفّفت لو ودعتها بعض الأسى
ومسحتُ بعض دموع قلب مثقل
والدوح عصفره الخريف ورده
كالعاشق المتحرِّق المتذلل
نَشَرَ الأصيل عليه عمق سكونه
فمضى يحن لأغنيات البلبل
فكأنما الوَرَقاتِ مرآة له
تجلو اصفرار سمائه للمجتلي
أأروحُ وهو يظلني وحبيبتي
وأعود وحدي وهو غير مظللي
سعف النخيل : سواك خان مودتي
وبقيت تحفظها لمن لا ينسلي
أشكو اليك أذى الفؤاد وإن تكن
لا ترجع الشكوى لصب مبتلي (1)
تمضي الحبيبة والزمان كلاهما
وأظل أندبها وتصغي أنت لي,.