Thursday 20th January, 2000 G No. 9975جريدة الجزيرة الخميس 14 ,شوال 1420 العدد 9975



رأي الجزيرة
سراب السلام مع إسرائيل!

تعقد اليوم كما هو مقرر ومعلن قمة فلسطينية أمريكية في البيت الابيض في واشنطن، وتدور المحادثات فيها حول اتفاق الإطار العام لتقوم اسرائيل بتنفيذ استحقاقات المرحلة الثالثة من مفاوضات الحل النهائي لقضية الحقوق الفلسطينية.
وتدور هذه المحادثات الفلسطينية الامريكية على مستوى الرئيسين في ظروف لا تبدو مواتية لإحراز تقدم فيها، لأنه ليس هناك ما يضمن احترام اسرائيل لما يمكن ان يتوصل اليه الرئيسان من افكار وطروحات للحل المنشود، خصوصا وان رئيس الوزراء الاسرائيلي يغيب عنها على غير ما كان متوقعا ان يشارك فيها.
وعلل الاسرائيليون تخلف باراك عن قمة واشنطن اليوم بسبب فشل المفاوضات مع سوريا، مما ادى الى عدم عقد الجولة الثالثة التي كانت مقررة امس الاربعاء.
ويرجع الفشل الى تعنت اسرائيل ورفضها للمطلب السوري المشروع والعادل باستعادة كامل ارض الجولان المحتلة منذ العام 1967م.
وكان يمكن لباراك ان يتجاوز هذا الفشل في المسار السوري ويشارك في قمة واشنطن اليوم لو لم يكن رافضا رفضا مسبقا لأي نتيجة يتفق عليها الرئيسان الفلسطيني والامريكي وتكون ملزمة له باراك خصوصا إذا كان يرفضها لتمسكه بالمساومة على موعد ابرام اتفاق الاطار وتأجيله لما بعد يوم 13/ فبراير القادم الذي اقرته اتفاقية شرم الشيخ التي تحمل توقيعه!
كل هذا يبرر الشكوك في التزام اسرائيل بأي اتفاق يتم ابرامه بينها وبين الفلسطينيين سواء كان ذلك مباشرة وبدون وسيط او بوجود وسيط.
ولعل هذه الحقيقة هي التي حملت مروان كنفاني مستشار الرئيس الفلسطيني على القول: إن تجربتنا مع اسرائيل تجعلنا حذرين جدا في التفاؤل بما يتعلق بأي موضوع الا بعد التوصل الى حل بشأنه .
وقال ايضا تعليقا على لقاء اليوم بين الرئيسين عرفات وكلينتون: إن اللقاء يتم في وقت لا تزال فيه الخلافات على حالها بين الفلسطينيين والاسرائيليين بالنسبة لجميع الملفات ,, إن هناك خلافات على جميع الملفات ونحن لا نرى شكلا توافقيا مع الجانب الاسرائيلي في اية تفصيلة من تفاصيل البنود التي اتفقنا على بحثها، فليس هناك اتفاق فيما يتعلق بموضوع القدس واللاجئين او السجناء او الممرات الآمنة او الحدود او المياه !!
وهكذا يضع مستشار الرئيس الفلسطيني النقط على كل الحروف المبهمة في مفاوضات المسار الفلسطيني الاسرائيلي.
وهذه الحقيقة تجعلنا نكرر ما قلناه في كلمتنا امس وهو: في الوقت الذي يلهث فيه العرب جميعا وراء السلام كخيار استراتيجي فإن اسرائيل تسعى سعيا حثيثا للحرب باقتناء المزيد من الاسلحة المتطورة لاستخدامها في الوقت الذي تريد فيه ان تكون مفاوضات السلام الحالية قد ادت مهمتها في خطة الحرب المبيتة وهي كسب الوقت لإسرائيل واضاعته على العرب .
ودون ان نستبق النتائج المرتقبة من قمة واشنطن اليوم، ومن جهودها الحالية لاستئناف المحادثات السورية الاسرائيلية نخشى ان نختتم كلمتنا اليوم بأننا العرب نلهث وراء سراب اسمه السلام مع اسرائيل التي لم تؤمن قط فيه منذ ان كانت في فلسطين منذ 52 سنة بشيء اسمه السلام مع العرب.
فهي كانت وما زالت دولة عسكرية، والمدني فيها مدرب للقتال ومجند في الاحتياط، والمجتمع الاسرائيلي يعيش تحت احكام قانون الطوارىء المعلن منذ 15/مايو/1948م تحسبا لاندلاع حرب مع العرب في أي وقت حاضر او آت,!.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.