القاص محمد المنقري نقادنا منظرون عاجزون عن كتابة النقد المضيء |
النقد حالة تالية للعمل الابداعي وبناء يتأسس على معطيات النص الادبي ذلك لان الناقد لا يستدعي العصافير الوهمية ولا يبني صروحا من الخيال بل يركض بحثا عن ظلال التجربة الفنية منشغلا بفلسفتها حينا او البحث عن تأويلاتها احيانا فإذا توفرت لديه الشروط الابداعية تحول النقد الى بناء فني يتوازى مع معطيات النص وقد يتفوق عليه بشكل او بآخر.
وإذا تذكرنا ان العديد من النقاد كانوا اصحاب تجربة ابداعية متعثرة دفعتهم لكتابة النقد وبالتالي يعجزون في معظم الحالات عن الوصول الى كتابة النقد المضيء منشغلين بتكديس النظريات او الأبنية الانشائية التي يمكن تطبيقها على اي نص يصادفهم غير قادرين على الغوص عبر خزائن نصوصه الثرية والتجريبية متوهما ان القارىء بانتظار ارشاداته ليقترب جيدا من فضاءات النصوص.
والحقيقة ان النقد الادبي في ساحتنا المحلية لا يتجاوز ازمنة الصحف التي ينشر بها بمعنى انه عمل استهلاكي اغلبه مبني على العلاقات الشخصية!!
اعرف ان كثيرين لن يوافقوا على هذا الكلام لكن التجارب العديدة التي تصدر من حين لآخر ولا تجد تناولا لها او اقترابا من خصائصها الفنية بل انها تدخل قسرا دائرة الاهمال تدل على صحة هذا الكلام الى حد كبير, والحقيقة ان الصمت النقدي الحاصل الآن لا يدل بأي حال من الاحوال على ما يسميه البعض البيات الابداعي لكنه يعود الى تقلص الصفحات الثقافية في الصحف المحلية الامر الذي اثر على التجربة الابداعية بشكل محدود بينما كان تأثيره على المشتغلين بالطرح النقدي كبيرا.
اما مسألة الانتقامية التي تراها سائدة في القراءات القليلة فلا اظن ذلك صحيحا لانها في ظاهرها قراءات تقاوم النسيان وتبحث عن نفسها عبر النصوص المتيسرة وتحاول اثبات حضورها متوهمة انها تؤسس شيئا جديدا والحقيقة ان زملاءهم فقط جمهور ما يكتبونه الآن.
|
|
|