Thursday 20th January, 2000 G No. 9975جريدة الجزيرة الخميس 14 ,شوال 1420 العدد 9975



النجومية والشهرة,.
ماذا أعطت وأخذت من أهل الفن؟
ليلى علوي: حرمتني من حياتي الطبيعية * إلهام شاهين: أتمنى أن أعيش حياة بسيطة * نبيلة عبيد: أهرب إلى لندن للانطلاق وتناول الأيس كريم
آثار الحكيم: لها مميزات كثيرة فهي تساعدني ميرفت أمين: جعلتني حبيسة المنزل

* القاهرة مكتب الجزيرة ايمن الشندويلي:
هل الشهرة قيد على الفنان يشعر معها بالخناق علي حركاته وتصرفاته؟ ام تفتح له ابوابا ومساحات كبيرة من الحرية ينال فيها ما يشاء؟ هل هي سلاح ذو حدين وقيود من ذهب؟، فبقدر ماتعطي الفنان التميز تنال من خصوصيته,,في هذا التحقيق نترك للفنانين الحديث عن الشهرة ومتاعبها ومميزاتها ايضا.
تقول الفنانة ليلى علوي: يبحث الفنان دائماً في بداية عمله عن الشهرة لانها تحقق له الكثير في مجال عمله وعلاقاته بالآخرين، ولكن عندما يصبح شهيرا يشعر بأن هذه الشهرة قد تحولت الى قيد تضيق معه حريته الشخصية في التصرف بطبيعته فالناس تفترض فيه انه انسان سعيد ليس لديه مشاكل ولا هموم تؤرق حياته,, ولذلك فالمطلوب منه ان يكون مبتسما دائماً للآخرين حتى لو كان متألما اوحزينا لان البسمة هي التحية المتبادلة بينه وبين جمهوره وعن نفس الشهرة جعلتني حبيسة داخل منزلي لا اخرج من بيتي الى الشارع إلا في مهام العمل او الزيارات الخاصة او الحفلات,, فيما عدا ذلك لا استطيع مثلا النزول للاسواق او شراء أي شيء,, ولذلك فانا حبيسة الشهرة وتكون فرصتي الوحيدة في الانطلاق هي السفر خاصة في كان بفرنسا لانني احرص على حضور المهرجان سنويا وخلال فترة المهرجان اكون حرة طليقة بدون شهرة وبدون نظرات تطاردني في كل مكان فأسير في الشارع واكل الايس كريم واجلس على الرصيف واستمتع بوقتي كاملا قبل العودة الى محبس الشهرة في القاهرة.
قيد حديدي
والفنانة الهام شاهين تعتبر الشهرة قيدا حديديا في يد وساق الفنانة,, فرغم سعادتها بحب الناس لها وجماهيريتها العريضة إلا ان الانسان دائماً يحب ان يكون كالطير حرا طليقا يريد ان يذهب الى اي مكان ويستمتع بوقته وربما لو كان الفنان غير مشهور لكانت هذه الامور بالنسبة له بسيطة وتمنى ان يكون مشهورا حتى يشار اليه من الجميع، ولكن انا تعبت من حياة الخمس نجوم فأريد ان اذهب الى محل كشري واجلس لاتناول طبق كشري بالدقة واقف امام أي محل اشرب مياها غازية واشتري ما اريده واتجول في الشوارع واشاهد الفاترينات كأي انسان بسيط ربما يعتقد البعض بان كلامي غير منطقي ولكن من يعش حياتنا هذه يشعر بأنه سجين الشهرة ويتمنى ان يكون انسانا عاديا له الحرية الكاملة في التنقل والحياة بدون ان يعرفه احد.
مظاهرة
أما الفنانة نبيلة عبيد فتقول اكثر متاعب الشهرة هو انني لا استطيع الخروج من بيتي الى الشارع كأي انسان عادي لأتجول في المحال العامة وادخل السينما مع صديقاتي، ولو حدث وفعلت ذلك فستحدث مظاهرة حولي سواء في الشارع او في السينما من الجمهور، ولن استمتع بأي شيء، ولذلك افضل ان اقضي اجازتي في لندن وهناك استمتع بالمشي في الشوارع وتناول السندويتشات تيك اواي ، وتناول الايس كريم، والذهاب الى السينما والمسارح والتجوال في المحلات وغيرها من الافعال التي تشعر الانسان بحريته بعيدا عن مراقبة الناس له.
شهرتي تسعدني
والفنانة آثار الحكيم لها رأي خاص ومختلف عن الآراء السابقة فتقول آثار بأن شهرتها تسعدها لان هذه الشهرة جعلت الناس تحبها وتحرص على مصافحتها سواء في الشارع او في المحلات التي تذهب اليها، وبالعكس فالشهرة احيانا تفيد كثيراً في حل بعض المشكلات، او قضاء الحاجات بسهولة ويسر ودون أي عناء خاصة في المصالح الحكومية والتي يحتاج الانسان لقضاء أي شيء ان يمر باجراءات روتينية يمكن ان تأخذ اليوم كاملاً، ولكن الشهرة تجعل الموظفين ينهون كل شيء في غمضة عين وبسرعة وبدون روتين,,وهذا حق لاي مواطن، وعموما انا امارس حياتي بشكل عادي فانا كأم اخرج مع اولادي نشتري مستلزماتنا دون قيود، واكثر شيء يسعدني ان التقي بالجمهور ويعبر عن رأيه في اعمالي بكل موضوعية، فرأي الجمهور مهم جدا بالنسبة للفنان لانه النبض الحقيقي لرد الفعل، ومن خلال هذه الآراء يمكن ان اعيد النظر في اعمالي القادمة او الشخصيات التي اقدمها، ولهذا كله فالشهرة تسعدني ولا تسبب لي مشاكل.
قيود في الحركة
والفنانة ميرفت أمين تعتبر الشهرة قيودا على حركتها فلا تستطيع ان تنزل الى الشارع لشراء ما تحتاجه، وعندما فعلت ذلك في احدى المرات شعرت بان اعين الناس تلاحقها والنظرات لا تتوقف عن مطاردتها لدرجة انها نسيت الاشياء التي تريد شراءها.
وتضيف ميرفت امين لذلك افضل الجلوس في المنزل اذا لم يكن عندي اي تصوير,, فانا احب البيت والتواجد فيه، اما فساتيني وفساتين ابنتي فدائماً اشتريها من لندن التي ازورها سنوياً، وفي لندن اجد الحرية الكاملة في التنقل والشراء والمشي في الشوارع,, والشيء الوحيد الذي اعرفه واخاف منه هو السرقة، لان النظرات التي تلاحقني في الخارج ليست لشهرتي وانما لرصد حركتي ومحاولة سرقتي، وهو ماحدث اثناء تصوير الرجل الآخر في لندن وتعرضت لهذا الموقف.
الشهرة نعمة
ويرى الفنان محمود عبدالعزيز ,, ان الشهرة نعمة فحب الناس للفنان لا يأتي إلا عن طريق الشهرة وحب الناس نعمة من عند الله، ومن احبه الله، حبب الناس فيه، وانا لا اجد حرجا في النزول الى الشارع وشراء ما احتاج اليه من مستلزمات المنزل او شراء ملابس، واجد متعة في الجلوس مع الناس على المقهى وتبادل التحية واستمع الى آرائهم, والجمهور هو ترمومتر نجاح الفنان، وعن الشهرة كعائق له,, يقول ليست لها عوائق عندي,, فسواء كنت مشهورا ام غير مشهور,, ماذا كنت سأفعل كإنسان سوى التصرف بتلقائية وحرية وهو ما افعله وحب الناس يسعدني والتفافهم حولي يزيد من ارادتي على العمل في الفن,, اذن ماذا اريد؟ وهل الفنان ان لم يكن مشهورا كان يسير في الشارع حافي القدمين؟ ام يرتدي ملابس رديئة؟ ام يتصرف بشكل غير لائق؟ الفنان يتصرف كأي انسان عادي في حدود الادب والاخلاقيات والاحترام المتبادل بين الجميع سواء كان مشهورا او غير مشهور.
أيام زمان
الفنان احمد آدم: الله يرحم ايام زمان وعدم الشهرة والحياة بدون قناع زائف, فالناس تريد مني ان اقابلهم في الشارع وانا مبتسم دائماً ويطالبونني بان القي عليهم النكات,, فأي فنان كوميدي معناه انه قاموس في النكات والقفشات والضحك,, ولا يتقبلون منك عذرا اذا كان وجهك مكفهرا او غاضباً,, فقد تعودوا ان يشاهدوا الفنان الكوميدي وهو يبتسم ورسم البسمة على وجههم، ولو شاهدوا غير ذلك فلن يصدقوه فيما يقدمه اليهم,, والشهرة جعلت الفنان يتحرك في حدود ويختار الاماكن التي يجلس عليها بعيدا عن الانظار وفي اماكن خاصة، ففي الماضي كنا نجلس على المقهى مع الاصدقاء ونحتسي الشاي والشيشة وجلسات سمر جميلة حرمتنا منها الشهرة، ففي كثير من الاوقات اشتاق لأكل الذرة المشوي على الكورنيش او اكلة كوارع في مسمط بلدي بوسط البلد,, او سندويتش طعمية ساخنة.
لكن الشهرة اجبرتنا على ان نلتزم بعادات غريبة ومقيدة,, لكن الحمد لله الشهرة برضه حلوة .


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.