ضحى الغد ناداهمو صلوا وسار مواصلاً,. عبدالكريم بن صالح الطويان |
في يوم عيد الفطر المبارك من هذا العام 1420ه، والناس يهنئون بعضهم بحلول العيد، بلغنا وفاة الداعية عبدالله بن فهد التويجري إمام مسجد الدعوة بحي التغيرة ببريدة، والمعلم المربي المعروف,, رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.
ولقد عادت بي الذاكرة الى ما قبل عشرين عاما خلت، حين كنت اسكن الحي المجاور لمسجد الدعوة وكان همُّ صلاة الفجر هما يؤرقه في ليله ونهاره، ففي الفجر ينادي: صلوا,, صلوا,, وفي النهار يزور من تعدد تخلفه، فيدعوه بحياء وادب واشفاق,,, ولا تراه يمل من اداء هذا الواجب ولا ينقطع عنه,, تذكرته وقد انتقل الى رحمة الله، وتذكرت تثويبه بالصلاة وقد انقطع! فجاءت هذه المشاعر، على صورة النثر المشعور:
النوم أحلى
ما يكون بليلنا,.
هدأت عيون
الساكنين جميعها,.
سكتت دروب الحي
من لغط
ومن ضوء النوافذ
والستائر سورها,.
في هدأة الليل البهيم
وقد بدت
للفجر مشربة
يُضيء فضاؤها
ناداك في صوت
عميق مخلص:
هُبوا من النوم
الثقيل الدائم!
هُبوا فقد صدق الزمان
بوقته!
هُبوا من النوم
اللذيذ الآسر!
صلوا لمن منح الظلام لحكمة,.
صلوا لمن بعث النهار لآية,.
صلوا لمن فلق الصباح لغاية,.
صلوا لمن قال السجود فريضة
ودعا إليه والبياض محلق!
ناداهمو صلوا فقد رحل الدجى
والبوح في الشرق الوضيء الكاتم,.
ناداهمو صلوا,.
وظل مواصلا,.
لا يفتر الصوت القوي مناديا,.
سكتت بيوت الحي,.
أين صريرها؟!
من يُوقظ العين النؤوم الحالمة؟!
ناداهمو أخرى
وأخرى بعدها:
هُبوا فصلوا
للرحيم الراحم!
كرت علينا في الزمان
سبحة,.
ومضت سنيّ العمر,.
,, مسرعة معاً!
مات المنادي للصلاة فجأة!
ناداهمو صلوا
وسار مواصلا,.
صلى عليه المؤمنون وامنوا
حملوه في نعش خفيف زاهد
تركوه في قبر عميق نازح,.
الله أكبر,.
كان آخر قولهم,.
والصمت يبعثه المكان الهامد,.
خلت الدروب
فلا خيال مُوقظ,.
خلت الليالي
من نداء صادق!
ثقل المنام على النؤوم
فلا يرى
فجراً يُصدق
للصباح الصادق,.
سكتت دروب الحي:
من صوت شجي:
هبوا من النوم العميق الدائم !!
|
|
|