أنت تقطن في مدينة الرياض العامرة, وذات صباح يوم جميل وعلى بركة الله وكما هي عادتك اليومية أنت سائر في الطريق الى عملك، باذلاً قُصارى جهدك وكلك لهفة وأمل في الوصول الى هناك بسلام وأمان, ومع ان الطريق سالكة، فهي مسدودة مؤقتاً بطوابير من السيارات يقودها أُناس يشاركونك اللهفة في الوصول الى مقار اعمالهم! وفي خضم الزحام والأبواق طلع لك ملقوف! يقود سيارته بتهور أو أخذ بالقاء باقي فطوره! من نافذة سيارته.
هنا ومع أنني من المؤمنين بأن لكل مجتمع رعاعه فأنا كذلك من المؤمنين بمبدأ الى كثرت دبلت! ,, على كل حال أعود إليك أنت لأقول لك في تلك اللحظات البطيئة عليك أنكرت بلسانك أو على الأقل في قلبك وهذا كما تعلم أضعف الإيمان, هذا الإنكار من جانبك يدل على أن لديك سلوكاً مدنياً يُشكر والداك على تنميته لديك.
أمر آخر وهو أنه في الدول المتقدمة وعندما يُلم في مجتمعاتها أمر مايلجأ ذو الشأن فيها بمخاطبة العامة إعلاميا وتذكيرهم بضرورة الالتزام بما يسمى بالسلوك المدني , إذن ما هو هذا السلوك المدني والذي يكمن في نقصانه في المجتمع آثار سلبية كنقصان الفيتامينات في الجسم؟!,, حيث إنه يقود الى أمراض قلة الذوق والغوغائية وعدم احترام مشاعر الآخرين والتسبب في ضياع مصالحهم مما يؤدي بالتالي الى اضطرارهم الى مراجعة صيادلتنا الاعزاء وبدون وصفة طبية! .
السلوك المدني هو ببساطة شديدة: الدين المعاملة وعامل الناس بما تحب ان يعاملوك به وإماطة الأذى عن الطريق صدقة وما هنالك من مبادىء خالدة رسخها هذا الدين العظيم في الوقت الذي كان فيه علماؤنا الأفاضل يتناظرون فيما بينهم فيما يخص ميادين وآفاق علم نفس الحيوان مما يعني فراغهم من دراسة معطيات علم الانسان، بينما كان نظراؤهم الأوروبيون وفي خلال تلك اللحظة الزمنية بعينها وعلمها! يعتقدون أن النحل يخرج من أذناب الأبقار الميتة!