تفعيل دور الخدمة الاجتماعية المدرسية مندل عبدالله القباع |
من المتعارف عليه أن الخدمة الاجتماعية المدرسية هي مجموعة متناسقة من الخدمات والنظم تستهدف مساعدة الأفراد والجماعات في المؤسسة التعليمية وصولاً الى مستوى لائق في ممارسة العلاقات الاجتماعية التي تمكنهم من تنمية قدراتهم التحصيلية، وتحقيق احتياجاتهم من المجتمع المدرسي، وحل ما قد يعترض سبيلهم من صعوبات أو مشكلات تنتمي إلى محيط المدرسة أوالأسرة أو البيئة المحلية.
وغاية ذلك هو الوصول بالطالب الإنسان الذي هو أساس المجتمع الى الاستمتاع بحياته والاحساس بكرامته ودعم شخصيته.
والمؤسسة التعليمية هي تجمع بشري فيه ينتظم الأفراد طلاباً ومعلمين وموظفين ليشتركوا معاً في تحقيق غرض مشترك هو العملية التربوية,, وتنشأ المؤسسة التعليمية في المجتمع نتيجة نشوء حاجة أساسية فيه وهي التربية والتعليم, ووجود المؤسسة التعليمية بقصد اشباع هذه الحاجة، وعلى ذلك فإن حياة هذه المؤسسة ونموها يكون بقدر توفيقها في تقديم مناهج وبرامج تحقق اشباعاً للحاجات التربوية والتعليمية.
وبقدر تنوع هذه الحاجات يجب أن يقابلها كذلك تنوع في الوظائف والمهام لمقابلة هذه الحاجات حتى تؤدي خدماتها التربوية والتعليمية للمجتمع وفي اطار ثقافته الاسلامية.
ومن بين هذه الوظائف وظيفة الخدمة الاجتماعية في المؤسسة التعليمية، وتتضمن هذه الوظيفة عمليات ووظائف وطرق بغية تحقيق الأغراض التي أنشئت من أجلها المؤسسة وذلك عن طريق خدمات أو برامج تقدم لطلاب هذه المؤسسة.
والخدمة الاجتماعية المدرسية هي عبارة عن عملية وطريقة يتم بها تحويل أهداف المؤسسة التعليمية الى حقائق ملموسة عن طريق استخدام طرق وعمليات الخدمة الاجتماعية التي تعرف بخدمة الفرد، وخدمة الجماعة، وتنظيم المجتمع مما ييسر أداء العمل في تآزر وتناغم وتناسق، وتوحيد الجهود للسير نحو تحقيق الهدف المنشود.
ويقوم الأخصائي الاجتماعي بمهاراته وفنياته وعلمه وخبرته بالعمل في هذا المجال الخدمة الاجتماعية المدرسية وفقاً لأسس ومبادئ ومعايير تتسم بفهمه الواعي وادراكه لاحاسيس وردود أفعال الطلاب الذين يتعامل معهم ويدخلون في دائرة اهتمامه باعتبارهم أناساً، وتنمية العلاقات بينه وبين باقي أجهزة العمل في المؤسسة التعليمية وذلك على أساس من العدل والمساواة، وأن يعقد المقابلات المهنية الصحيحة مع الطلاب وفقاً لأصول فن المقابلة، ووفقاً لما هو وارد في مناهج الخدمة الاجتماعية، وأن يشجع النشاط الاجتماعي للطلاب وأن يعمل متعاوناً مع سائر العاملين بالمؤسسة التعليمية وأن يعقد معهم اجتماعات مختلفة لمناقشة ما يهم الطلاب باعتبارهم أفراداً وعليه معالجة المشكلات السلوكية الخاصة والعامة أي ما يتعلق منها بالطلاب أنفسهم أو أسرهم أو في محيط المدرسة ومساعدتهم على تنمية قدراتهم واشباع ميولهم، والاهتمام بمواهبهم، والاهتمام ببرامج النشاط الجماعي مع الاستفادة بالأساليب العلمية الحديثة.
هكذا يتضح ان الخدمة الاجتماعية المدرسية من أهم البرامج في ميدان الخدمة الاجتماعية للمساهمة في تنشئة الأفراد تنشئة اجتماعية صالحة، ومن هنا كان لزاماً على المؤسسة التعليمية أن توفر للاخصائي الاجتماعي الجو الطبيعي الذي يستطيع من خلاله أن يمارس أنشطته الاجتماعية والثقافية والنفسية والمهنية، وأن نمد بالحافز الذي يمكنه من تحقيق أعلى مراتب الخدمة والانتاج المفيد لتوفير الرعاية المناسبة لاشباع حاجات الطلاب كسبيل أساسي يعتمد عليه في رعاية الطلاب بما يمكنهم من النمو وان يخرجوا للحياة مواطنين صالحين.
غير أننا نلحظ لفيفاً من الاخصائيين الاجتماعيين في المؤسسات التعليمية يجأرون بالشكوى من عدم فهم الادارة المدرسية لادوارهم المنوط بهم القيام بها فهي تكلفهم بأعمال تحول بينهم وبين تحقيق أهداف الخدمة المدرسية وتنفيذ برامجها ومن هذه الأعمال أن يكلف الأخصائي الاجتماعي بمراقبة وقت الحصص أو العمل بالمقصف أو بحصر الغياب والحضور واعداد وتوزيع جدول الحصص أو بعض الأعمال الادارية أو المخزنية,, وغير ذلك من الأعمال التي تباعد بينهم وبين قيامهم بواجبهم الأساسي في حل مشكلات الطلاب السلوكية والاهتمام ببرامج الرعاية الاجتماعية، والتربية الوطنية والثقافية عن طريق تنظيم المحاضرات والندوات والاحتفال بالمناسبات الدينية والوطنية والاهتمام بالنواحي الترويحية للطلاب بإقامة المعسكرات الصيفية وحفلات السمر وعلاج حالة التأخر الدراسي وصعوبات التعلم والمشكلات السلوكية والاهتمام بالنواحي الرياضية البنائية على أساس أنها عنصر أساسي في تنشئة الطالب تنشئة سوية سليمة.
|
|
|