Thursday 20th January, 2000 G No. 9975جريدة الجزيرة الخميس 14 ,شوال 1420 العدد 9975



ود ,, وورد
بين الواقع والأمل تجتهد للحصول على ما ليس عندك
منال عبدالكريم الرويشد

يعيش البشر بين راحتي الحياة,, وتتفتح أمامهم آفاق جديدة في كل المجالات والطرائق الحياتية وتمر بهم المواسم كالأشجار في المزارع تعانق مواسم الرياح والأمطار,,!!
التجربة هي المعرفة التي تتمخض عنها أنواع التفاعل البيئي بين مختلف الأفراد وفي كل الشعوب!! فالفلاح له تجربته مع أرضه وأشجاره وتربته وعلاقتها بالمواسم من رياح وأمطار واختلاف الليل والنهار وإشراقات الشمس ومرور الفصول وهذه التجربة تتولد عبر سنوات يتناقل فيها خبراته جيلاً عبر جيل وتتعلق هذه الخبرة بما يتعلمه الطلبة في علم الأحياء وعلم الجغرافيا,, وعلوم أخرى!!
بل ان تجربة العطار وخبرته في العطارة تتعلق كثيراً بخبرة الصيدلي والطبيب ويتخللها الكثير من علم الكيمياء,, بل ان معرفته بالنباتات الصحراوية أو الزراعية وعلاقتها بالمواقع الزراعية لها ترتبط بعلم الزراعة وعلم الأحياء وعلم الجغرافيا أيضاً وخبرة قارئ القرآن للتداوي ومعرفته بالأمراض النفسية وأسباب العين والسحر كل هذا له ارتباط بالخبرة والتجربة والممارسة الطويلة لقراءة القرآن التي تجعله يفرق بين احتياج النفس البشرية للقرآن للتداوي عن العين أو السحر أو الحاجة إلى العلاج النفسي من خلال أطباء علم النفس!!ان مجموع المشاعر والأفكار لدى كل فرد فينا تتصل بخبراته وتجاربه ومدى ممارسته لأموره الحياتية بين أفراد المجتمع كما أن تراكم الخبرات لديه يولد المعرفة الفاحصة والرؤية السديدة في فهم أموره المعيشية ولذلك فإن للتجربة أنواعاً عديدة وفق المجالات التي نعيش فيها فخبرة أبناء هذا الوقت تميل للتطور في مجال التقنية الحديثة من هواتف النقال إلى جهاز الحاسب الآلي إلى تجربة الإنترنت التي جعلت العالم في قالب واحد عبر أنامل يديك!!
وأصبحت حصيلة هذا العصر,, ثقافات متعددة بعضها علمية وأخرى أخلاقية في قالب من المحاولات المستمرة لفهم كنه الحياة والتفاعل مع الأقران في مختلف بقاع المعمورة وهكذا هي مواسم التجربة,, بعضنا يعيشها بين أبحاثه العلمية وآخرون بين ردهات الإعلام وآخرون بين أسوار الجامعات والكليات وآخرون بين الصناعات اليدوية أو الآلية وآخرون بين مقايس الفن,, وغيرها وغيرها!!
وفي كل الحالات,, التجربة خير برهان,, فمعرفتك النظرية لا تكفي وإنما تجربتك الفعلية مع المجال الذي ترغبه تجعلك أكثر معرفة ودراية ببعد آفاقه ومدى احتياجك لأدواتك التي تمكنك من الوصول إلى ما تريد حيث تتسع المسافة بين الواقع والأمل ويعيش الإنسان مجتهداً بطبعه للحصول على ما ليس عنده.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.