نوافذ لنا,,, ولهم أميمة الخميس |
اتسع المشهد أمامي حتى اصبح من الصعب علي ان أُعَقلِنَه، أو ادرجه في مسارات المنطق.
كان من الممكن أن أقول إنه طيش وعنفوان الصبا مقابل غريب أعزل من كل شيء حتى اللسان,,, واقترب المشهد من قسوة الغابة.
ترجل الفتى من السيارة الأمريكية التي كانت طوال الوقت تمنحه أجواءها الوثيرة، فكان عارماً فارهاً منعماً بسنين من الطفرة وامان الدنيا التي لم تره سوى المشهد الجميل ذاته كل يوم، وتعلن له كل يوم ان هذا العالم ليس سوى شوارع مباحة متاحة يقطف منها كل شيء أو كل ما قرر أن يحصل عليه.
ولا شيء كالنعيم يقسي القلوب ويحجرها,,, الى الدرجة التي جعلت من ذاك الفتى يلتقط سائقا (بنغلاديشيا) (أزرق بفعل الغربة والبرد) من ياقة قميصه ويقذفه في وسط الشارع ثم يختم هذا المشهد ببصقة في وجه السائق الذي اعتقد ان جمَّ خطئه كان انه اغلق طريق الخروج على سيارة الفتى.
كم من الجدران كانت تحمي ظهر الفتى؟ الشباب والوطن والقدرة!!
وكم من الحفر كانت تترصد بهذا البائس الأزرق؟ العجمة والغربة والكهولة,,, والفقر.
وتذكرت فتيان (النازية الجديدة) في المانيا، الذين يخرجون للعرب وللمحجبات ألسنتهم ويشيرون بإشارات بذيئة عند مرورهم أمامهم، ما الفرق؟
ماهو الفرق؟ عنصرية تخلو من الشهامة والنبل وأدنى درجات الإنسانية بل العيش على حافة الغابة.
الأجانب وجود حتمي وواقعي بيننا سواء طاب خاطرنا أم لم يطب، ظل من هذا كيفية التعامل واياهم؟,,, وماهي الزوايا التي ننظر بها إليهم؟
اين موروثنا الإسلامي هنا في التعامل مع الضعيف والغريب والعاجز؟
أليس من الأولى ان نجعل احد أهم مقررات منهج مادة (التربية الوطنية) هو كيفية التعامل مع الغرباء الذين يعيشون بيننا؟ وترسيخ الجانب الإنساني بين الثقافات والشعوب.
اليس من الواجب ان نرسخ هذا الوعي ونثبته لأنه هو الوحيد الذي يؤهلنا للاقتراب من الشكل الحضاري والنبيل للإنسان الذي غادر الغابة منذ قرون طويلة.
|
|
|