عملية التذوق الفني يمكن اعتبارها عملية اتصال مباشر بين طرفين، الطرف الاول هو الفنان في اعماله الفنية والطرف الثاني هو الذي ينظر الى العمل الفني ويحاول قدر المستطاع الاستمتاع والتذوق به, ان العملية الفنية للتذوق الفني ذات مسؤولية ازدواجية بين الطرفين يقع على الفنان اولا ثم على المستمتع ثانيا مثل اي موقف يشترك فيه شخصان في حديث ما فاذا ما تحدث الاول ينبغي على الثاني ان ينصت ويفهم ماذا في خاطر المتحدث.
***
الفن دائما للناس في ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم فكما نلاحظه على ألسنة بعض الناس بالمدح او الذم دون ان يعرفوا عن طبيعته شيئا فالكل مرتبط بهم واليهم, على العكس في ميادين اخرى كالهندسة او الطب او الرياضيات لا يقتربون منها ما داموا لا يعرفون ولا يعلمون عنها شيئا على الاطلاق فيجب على المستمتع بالفن ان يتفهم الفن وما له وما عليه في حياته فالفن بطبيعته له كيان خاص ومفتوح يحمل المعاني والاحاسيس بينما العلم له كيان مغلق لايعرف اسراره الا من كان على علم ودراية وخلفية.
***
تفهم بعض الناس للفن ولو كان الفن قريبا منهم بان الفن مهنة من لا مهنة له او بعبارة اخرى ان الفن ليس بميدان تخصص ليس له اساس ولا قواعد بعكس هذا ان كل تخصص ينبغي ان يكون له اساس وقواعد، لكن الفن بريء من كل هذا فهو ميدان تخصص له قواعد واسس والا ما كان له وجود او كيان يعرف به ومن منا لا يشعر ولا يحس بوجود الفن واهميته، ولو قسنا الحضارات القديمة والحديثة على حد سواء لشعرنا بارتباط كبير بالحضارات القديمة والا ما كان الفن له دور بارز في نهضتها وتقدمها فالفن والانسان لهما ارتباط قوي وبالتالي فان الفن له اسس وقواعد وما دام الامر هكذا فالفن اذاً مهنة او صناعة او مجال تخصص.
ومهنة الفنان هي الفن اولا واخرا بل ان الفن وسيلة الفنان في التعامل والاتصال بغيره من الناس.
(من الجميل جدا والواجب علينا ان نرثي انسانا عزيزا علينا ولكن يجب علينا ألّا ننساه بالدعاء دائما).
أحمد السلامة