من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام |
لعله من المناسب ان نبدأ بهذه البيت الشعري مطلعا لهذا المقال ونرجو ان يلقى أذناً واعية وقلبا مفتوحا, والى متى يستمر هذا السكون الرهيب الذي اصبح شاهدا للعيان فالجهات المسؤولة عن الرقابة في الجمارك لا تحرك ساكنا حيال هذا الكم الهائل من الأعمال الهابطة فنيا التي تتدفق الى البلاد من جميع الأقطار فمن الواجب إلا يدخل البلاد إلا ما هو حسن وجيد من الأعمال الفنية ومن أعمال فنانين مميزين ومعروفين في بلادهم لكي يسهم ذلك في رفع الذوق العام للجمهور وزيادة ثقافته وليس العكس فإن ذلك والله هوان وتخاذل حين نشاهد قاعات المحلات المختصة في بيع مثل ذلك تغص بمثل هذه الأعمال الوافدة الغريبة على مجتمعنا وثقافتنا وما تحمله من رداءة الأداء والفكر والمضمون كل هذا كما اسلفنا ينعكس على ثقافة جمهور مجتمعنا وكذلك نعتبر هذا الفن الوافد ان صح التعبير وسميناه فنا حرباً على فننا الوطني وفنانيه ونحن بحمد الله بغنى عن ذلك ونمتلك العدد الكافي من الفنانين المميزين بالثقافة والفكر وحكومتنا الرشيدة اتاحت لهم الفرص وهيأت لهم الظروف المناسبة لكي يقدموا ما لديهم من فن ونرجع ونقول ان الجهة المسؤولة عن الرقابة في الجمارك يجب ان تعطي الامر أهمية وتستعين بذوي الخبرة من الفنانين او تستعين بالجهات المسؤولة عن الفن التشكيلي في الرئاسة العامة لرعاية الشباب او بفروعها في المناطق وبالله التوفيق.
تشجيع التأليف في الفن التشكيلي
مكتباتنا بشكل عام ومكتبة الساحة التشكيلية خاصة تفتقر للمؤلفات المتخصصة في مجال الفن التشكيلي فالجهات المسؤولة مطالبة بالقيام بدورها تجاه التأليف والطباعة والنشر والترجمة والتشجيع على ذلك حيث ان على هذه الجهات دوراً كبيراً في إثراء الفكر والثقافة لدى المجتمع وخصوصا من يعنيه الأمر أكثر من غيره وهو الفنان التشكيلي فالفنان في هذه البلاد حرسها الله يحتاج زيادة على ما درسه أكاديميا الى جرعات من الثقافة لما استجد في مجاله لكي يستنير طريقه ويتجدد عطاؤه وفكره فالثقافة حق مشاع للجميع وليست ملكاً فرديا لأحد فإننا نرى الفنانين الحريصين على الاطلاع يحضرون الكتب من خارج البلاد وكلنا يعلم ان بعض هذه الكتب ان لم يكن جلها فيه بعض الجوانب السلبية الغريبة على مجتمعنا المنافية لعاداتنا وديننا لذا نأمل من تلك الجهات المعنية إثراء المكتبات بكتب متخصصة في مجال الفن التشكيلي ولا يتأتى ذلك إلا بتشجيع التأليف والبحث والدراسة في هذا المجال كما اسلفنا وهو مهيأ (أي المجال) في وقتنا الحاضر لمثل ذلك وخصوصا أن الكثير من المثقفين في مجال الفن لديهم نفس الرغبة والاستعداد ويملكون جميع الأدوات اللازمة للتأليف ولكن يبقى سؤال يطرح نفسه ما هو المعوق امام أولئك عن تبني هذا الأمر والسير فيه وهذا حقا شرف على جبين أي منهم ان حصل له ذلك والله المستعان.
حمد المواش