صدى لون وجهة نظر,, لا غير !! محمد الخربوش |
طرح بعض الزملاء العديد من وجهات النظر والآراء حول معرض الفن السعودي المعاصر والذي يعتبر من اهم المعارض المركزية السنوية التي تقيمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب كما انه من المعارض التي تلاقي اقبالا كبيرا من الفنانين والفنانات التشكيليين من كافة مناطق ومحافظات المملكة,, وهذه الطروحات التي ابداها هؤلاء الاحبة تتمثل في ان المعرض في السنوات الاخيرة لا يمثل واقع الحركة التشكيلية السعودية المعاصرة, وانه بهذه الحالة او على هذا الوضع يجب ان يحجب اي عدم اقامته، وحجتهم في ذلك ان معظم المشاركات ضعيفة وان المستوى الفني متدن كما ان الاسماء التشكيلية المعروفة لم تعد تشارك في هذا المعرض الهام, وان اغلب المشاركات تركزت في عدد كبير من الواعدين والواعدات وبعض طلاب وطالبات التربية الفنية في الجامعات والكليات المتخصصة والخريجين والخريجات منها، وكذلك بعض الاسماء الجديدة في عالم التشكيل او الاسماء التي تشارك بصفة دورية دون تطور يذكر الى اخر ما تطرقوا اليه من مبررات.
اولا انا والعياذ بالله من انا هذه اتفق مع الاعزاء في ان هذا المعرض مسمى كبير وانه من الواجب ومن المفترض ايضا ان يمثل آخر مراحل الابداع والمعاصرة التي وصل اليها الفن التشكيلي السعودي وان يمثل النقلة الواعية لكل التجارب الجديدة الناضجة للفنان التشكيلي السعودي المعاصر,, كما اتفق ايضا ان المعرض بواقعه الحالي لا يمثل اقصى درجة من التطور للفن التشكيلي.
لكن ان يحجب المعرض او لا يقام فهنا الاختلاف وهنا التحفظ! لان الحركة التشكيلية حركة متواصلة ومسيرة متطورة وغذاؤها الضوء الذي لا يتم الا عن طريق المعارض على اختلافها, ثم ما هو ذنب الجهات المنظمة للمعارض اذا احجم الكبار او المتميزون او اللامعون! عن المشاركة في هذه المعارض التي تحمل طابع المنافسة, هل توقف نشاطها؟ واذا كانت حجتهم في ذلك عدم الرغبة في التواجد والعرض مع الواعدين والواعدات جنبا الى جنب,, فأذكر الجميع ان جميع الفنانين التشكيليين البارزين الذين يقودون مسيرة الحركة التشكيلية في الوقت الحاضر كانوا بالامس القريب واعدين وكانوا مبتدئين ,, وفي بداية مشاركاتهم الفنية لم يعترض على تواجدهم او العرض معهم جيل الرواد امثال السليم رحمه الله والرضوي وعبدالجبار اليحيا وغيرهم، بل كان هؤلاء الرواد هم القدوة لهؤلاء الواعدين بتواضعهم واسداء الرأي والمشورة لهم وتقديم النصح والدعم والتشجيع والتفاعل الجاد معهم ومناقشتهم والرفع من معنوياتهم وبالتالي وصلوا الى ما وصلوا اليه الآن.
اما ان احجم عن الاشتراك في معارض مركزية هامة كمعرض الفن السعودي المعاصر او المعرض العام للمقتنيات وغيرها للاسباب اياها ففي اعتقادي الشخصي ان هذا مع احترامي للجميع نوع من التعالي الذي لا مبرر له.
والفنان التشكيلي بما يملك من مشاعر واحاسيس جميلة يجب ان يكون بعيدا كل البعد عن هذه النرجسية التي تطرقت لها في موضوع سابق.
انها دعوة لفنانينا البارزين للعودة الجادة والقوية للتفاعل مع الاحداث التشكيلية المختلفة التي تنظمها الجهات المختصة, وليتذكر هؤلاء الكبار انهم كانوا في يوم من الايام صغارا وواعدين ومبتدئين وكانت اعوادهم طرية هشة ثم مع الاحتكاك والتواصل والدعم والتشجيع الذي وجدوه من الجميع اصبحوا اسماء بارزة يشار اليها بالبنان في هذا المجال الجمالي الرائع.
وللجميع خالص الود.
|
|
|