تجارب تشكيلية غريبة عدلي رزق الله السابح في ألوان الماء والمبدع عالمياً فيها |
* الفنان عدلي رزق الله فنان من مصر الشقيقة هو الأبرز عربياً والمحقق للعالمية في الألوان المائية مولع في الضوء وفي اعماله ابحار موسيقى قل ان يوجد عند غيره, يمتلك رقة لا متناهية، في خطوطه والوانه تنغيم متفرد يشعرك بالمتعة البصرية، رغم هذا كله يجد البعض ان هناك عنفاً يقف وراءكل ذلك كما جاء على لسان الناقد ادوار الخراط في كتابته عن هذا الفنان حيث قال:
ليست الرقة ولا العنف قيماً مجازية فقط هي قيم مجازية وتشكيلية في الوقت نفسه, هي اولا قيم مجازية لأن هذا العمل يفرض على المتلقي رؤية وحسا وتفهما مجازية كلها.
المجاز هنا مرهف ودقيق ومستخفى به هذا صحيح ولكنه قائم وصحيح ايضا انه لاينفصل بحال عن التشكيل.
وان البديهية النقدية التي لفرط صحتها أوشكت ان تكون مبتذلة مازالت صحيحة مع ذلك انه لا انفصال ممكنا بين مقوِّمي كل عمل فني حق المضمون والشكل الظاهر والباطن الرؤية والصياغة المعنى والاسلوب وهكذا وهي مقولة تنطبق في النهاية على كل المذاهب الفنية في الفنون القولية بما في ذلك حتى المذهب التجريدي والمذهب الشكلاني نفسه ولكنها مقولة تفرض نفسها علينا فرضاً عند هذا الفنان بالذات إذ يصعب ان نعتبره تجريدياً بل سوف نكون قد شططنا كبيراً لو تصورنا ذلك.
ويستمر ادوار الخراط في مقدمته عن كتابته ودراسته النقدية للفنان عدلي رزق الله قائلا أريد ان افيد من هذا المشروع نفسه فيما يتعلق بالخامة الاولية الادائية الحرفية للفنان والمائيات الأكواريل عند عدلي رزق الله.
المائيات عادة خامة او اداة رقيقة بل هفهافة وشديدة الحساسية وناعمة الملمس وخفيفة الايقاع، وهي قيم موجودة بالفعل في عمل هذا الفنان، موجودة الى حد ان كثيرين من نقاده لم يروا وجوداً لشيء آخر تقريباً.
انتهى مايمكن ان نستخلصه من المقدمة, ونعود للقول ان مثل هذا الفنان تبقى اعماله في ذاكرة التاريخ التشكيلي في العالم العربي لوجود الروح المتصلة بالواقع والحياة وبأسلوب معاصر لايمكن ان يصبح لغة ماضية أو فعلا ماضيا وقد مر الفنان عدلي رزق الله بمرحلتين كما جاء في الكتاب وهي مرحلة الوردة القوقع المرأة كمرحلة أولى وهي تواصل لعمل سابق او تجربة سابقة.
المرحلة الثانية هي مرحلة يمكن تسميتها,, البيت وكما سماها الفنان وقدم خلالهما ابداعاً متأصلاً ومتجذرا من الواقع البيئي الإنساني.
|
|
|