حينما تؤكد المعارضة الصربية أن قتلة مجرم الحرب الصربي اركان لن يعرفوا، وبالتالي فإنه لن يقبض عليهم، فإنها تعرف ما تقول لأن اركان كان يجب ان يقتل لمصلحة النظام الصربي الحالي ورئيسه ميلوسوفيتش، وذلك لأن اركان هو بالمناسبة اسم مستعار فاسمه الحقيقي ديليكورزناتوفيتش، واركان لقب تسمى به عندما كان يقود العصابات الاجرامية في اوروبا هذا الارهابي كان يعمل قبل ان يستعين به الرئيس الصربي ميلوسوفيتش كبير عصابة إجرامية تجوب اوروبا لسرقة البنوك والسيارات وادارة الحانات واندية القمار وحماية الساقطات من اليوغسلافيات والاوروبيات اللاتي يطلبن الحماية، وعند بداية تفكك يوغسلافيا استدعاه الرئيس الصربي ميلوسوفيتش لإنشاء فرق مهمتها إبادة المعارضين في الجمهوريات التي تعلن استقلالها عن يوغسلافيا وقد وجد ميلوسوفيتش في هذا الشخص الذي كان يجسد أبشع صور الاجرام التي تقوم بها عصابات المافيا الاجرامية وجد فيه الأداة التي ينفذ من خلالها عمليات إجرامية وبالذات في الكروات والمسلمين.
وقد أعد أركان للمهام التي اوكلها اليه ميلوسوفيتش إعدادا مركبا، فبعد تجنيده للعمل في الشرطة السرية التابعة لرابطة الشيوعيين اليوغسلاف أعطيت الأوامر للقوات العسكرية والشرطة بالسماح لأركان باختيار العناصر التي يريدها للعمل معه ضمن تنظيم خاص به اسماه بالنمور حيث منح الفرصة والدعم لتدريب نموره على كافة أنواع الأسلحة وزوّد بأحدث الأسلحة وأكثرها فتكاً، فأصبحت تلك النمر نموراً متوحشة تفتك بالشعوب التي تريد التخلص من هيمنة الصرب وهكذا ارتكبت عصابات أركان أفظع الأعمال الوحشية ضد المسلمين في البوسنة والهرسك، ثم في كوسوفا، وقبل ذلك ضد الكروات.
ولهذا فإن محكمة جرائم الحرب في البوسنة والهرسك كانت تأمل أن تتمكن القوات الدولية من إلقاء القبض على هذا المجرم لتعرف من وراء عصاباته تلك ومن الذي ساعده في تشكيل مليشياته التي كانت تشكل قرابة فرقتين من الفرق العسكرية في الجيوش الحديثة وكانت كل الدلائل تشير إلى أن الرئيس الصربي ميلوسوفيتش هو الذي صنع أركان وأنشأ عصاباته، فالمأمل كان أن يؤدي القبض عليه الحصول على قرائن تدين المجرم الأكبر ميلوسوفيتش ليقدم لمحكمة مجرمي الحرب,, وحتى لا يتيح ميلوسوفيتش هذه الفرصة للمجتمع الدولي,, قام بتصفية أركان بعد أن أصبح وجوده خطراً عليه,, وبعد أن استنفد المهام التي كلف بها مثله مثل اي مجرم آخر.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com