آثار مدائن صالح في العلا عبرة للإنسان وشاهد عليه,. محلب الناقة ومقابر الأسود المنحوتة بجبال الخريبة شواهد أثرية عملاقة,. |
* تحقيق: طلال حميد البلوي
تضم محافظة العلا شمال غرب المملكة بين المدينة المنورة وتبوك آثاراً غاية في الأهمية بل يعدها بعض المؤرخين متحفاً أثرياً مفتوحاً حتى يكاد لا يخلو كيلومتر واحد منها من اثر أو معلم عتيق يدل ويشير الى أن حضارة قد سادت في ذلك المكان مما يؤكد العمق والبعد التراثي والأثري لأمم قد خلت سكنت وتنامت حضارتها في تلك البقاع كان لها اثر واضح في تتابع وتسلسل تمدن ونماء العنصر البشري الذي تواصل تاريخياً الى أن إكتمل على النحو المشاهد حالياً,, وفي السطور التالية نبذة موجزة جداً عن المعالم الأثرية في العلا,.
أهم الآثار في محافظة العلا
الحجر (مدائن صالح):
يقع الحجر شمال مدينة العلا بنحو (25كم)، ويرتبط مع العلا بطريق مسفلت أمر به خادم الحرمين الشريفين بعد زيارته للحجر (مدائن صالح) عام 1406ه رافقه خلالها سمو النائب الثاني وعدد من اصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء,
والحجر هو ذلك الموقع الذي عاشت فيه قبيلة ثمود فعمرت السهل قصوراً ونحتت الجبال بيوتا وقد وردت قصة ثمود في أكثر من سورة وأكثر من موقع في القرآن الكريم، وتعتبر مدائن صالح من أهم المناطق الأثرية في المملكة بل نستطيع القول بأن لها شهرة عالمية فائقة، وزوار هذه المنطقة هم من الاجانب وليسوا من الدول العربية أو ابناء المملكة فقط حيث يقبل عليها السواح من شتى أقطار العالم خصوصاً أوروبا وامريكا، وقد زار مدائن صالح العديد من الشخصيات كان آخرهم سفراء بريطانيا وفرنسا وامريكا لدى المملكة، كما قامت أكثر من (100) من زوجات السلك الدبلوماسي بالمملكة مؤخراً بزيارة مدائن صالح، وتحتوي مدائن صالح الاثرية على بيوت نحتت بالجبال ذات تصميم هندسي من الخارج يبهر المشاهد بدقة الخطوط ودقة القياسات ودقة نحت الطيور واشكال جمالية متعددة فهناك قصر الصانع وقصر البنت وقصر الديوان والقصر الفريد وهذه الاسماء جاءت عن قصص اسطورية يتبادلها الناس ولا زالوا,
وقد إعتنت الوكالة للاثار والمتاحف بهذه المنطقة حيث تم تسويرها ووضع حراس عليها ويوجد بها مخفر للشرطة وهناك تعليمات لدخول المنطقة الأثرية منها:
الحصول على تصريح بالنسبة للاجانب من مناطقهم في المملكة أو من محافظة العلا، يمنع التصوير بكمرات الفيديو ويسمح بالكمرات الفوتوغرافية، الزيارة من الصباح الى قبيل غروب الشمس والأفضل من يود زيارة مدائن صالح أن ينسق مع ادارة التعليم بالعلا وقبل ذلك مع المحافظة وسيجد كل عناية واهتمام ويتم اعطاؤه المعلومات الصحيحة والدقيقة من خلال مسؤولي الآثار بمتحف العلا الأثري.
الخريبة:
تقع الخريبة شمال مدينة العلا بنحو (3كم)، وتحوي هذه المنطقة على مقابر منحوته بالجبل ومنها مقابر الأسود حيث تم نحت اسود بجانب هذه المقابر لحمايتها بظنهم، كما يوجد في هذه المنطقة حوض حجري منحوت يطلق عليه العامة (محلب الناقة) نسبة إلى ناقة صالح عليه السلام ويذكر المؤرخون أن هذا الحوض يستعمل للغسل قبل دخول المعبد,
وحقيقة هذه المنطقة على اسمها فهي خربة حيث الاحجار المتراكمة على بعضها البعض والتي تخفي تحتها كنوزاً من المعلومات التاريخية مما يدفع إلى توجية سؤال الى وكالة الآثار وهو لماذا لا يتم السماح للآثاريين بالتنقيب والبحث في هذه المنطقة؟ ولماذا توقف التنقيب الأثري من قبل الوكالة هذه السنين العديدة؟ وهناك مواقع اخرى كثيرة مثل: موقع عكمة الأثري والمابيات وأم درج ولا يكاد يخلو جبل من كتابات ورسومات,
البلدة القديمة (الديرة):
هذه البلدة هي العلا قديماً بيوت مبنية من الحجارة والطين بنيت على مرتفع لتكون بعيدة عن الوادي (وادي القرى) فهي في مأمن عن السيول، وبيوتها تتكون من دورين وتكاد تكون على نمط واحد في التصميم ومتلاصقة لبعضها البعض فكأنها مبنى واحد، وهذه المدينة لها خمسة عشر باباً تفتح عند النهار وتغلق ليلاً لقلة الأمن في ذلك الوقت وهناك أزقة تحوي على رحاب ودكاكين للبيع والشراء,
ويوجد في هذه البلدة قلعة موسى بن نصير والتي بنيت في اعلى جبل صغير يسمى أم ناصر أو الجبيل,
كذلك هناك مسجد العظام ومسجد الصخرة ويقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بأحدهما اثناء توجهه الى غزوة تبوك,
وهناك معلم هام في هذه البلدة الا وهو الطنطورة والطنطورة: عبارة عن مبنى من الحجر على شكل هرمي يعرف من خلال ظلها تحديد دخول مربعانية الشتاء فإذا اصاب ظل الطنطورة حجر مغروز في الارض ففي هذه اللحظة تكون دخلت المربعانية وهي دقيقة للغاية والعارفون لها من كبار السن يجتمعون عندها في اليوم الذي يتوقعون دخول المربعانية فيه فيراقبون الظل قبيل الزوال، لإن اصابة الظل لهذا الحجر تتم مرة واحدة فقط في السنة ولدقائق معدودة,
هذه كانت نبذة عن آثار العلا وفي المرة القادمة سنتحدث عن الزراعة في العلا وكيف أنها هي السبب في تكون الحضارات في هذه المنطقة,
أما بعد:
فإن الكلام لا يغني عن الاطلاع عن قرب على هذه الآثار الهامة والتي تحكي فصولاً من التاريخ القديم وحضارات الامم السابقة أو جزءاً منها مما يستحق التأمل والاطلاع والتعرف على معطياته ومعانيه وحكمة الخالق سبحانة المدبر لهذا الكون بساكنيه ومصائر الأمم,, ومن يطلع بنفسه على هذه المعالم الأثرية سيجد أنه من المهم جداً التوسع في الاهتمام والعناية بها وصيانتها من التلف وتعاقب الأزمنة لتبقى عبرة وشاهداً على الإنسان وعلامة من علامات القدرة الإلهية التي أوجدت وأفنت,
|
|
|