في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2000 عدوى التنظيم المشترك تنتقل إلى القارة السمراء |
بعد اختيار كوريا الجنوبية واليابان لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2002 وبلجيكا وهولندا لاحتضان نهائيات كأس الأمم الاوروبية من 10 يونيو الى 2 يوليو المقبلين انتقلت عدوى التنظيم المشترك الى القارة السمراء بعدما وقع اختيار الاتحاد الافريقي على نيجيريا وغانا لاستضافة نهائيات كأس الامم الافريقية الثانية والعشرين من 22 يناير الحالي الى 13 فبراير المقبل.
ولم يكن واردا ان يلجأ الاتحاد الافريقي الى فكرة التنظيم المشترك وفي الدورة الثانية والعشرين بالذات، لانه كان منح سابقا شرف احتضان العرس الافريقي الى زيمبابوي، بيد انه عاد وسحب منها الاستضافة في 8 فبراير 1999 بسبب تأخر بدء الاعمال في الملاعب.
ولم تهضم زيمبابوي فكرة سحب الاستضافة وبذلت قصارى الجهود لاقناع الاتحاد الافريقي بالعدول عن قراره ووضع الثقة في زيمبابوي مجددا بعدما وعدت بانهاء الاعمال في وقتها ووضع ملاعبها والبنى التحتية رهن اشارة المنتخبات المشاركة وفي الموعد المحدد,وفشلت مفاوضات وجهود زيمبابوي لان الاتحاد الافريقي لم يكن يرغب في المغامرة والدخول في رهان يصعب التكهن بكسبه ونجاحه، ففتح المجال امام البلدان الراغبة في الاستضافة بدلا من زيمبابوي حيث تقدمت مصر والمغرب ونيجيريا وغانا بترشيحها قبل ان تنسحب الاولى من السباق.
وطغت انتخابات رئيس جديد للاتحاد الافريقي في كانون الثاني/ يناير المقبل على اختيار البلد المستضيف للبطولة وتضاربت الاراء حول اختيار هذا البلد او ذاك الى ان ارتأى الاتحاد الافريقي نهج خطة الاتحادين الدولي (فيفا) والاوروبي لاختيار بلدين لاستضافة النهائيات.
ولان المنافسة حول كرسي الاتحاد الافريقي كانت بين رئيسه الحالي عيسى حياتو والمصري سمير زاهر فقد فضل الاتحاد منحها الى بلد ناطق بالانجليزية وذلك بهدف حصول الرئيس الحالي على دعم البلدان الناطقة بالانجليزية في الانتخابات الرئاسية.
ولان مرشحي البلدان الناطقة بالانجليزية لاستضافة النهائيات كانا نيجيريا وغانا، فقد اختار الاتحاد البلدين معا لاحتضان الدورة الثانية والعشرين اولا كي لا يخسر دعم احدهما، وثانيا لقربهما الجغرافي حيث تفصل بين حدودهما توغو وبنين، وثالثا لرد الاعتبار الى نيجيريا بعدما سحبت منها استضافة نهائيات كأس العالم للناشئين التي استضافتها قطر عام 95.
واحتج المغرب بشدة على اختيار الاتحاد الافريقي وهو الذي كان يعول على استضافة العرس الافريقي للترويج لحملته الترشيحية لنهائيات كأس العالم لعام 2006 وتأكيد قدراته وكفاءته في التنظيم.
يذكر ان المغرب يتنافس مع جنوب افريقيا والمانيا وانكلترا والبرازيل على استضافة نهائيات كأس العالم 2006.
وسبق لغانا صاحبة الرقم القياسي في عدد الالقاب الى جانب مصر (4 مرات) ان استضافت نهائيات الامم الافريقية مرتين عامي 63 و78 توجت خلالهما بطلة في حين نظمت نيجيريا النهائيات عام 1980 ولم تفلت الفرصة واحرزت لقبها الاول قبل ان تضيف الثاني عام 1994 في تونس.
وتستضيف غانا 12 مباراة للمجموعتين الاولى (غانا والكاميرون وساحل العاج وتوغو) والثانية (جنوب افريقيا والجزائر والغابون والكونغو الديمرقراطية) منها المباراة الافتتاحية واثنتان في الدور ربع النهائي وواحدة في نصف النهائي ومباراة المركز الثالث، فيما تحتضن نيجيريا 12 مباراة ايضا للمجموعتين الثالثة (مصر حاملة اللقب وزامبيا والسنغال وبوركينا فاسو) والرابعة (نيجيريا وتونس والمغرب وجمهورية الكونغو) واثنتين في ربع النهائي وواحدة في نصف النهائي والمباراة الختامية.
ومباشرة بعد اختيارهما لاستضافة النهائيات في 15 مارس الماضي كثفت نيجيريا وغانا برغم خلافاتهما السياسية جهودهما حتى يكونا عند حسن ظن الاتحاد الافريقي، وقد ساعدهما في ذلك تجربتهما الكبيرة في استضافة التظاهرات الرياضية.
وخصصت غانا ملعبي اكرا (34 الف متفرج) وكوماسي (55 الف متفرج) لاستضافة مباريات المجموعتين الاولى والثانية، في حين رسا اختيار نيجيريا على لاغوس (الملعب الوطني 36 الف متفرج) وكانو (ملعب ساني اباشا 14 الف متفرج) واستفادت غانا من استضافتها لنهائيات كأس افريقيا للشباب العام الماضي، ونيجيريا لاحتضانها نهائيات كأس العالم للفئة ذاتها في العام ذاته.
وفضلا عن المنشآت الرياضية التي يتوفر عليها البلدان وتجربتهما الكبيرة في التنظيم، فإن دورهما الفعال ومكانتهما الرائدة في القارة السمراء كانا وراء اختيارهما.
وتخوض غانا ونيجيريا رهانا اكبر بكثير من النجاح في التنظيم الا وهو استغلال فرصة اللعب على ارضهما واحراز اللقب للمرة الخامسة بالنسبة للاولى (رقم قياسي) والثالثة بالنسبة للثانية.
ولن تكون مهمة المنتخبين سهلة لتحقيق مبتغاهما لانهما سيواجهان منافسة قوية من منتخبات عدة في مقدمتها المغرب وجنوب افريقيا ومصر وتونس وساحل العاج، دون ان ننسى ان العرس الافريقي وكعادته يخفي عدة مفاجآت اخرها كان في البطولة السابقة ببلوغ بوركينا فاسو والكونغو الديموقراطية الدور نصف النهائي برغم ضعف مستواهما مقارنة مع باقي المنتخبات المشاركة وقتذاك.
ويأمل الاتحاد الافريقي في نجاح البطولة ليؤكد للعالم مصداقية القارة السمراء في استضافة التظاهرات الرياضية خصوصا وان المغرب وجنوب افريقيا مرشحان لتنظيم مونديال 2006.
|
|
|