عزيزتي الجزيرة.
تحية طيبة
قرأت في هذه الصفحة الموقرة مقالاً للاخ محمد المويعزي بعنوان (قبل ان يلحقن بالديناصورات,, أوقفوا مسلسل المعاناة للمعلمات) وذلك في عدد الجزيرة رقم 9967 الصادر بتاريخ 6/10/1420ه تحدث فيه عن معاناة المعلمات عند تعيينهن خارج المدن وما يواجهنه من صعوبات نتيجة ذلك، حيث نسمع ونقرأ بين كل فترة واخرى عن حوادث مؤلمة وقعت للعديد من المعلمات اثناء رحلاتهن اليومية ذهاباً وإياباً الى مقر عملهن الذي يقع في احدى القرى او الهجر النائية والتي لا تجد المرأة عند ترشيحها للعمل في هذه الاماكن البعيدة عن المدن والتي لا تتوفر فيها كافة المقومات الضرورية من كهرباء ووسائل اتصالات تربطها باسرتها واطفالها سوى الاختيار بين امرين كليهما مر الاول ان ترضى بالسكن في هذا المكان على أمل ان تجد الفرج من الله في نهاية العام وعند ذلك ستحتاج الى محرم يؤنسها ويرعاها فمن ستختار الزوج المنشغل بعمله وأسرته أم الأب المسن الذي يبحث عن الراحة بعد تقاعده عن العمل، والأمر الثاني ان تستأجر حافلة خاصة لنقل المعلمات تستهلك ربع راتبها وترضى بأن يكون مصيرها رحلات يومية شاقة تبدأ قبل شروق الشمس وتقطع فيها كل يوم مئات الكيلومترات من الفيافي والقفار معرضة نفسها لمغامرة لا تعرف ما هي نهايتها تواجه فيها كافة حوادث الطريق من تصادمات وانقلابات ومخاطر ان تعلق السيارة في الرمال او تغرق في بطون الاودية وغير ذلك مما لا يعلمه الا الله عز وجل والتي كانت ولا تزال سبباً في فقد العديد من الاسر لبناتهم وهن في مقتبل العمر وافتقاد الكثير من الاطفال لحنان الام وترمل الازواج في بداية شبابهم,, كل هذا حصل نتيجة لسبب واحد هو غربلتهن بالتعيين خارج مقار سكنهن ورضاهن بهذه المغامرات التي قد لا تحمد عقباها دائماً، ولا نلوم الرئاسة العامة لتعليم البنات بما يحصل احياناً من حوادث مفجعة للمعلمات لأنه اولاً واخيراً قضاء وقدر من الله عز وجل لا دخل للرئاسة ولا للانسان به وايضاً لأن الرئاسة اخلت مسؤوليتها في الموضوع عندما وضعت لها استراتيجية خاصة للتوظيف تقوم من خلالها بحصر احتياجها من الوظائف وتحديد مكان كل وظيفة على حدة ومن ثم الاعلان عنها في الصحف بالتعاون مع وزارة الخدمة المدنية، وعلى من ترغب التقدم للديوان او مكاتب الاشراف التربوي النسوي في منطقتها على ان تكتب على نفسها اقرارا بقبولها العمل في مقر الوظيفة المعلنة، وبذلك اخلت الرئاسة مسؤوليتها واصبح كل يتحمل ذنبه، فالمعلمة عندما توقع على نفسها اقرارا بقبول العمل في هذا المكان فعليها ان تلتزم بقبول هذا الشرط وان تتحمل ما يواجهها من مصاعب فلم يضربها احد على يدها او يجبرها على شيء غير مقتنعة به واذا انسحبت فانها بلا شك ستترك الفرصة سانحة لغيرها من الخريجات ممن ينتظرن التعيين على احر من الجمر.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف