Wednesday 19th January, 2000 G No. 9974جريدة الجزيرة الاربعاء 13 ,شوال 1420 العدد 9974



قبل أن تصل الرياض الكبرى إلى القصيم
متى يكون البناء رأسياً في العاصمة؟!

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يلاحظ الجميع النمو الكبير الذي تشهده مدن المملكة، ويتابع الناس التوسع المستمر في مساحات هذه المدن والزيادات المطردة في السكان.
والرياض,, باعتبارها حاضرة المملكة ووجهاً رائداً من وجوه النهضة الحضارية التي تنتظم بلادنا، شهدت توسعات ضخمة في جميع جهاتها، وازدادت الكثافة السكانية بها الى درجة كبيرة، وتمددت أفقيا بدرجة مدهشة، حتى ان سكان الجزء الشرقي في المدينة قد يحتاجون وقتاً طويلا يستغرقونه في الطريق ان أرادوا زيارة ذويهم في الجزء الغربي,, وكذا الأمر بالنسبة لشمالي المدينة وجنوبيها.
وقد ترافق مع التمدد الجغرافي الذي شهدته المدينة تمدد آخر في الخدمات العامة، فتعبّدت الطرق الطويلة في كل الاتجاهات، وسارت خطوط الهاتف والكهرباء الى محتاجيها في الأطراف، هذا عدا الخدمات الأخرى من تعليمية وطبية وأمنية وغيرها.
والسؤال الذي يدور في الذهن هو: الى متى ستتمدد الرياض في كل الاتجاهات، والى اي مدى يمكن ان يستمر هذا التمدد، وهل سيأتي يوم نرى فيه الرياض وقد جاورت القصيم مثلاً وتداخلت معها؟
الحقيقة ان التمدد الأفقي للمدينة يلبي الحاجات المتنامية للسكان في الحصول على السكن، كما يلبي ضرورات النمو للمدينة نفسها,, لكن مثل هذا التمدد لا يمكن ان يستمر إلى ما لا نهاية، كما ان تشتت الخدمات في مساحات واسعة يضع اعباء مالية عالية في بنود الصرف، ويضاف الى كل ذلك ان معالم الحدود للمدن قد تذوب في ظل استمرار التوسع الأفقي، بما يتبعه من تداخل الاختصاصات والصلاحيات التنفيذية في كل مدينة مع المدن المجاورة لها.
ولعلنا نلاحظ ان بعض المرافق وخصوصاً شمالي الرياض قد بدأت تتمدد ولكن إلى اعلى، حيث لاحظنا المشاريع الطموحة لبناء مرافق عالية، تناطح السحاب,, ونعرف ان هناك المزيد من الخطط لتنفيذ طموحات ومشروعات لمبان شاهقة تجمع داخلها مرافق وخدمات متعددة، وتقدم في مساحة محدودة ما يحتاج الى مساحات واسعة في حال التمدد الأفقي.
وفي رأيي ان هذه الفكرة ستكون هي الحل المستقبلي لمشاكل التمدد الأفقي المستمر للرياض وغيرها من كبريات المدن السعودية.
فلابد لكي تتركز الخدمات في حيز معقول يمكن من خلاله تجويدها ومراقبتها,, أن يتركز المستفيدون في مساحات معقولة يكون من اليسير الوصول اليها.
اضافة الى ان الوحدات المرفقية في البنايات الشاهقة توفر قدراً جيداً من الخصوصية ودرجة أعلى من الرفاهية الخدمية، ويسهل عبرها تقديم الاحصاء الدقيق لعدد المحتاجين للخدمات، وتحديد نوعية الخدمات المطلوبة.
كما ان تمركز الخدمات التسويقية والترفيهية وغيرها يحد من كثرة الحركة المرورية، ويخفف من الضغط على الطرق، ويبطىء من حركة الاتساع الأفقي,, ويكون مردود ذلك ممتازاً سواء من حيث ترشيد الإنفاق على تمديد الخدمات لمساحات شاسعة او من حيث القدرة على تجويد ما هو موجود من خدمات والارتقاء به الى اعلى الدرجات,وبالطبع هناك أدوار يجب ان تضطلع بها امانة مدينة الرياض وبلدياتها منذ الآن، وذلك بالنظر في التوسع بمنح تراخيص للبنايات الشاهقة بدلا من التوسع في منح الأراضي في مناطق نائية يصعب ايصال الخدمات إليها.
ويمكن في هذا المجال مثلاً,, حصر بعض الطلبات المقدمة لامتلاك اراض سكنية,, والعرض على اولئك المتقدمين بأن تتاح لهم فرصة التملك في مجمعات سكنية محصورة المساحة على شكل ناطحات سحاب، ثم يتم النظر في امكانية توفير تمويل لبناء هذه المرافق عبر صندوق التنمية العقاري، وفي رأيي أن هذا سيضغط نفقات البناء التي كان سيتكبدها كل واحد لو أنه سعى للبناء منفرداً، وبالطبع يجب ان يتحمل الساكنون اقساط البناء ويدفعوها للصندوق بالطريقة المتبعة.
ونفس الشيء ينطبق على مراكز التسوّق والمجمعات التعليمية، بل المرافق الحكومية ومواقع الشركات والمؤسسات وغيرها، إذ ان تجميع مثل هذه المرافق في مساحات محددة يحمل الكثير من الفوائد التي لاتخفى على عين الراصد.
إن مدننا لا يمكن ان تتمدد كما قلنا الى ما لانهاية، والسعي لحل إشكاليات المستقبل يتطلب منا ان نبدأ في العمل منذ الآن,, وناطحات السحاب تبدو الحل الأنسب لمشكلات النمو السكاني في المستقبل,, فهل نلتفت لهذا الحل قبل فوات الأوان؟
ياسر القحطاني
الرياض

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.