Wednesday 19th January, 2000 G No. 9974جريدة الجزيرة الاربعاء 13 ,شوال 1420 العدد 9974



بيننا كلمة
نون,, وما يسطرن 6
د , ثريا العريّض

قالت تحاورني حول ما كتبت عن كاتباتنا: تظلين متعلقة بالتفاؤل هل ترين المرأة المثقفة استطاعت ايصال صوتها بكل ما يحمل في تفاصيله من همومها، وقضيتها في مجتمع لم يزل يرفض سماع صوتها خاصة ان جرؤت ان ترفعه بالشكوى؟ وهل هذه كل الأسماء؟,, ما أقل المفصحات يادكتورة وما أكثر الصاخبات وما أكبر شكوانا!
قلت: أقول لك ما قلته لصديق طرح نفس السؤال المتوجس، صوتها يصل رغم الكمامات ورغم التصامم من البعض, وفعلا لدينا صائتات بالغثاء يملأن الفضاء صخبا فارغا, ولدينا نساء ناطقات وفصيحات في التعبير ومتخيرات لما يقلن, المرأة الناطقة ابداعا وعبر وسائل الإعلام تقوم بمسؤوليتها لتوضيح الصورة وتوعية الرجل حين تعكس صورته في مراياها سواء كمسؤول مهتم يطلب فقط مساندتها له في إيصال حلم تطوير اوضاعها الى واقع التنفيذ والإثمار,, او كمستبد كريه ومرفوض في اطار المجتمع او اطار الاسرة مصر على تحجيرها في احذية اسمنتية تمنعها من التقدم, وهي بشقيها ليست صورة مختلقة بل تعكس الواقع الانثوي وتناقضات عضويتها الاجتماعية بوضوح مؤلم.
صوتها يصل ويصغي له المسؤولون باهتمام فهم مهتمون جدا بمسح وصمة تهميش المرأة التي يوجهها لمجتمعنا المراقبون من خارجه، وبتصحيح مسار المجتمع ورفع الغبن الذي يحيق بالمرأة من فئات المجتمع وأفراده من الجاهلين وغير الملتزمين بتعليمات الشرع من حيث ضمان حقوق المرأة, عند هؤلاء صوتها يصل ضعيفا لأن المجتمع لا يمنحها اذنيه ولا يجد ما تقوله مصيريا, بنية مجتمعنا القائم ملتبسة التفاصيل حيث تسللت هامشيات الممارسات والتجاوزات البشرية المصدر الى متن المثاليات, ذلك يعني ان بعض الممارسات ضمن ثقافة المجتمع القائمة، خاصة ما يتعلق بالمرأة تأتي مخالفة صريحة للمثاليات الدينية المنزلة, تحقق اغراضا فردية انانية, بنية المجتمع هذه في حاجة الى اعادة نظر وتصحيح يعيدها الى تطبيق المثاليات وردم شقة الانفصام بين ممارساتنا والتعاليم, المرأة المتعلمة والمبدعة والموظفة غالبا تحس بهذا الانفصام وتعيه اكثر من المرأة الراضخة لثقافة المجتمع السائد, النصوص النسائية الادبية ايضا في القصة والرواية تعمل على توضيح صورة المرأة كما هي معاناتها اليوم، والغبن الذي يقع على الغالبية من اساءة المعاملة في الموقع الحميم والموقع العام, كذلك المقالات التي تتناول قضية او قضايا المرأة ومعاناتها, ولدينا كاتبات قديرات عالجن ويعالجن هذه القضايا بالتفصيل المطلع منهن اذكر د, فاتنة شاكر، ود, عزيزة المانع، ود, هناء المطلق وفوزية ابو خالد وجوهرة العنقري وجهير المساعد ود, فوزية البكر وفوزية الجار الله ووفاء كريدية وانتصار العقيل وخزيمة العطاس ونورة الخريجي وسهيلة زين العابدين ونبيلة محجوب ونورة الخاطر وسالمة الموشى، وكثيرات قادمات لاتتسع مساحة الكلمة لكل اسمائهن, وماذا تهم الاسماء يا عزيزتي ,,المهم هو ما تقول,, وكيف توصل الاهم وتبين القضايا المصيرية, اما قضية التفاؤل فهو طبع اعترف به وأعتمد عليه في هذا الزمن المظلم حيث تضيق معظم الأطر لتتقلص مساحة الفعل للمرأة, أسعد بأي فسحة رجاء او امل,, كل كاتبة مبتدئة هي امل اراه سيتشامخ قريبا الى كاتبة عظيمة توصل صورتها وواقع المرأة الى فضاء التحقق والاضافة الجوهرية.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.