كانوا يعيشون معنا بأفراحهم ومشاعرهم وآمالهم وكانت تجمعنا بهم بهجة العيد وفرحة اللقاء السعيد بعد صيام وقيام شهر رمضان الفضيل ولم نكن نعلم أن هذا هو الوداع الاخير شاءت ارادة الله ان يغيبهم الموت في آجالهم المحدودة وساعاتهم المكتوبه فانتقلوا من الدار الفانية الى الدار الباقية وماكان لنفس ان تموت إلا باذن الله كتاباً مؤجلاً كل من عليها فان ، ولم تكتمل فرحة العيد لبعض الاسر في هذا العام ففي مدينة الرس على سبيل المثال فقدت هذه المدينة منذ ثالث أيام العيد وما بعده في اوقات متقاربة لايتعدى بعضها عدة ساعات وبأسباب مختلفة نخبة من خيرة رجالاتها,, وكوكبة لامعة من افضل رموزها المعروفين بالشهامة والرجولة والمروءة وكان لفراقهم رنة حزن وأسى في ارجاء المحافظة كلها ولانملك في هذا المقام الا ان ندعو لهم بان يتغمدهم الله بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته مع عباده الصالحين,, فله ما اعطى وله ما اخذ وهذه سنة الله في خلقه,, ومن هؤلاء الأحبة الذين ودعونا في ايام العيد المربي الجليل واستاذ الجيل وحبيب الجميع الاستاذ/ محمد بن عبدالله السليمان العائد,, هذا الرجل الفاضل الذي امضى في سلك التدريس قرابة اربعين عاماً كان فيها مثال المربي الانسان والقدوة الحسنة في اخلاقه الرفيعه وتواضعه الجم,, عاش حياته نظيف القلب واللسان ,, لقد غادر دنيانا في اليوم الثالث من ايام العيد ليلاقي وجه ربه بإذنه تعالى وهو يواصل صيام ست من شوال,, رغم ماكان يعانيه يرحمه الله من مرض مزمن في الكلى فإلى جنة الخلد يا ابا عبدالله,, طبت حياً وميتاً,, وفقيدنا الثاني هو احد الرجال الاوفياء ممن لهم بصمات في العمل المخلص الدؤوب في كل مايحقق الخير لوطنه ومواطنيه صاحب مروءة ونخوه هو الاخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز البطي وقد لفظ انفاسه الاخيرة قبيل اذان الفجر وهو يستعد لصيام اليوم الثالث وكأس الماء بين يديه ليكمل ستاً من شوال كعادته وهو من اسرة كريمة فوالده يرحمه الله كان إماماً للمسجد الداخلي بالرس ورعاً تقياً وقارئاً مشهوراً ومحبوباً من العامه والخاصة اما ابناء الفقيد فهم والحق يقال يترسمون خطى والدهم في طيب المعشر وحسن التعامل والتواضع والبشاشة.
رحم الله فقيدنا واسبغ عليه شآبيب رحمته ورضوانه.
وثالث الاحبه الاخيار الذين ودعوا الدنيا في اليوم الثالث من العيد فهو الانسان الطيب القلب الاخ/ ابراهيم بن علي الغفيلي بحادث مأسوي مفاجىء وهو يقضي اجازة العيد بين اهله وذويه وقد عرفت الفقيد منذ شبابه عصامياً طموحاً يكافح للحصول على لقمة العيش الشريف بجهده وعرق جبينه, وقد عاش مستور الحال لاينال الناس والمقربون منه إلا كل خير ومحبة ولايسعني الا ان اتقدم بخالص عزائي ا لى ابناء الفقيد واخوانه وان يلهم الجميع بفقده الصبر والسلوان .
اما آخر الاربعة فقد فوجئت بخبر وفاته من العزاء المنشور بهذه الصحيفة لأنني قد زرته في مستشفى الرس وكان في العناية المركزة اثر عارض صحي مفاجىء وكنت متفائلاً بشفائه اثر نقله بالطائرة للرياض ولكن قدر الله فوق كل شيء فقيدنا الغالي هذا هو العميد/ عبدالرحمن بن صالح الزيدي احد ابناء الرس الطموحين ومن خيرة المتخرجين من كلية الملك فهد الامنية وقد شق طريقه بإخلاصه وتضحيته للوصول الى عدة مناصب هامه وحيوية في مجال الامن العام وهو من اسرة كريمة فوالده الشيخ/ صالح الزيدي أحد أعيان ووجهاء مدينة الرس وصاحب اياد بيضاء، في اعمال الخير والإحسان,, فلوالده ووالدته ولابناء الفقيد واخوانه نتقدم بخالص العزاء والمواساة ولوالده العزيز نقول صبراً ابا عبدالرحمن فمصابك مصابنا ومصاب الوطن كافة ولانملك في الختام إلا ان نرفع ايدينا ونتوجه بقلوبنا وامالنا الى البارىء عز وجل بأن يسكن هؤلاء الاحبة الاخيار في جنة الخلد مع عباده الصالحين وأن يتغمدهم بواسع رحمته ويشملهم بعفوه وعطفه ومغفرته وان يلهم اهلهم وذويهم وكافة محبيهم الصبر والسلوان وان يجعل من ذريتهم خير خلف لخير سلف,, والله المستعان إنا لله وإنا اليه راجعون .
عبدالله الصالح الرشيد