أعدتها الاستخبارات العسكرية بطلب من رئيس الحكومة الإسرائيلية خريطة سرية لانسحاب إسرائيلي من الجولان إلى حدود 4 / يونيو / 1967م كلينتون بصدد الاتصال بالأسد وباراك لتخفيف حدة توتر المفاوضات |
* القدس المحتلة/ واشنطن/ القاهرة/ الوكالات
ذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية أمس الثلاثاء ان الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية وضعت خريطة للخط الذي كان يفصل بين القوات الاسرائيلية والسورية في الرابع من حزيران / يونيو 1967 في منطقة الجولان عشية اندلاع الحرب بين الجانبين.
واضافت هآرتس ان هذه الخريطة التي اعتبرت سرية وضعت بأمر من رئيس الوزراء ايهود باراك واستناداً الى صورة جوية وشهادات، ومشيرة إلى أن الوثيقة لم تعرض إلا على عدد محدد جداً من المسؤولين.
معروف ان سوريا تطالب بانسحاب اسرائيل من الجولان حتى خط الرابع من حزيران/ يونيو 1967, وبسبب رفض اسرائيل الاعتراف بهذا الخط كحدود فلا يوجد أي خريطة له.
ولا تظهر الخرائط المتوافرة إلا قواعد الجيش الاسرائيلي على طول الحدود الشمالية والمناطق المنزوعة السلاح بموجب اتفاق وقف اطلاق النار المبرم بين الجانبين في حزيران/ يونيو 1949.
ونقلت هآرتس عن ضباط اسرائيليين تساؤلهم حول أسباب قرار باراك وضع هذه الخريطة، كما تساءلوا عما اذا كان الأمر يشكل اشارة إلى أنه سيقبل في آخر المطاف المطالب السورية؟
وأكد من جهته رئيس الأركان السابق أمنون ليبكين شاحاك الذي هو في عداد الفريق الاسرائيلي المكلف التفاوض مع سوريا لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان وضع خريطة لا يعني ان اسرائيل تقبل المطالب السورية .
وأضاف ليبكين شاحاك وزير السياحة في الحكومة الحالية لم يكن هناك أبداً خريطة لخط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 الذي لا يعتبر حدوداً ولا خطاً لوقف اطلاق النار ولا يأخذ في الاعتبار سوى مواقع الجيشين ميدانياً عشية حرب الأيام الست .
واستطرد يقول في الواقع ان هذا الخط الذي كان قائماً بين العامين 1948 و1967 تغير خلال هذه الفترة وهناك خلافات حول ترسيمه مع السوريين .
وعلى الصعيد السوري صرح عبدالحميد المنجد وزير البيئة السوري بأن هناك اتصالات امريكية وأوروبية تجري لعودة الجانبين السوري والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات,, إلا أنه أكد ان دمشق لن تعود الى طاولة المفاوضات الا اذا حصلت على ضمانات بانسحاب اسرائيل الى حدود الرابع من يونيو عام 1967.
وكشف الوزير السوري في حديث لاذاعة صوت العرب أمس عبر الهاتف من دمشق ان اسرائيل حاولت ممارسة ضغوط على سوريا بشأن قضايا التطبيع والترتيبات الأمنية والمياه وان دمشق رفضت هذه الضغوط ولم ترضخ لها.
إلا أن المنجد شدد على ايمان بلاده بالسلام العادل والشامل الذي يحقق عودة جميع الأراضي العربية المحتلة منذ الخامس من يونيو عام 1967.
هذا وافادت مصادر مطلعة في واشنطن بأن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون يعتزم في وقت لاحق من اليوم أمس اجراء اتصالات هاتفية مماثلة مع الرئيس السوري حافظ الأسد ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ضمن مساع شخصية تستهدف تخفيف حدة التوتر وتحسين الأجواء بين سوريا واسرائيل.
واشارت المصادر الدبلوماسية الى احتمال مبادرة الرئيس الأمريكي الى ايفاد وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين اولبرايت الى سوريا واسرائيل في مطلع الأسبوع المقبل لاجراء محادثات مع القيادتين السورية والاسرائيلية وتعزيز فرص استئناف المفاوضات السلمية بين سوريا واسرائيل في حالة اخفاق الاتصالات الهاتفية الأمريكية في تقريب وجهات النظر بين السوريين والاسرائيليين.
وفي واشنطن تنشغل وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت حالياً في مساع دبلوماسية حادة تستهدف حمل الحكومتين السورية والاسرائيلية على الالتزام بموعد جديد لعقد محادثات السلام السورية الاسرائيلية التي كان من المقرر أن تستأنف في واشنطن يوم غد الأربعاء.
|
|
|