Wednesday 19th January, 2000 G No. 9974جريدة الجزيرة الاربعاء 13 ,شوال 1420 العدد 9974



سمو النائب الثاني في كلمة افتتاحية لمركز الملك عبدالعزيز لدراسات العلوم الإسلامية
المملكة بتطبيقها الشريعة الإسلامية أصبحت نموذجاً فريداً بين دول العالم وجمعت بين الأصالة والتحضر
مبادرة جامعة بولونيا بإطلاق اسم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - على مركز الدراسات الإسلامية لفتة رائعة ولمسة وفاء
مدير جامعة بولونيا منوهاً بتشجيع الأمير سلطان وتبرعه: إقامة المركز الإسلامي بالجامعة تعزز أهمية الثقافة الإسلامية والعربية وتبادل المعرفة والمعلومات بين الشعوب

* بولونيا إيطاليا واس:
افتتح صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام امس الأول مركز الملك عبدالعزيز لدراسات العلوم الإسلامية بجامعة بولونيا.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر المركز رئيس جامعة بولونيا البروفيسور فابيو روفرسى موناكو وعدد من اساتذة الجامعة.
وقد اقيم حفل خطابي بهذه المناسبة، حيث ألقى رئيس الجامعة البروفيسور فابيو روفرسى كلمة قدم فيها الشكر لصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز لزيارته للجامعة وتبرعه بإنشاء المركز بالجامعة التي تعد من أقدم الجامعات بأوروربا.
واوضح ان سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز هو الذي شجع على إنشاء هذا المركز واصفا مبادرة سموه بالتبرع بإنشائه بأنها مهمة.
وتحدث عن اهمية اقامة المركز بالجامعة حيال الثقافة الإسلامية والعربية مبرزا اهمية تبادل المعرفة والمعلومات بين الشعوب.
وتناول المجالات التي سيهتم المركز بدراستها بالاضافة الى اهتمامه بالنواحي الاقتصادية والاجتماعية والتجارية للوصول الى الاهداف المشتركة للعديد من الدول التي تطل على البحر الابيض المتوسط,وقدم الشكر لصاحب السمو الملكي الامير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين بإيطاليا على ما ابداه سموه من مساندة وتعاون كما قدم الشكر لسفير إيطاليا لدى المملكة,بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز الكلمة التالية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الاخوة أحييكم بتحية الإسلام الخالدة فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إننا نسعد في هذا اليوم بأن نكون في هذا الصرح العلمي الشامخ والمعلم الحضاري الكبير وهذه الجامعة العريقة عراقة الشعب الإيطالي الصديق، إن من أسعد لحظات حياة الإنسان أن يجتمع مع صفوة من المفكرين والعلماء والباحثين ممن بذلوا أنفسهم وأوقاتهم وجهودهم لخدمة البشرية وإثراء العطاء الإنساني.
إن ما قامت به جامعة بولونيا من إنشاء مركز الملك عبدالعزيز الجامعي للدراسات الإسلامية لهو خطوة موفقة ونقلة حضارية أثلجت الصدور وأورثت الرضى في النفوس، وما من شك ان هذه الجامعة العريقة قد أدركت بحكم مكانتها العلمية والفكرية ما للإسلام من فضل كبير على البشرية جمعاء بما قدمه من عطاء ثري أنار لبني الإنسان طريق التقدم وأوضح معالم الرقي عبر ما حواه كتاب الله الكريم وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام من رصيد متكامل من المبادىء والأحكام التي تنظم حياة الإنسان وتقوده الى طريق الحق والهدى وتنأى به عن مزالق الضلالة.
لقد جاءت الشريعة الإسلامية لتهذيب النفوس وإذابة الفوارق بين الناس وتفعيل الترابط بين أبناء المجتمع الإنساني توافقا مع الفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها وإعمالا لدور الإنسان في هذا الكوكب حيث استخلفه المولى عز وجل على الأرض ليعمل على إعمارها وليبذل الجهد والطاقة في تحقيق مراد الله من خلقه.
هذا في الوقت الذي حددت فيه الشريعة الإسلامية الحدود ورسمت ملامح التعامل بين الناس بنظام تشريعي دقيق ومتكامل يحفظ الأنفس ويصون الاعراض ويحمي الممتلكات ويعاقب بتفصيل دقيق من يحيد عن الطريق القويم ويتعدى هذه الحدود بعقوبات تتوافق مع طبيعة النفس البشرية وتتعامل مع خصائصها وتلبي حاجات المجتمع الآنية والمستقبلية، لذلك فقد امتازت هذه الشريعة بأنها جمعت بتفرد واضح بين حاجة النفس الى التهذيب والتقويم وحاجة المجتمع الى الصيانة والحفظ والترابط فأرست قواعد الشرع المطهر ووضعت ضوابط التطبيق العملي التي تكفل بحول الله وقوته لكل المجتمعات وفي كافة الظروف الحياة الآمنة والعيش الرغيد والثواب الجزيل.
أيها الاخوة والأصدقاء الحضور:
إن من فضل الله وتوفيقه ان أراد للمملكة العربية السعودية الخير والفلاح فألهم ولاة الأمر فيها الى اتباع منهج المصطفى صلى الله عليه وسلم وانتهاج الشريعة الإسلامية دستورا ربانيا تنهل من أحكامه وتعمل بتعاليمه ولقد رسخ هذا النهج منذ عهد المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود الذي ناصر وذاد عن الدعوة السلفية العظيمة التي قادها الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ثم حافظ بعده ولاة الأمر في المملكة على اتباع نفس الخطوات حتى أصبحت المملكة العربية السعودية بحمد الله رائدة في تطبيق الشريعة الإسلامية وإبراز الجوانب العملية الشاملة لأحكامها في كل جوانب الحياة وأصبحت منهجا شاملا وأسلوب حياة، الأمر الذي تحقق معه وعد المولى عز وجل بالعطاء والمنِّ والإفضال فكان أن أفاء على بلادنا الخير العميم والأمن الراسخ وأصبحت المملكة نموذجا فريدا بين دول العالم جمعت بين الأصالة والتمسك بأساس العقيدة الإسلامية والتحضر والأخذ بأسباب المدنية ومعطيات العصر في تناغم فريد يعكس شمولية الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان.
ايها الاخوة والأصدقاء:
إن مبادرة جامعة بولونيا باطلاق اسم جلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله على مركز الدراسات الإسلامية لهو لفتة رائعة ولمسة وفاء تكرس بكل جلاء ما كان عليه يرحمه الله من حرص شديد وتمسك بدين الله وتقديمه لأمر الله على غيره وما بذله طيب الله ثراه من جهود جبارة في سبيل إعلاء الإسلام ورفع كلمته وتبني قضايا المسلمين في كافة أنحاء المعمورة، لذلك فإن من المؤمل ان يستلهم هذا المركز هذه السيرة العطرة في خدمة العقيدة الإسلامية وأن يكون نافذة واسعة ونقطة إشعاع تضيء لتبين ما حفلت به الشريعة الإسلامية الغراء من أحكام وقواعد ومبادىء وأسس تحكم قيام المجتمعات وتحافظ عليها وتصونها.
أيها الاخوة والأصدقاء.
إننا في زمن تتسارع فيه المستجدات ويزداد فيه التقارب وفي كل يوم يشهد العالم مظاهر التغيير وإبراز الهويات وأصبحت الشفافية والوضوح طابع التعامل والتفاعل، لذا فإنه من بوادر التوفيق ان تعبر الجامعة عن الفهم الواعي لهذه المتغيرات فتبادر الى إنشاء هذا المركز وتدعمه بكل الوسائل المعينة على أداء رسالته والاستفادة منه ليمثل خطوة واسعة وإنجازا مشرقا يضاف الى سلسلة المنجزات الفعالة لجمهورية إيطاليا الصديقة وامتدادا للعلاقات المتميزة التي تجمعها مع المملكة العربية السعودية.
وفي ختام كلمتي أسمحوا لي ان أوجه جزيل الشكر الى جمهورية إيطاليا الصديقة والى معالي مدير جامعة بولونيا والى القائمين على هذا المركز متمنيا لهم التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة رئيس قسم الدراسات
اللغوية والشرقية بالجامعة
ثم القى رئيس قسم الدراسات اللغوية والشرقية بالجامعة البروفيسور جوليو حسن سورافيا كلمة رحب فيها بسمو الامير سلطان بن عبدالعزيز في رحاب الجامعة وشكر سموه على افتتاحه مركز الملك عبدالعزيز لدراسات العلوم الاسلامية, وقال:
بسم الله الرحمن الرحيم
سمو الأمير، السيد رئيس جامعة بولونيا، السادة المسؤولون، سيداتي وسادتي:
أتشرف شرفا عظيما أن أختتم اليوم حفلة افتتاح مركز (الملك عبدالعزيز) لدراسات العلوم الاسلامية في حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الذي نورنا في هذه المناسبة ليلقي ضوءا قويا على هذا الحدث الرائع المهم.
يمثل هذا المركز للبحوث ولدراسات العلوم الاسلامية اشارة لها معان كثيرة ومنها اشارة بعد النظر من جانب رئيس جامعة بولونيا الذي لبى دعوة تأسيسه ودعم تشكيله بالعزم ووافق على ادارته في مرحلة بنائه مستشعرا بأهمية هذا المجال الدراسي بشكل قاطع ومؤكدا على اهتمامه لتطور العلاقات مع العالم العربي لتدعيم السلام العالمي، ولا شك في ان ايطاليا هي موقع مناسب لهذا الموضوع.
ويمثل هذا اشارة ذكاء ايضا لان هذا المركز سيكون نقطة المراجع الثقافية وعلامة تأكيد لارادة اجتياز الاختلافات بين الشعوب.
سيكون هذا المركز مرجعا ضروريا لكل العلماء الايطاليين وللجالية العلمية الدولية بسبب امتياز جامعة بولونيا في العالم.
وهو ضروري ايضا للاشخاص العاديين الذين هم غالبا يعرفون العالم الاسلامي وثقافته وحضارته بشكل جزئي وتحاملي خلال اعلام يحرف محتوياته وصورته.
وهو ضروري جدا للمسلمين الايطاليين الذين يحتاجون الى بنية من هذا النوع لرفع مستواهم الثقافي والاخلاقي وللتعمق في دينهم كما يقول الحديث الشريف: الذي في سبيل المعرفة هو في سبيل الله.
وازدواج المعرفة مع الفضيلة يمثل اليوم اولوية عظمى للتعايش المبني على التعارف والاحترام.
وان الرجال والنساء كلهم لهم نفس الكرامة بدون اختلاف اللون والاصل والدرجة الاجتماعية كما صدق الله تعالى في كتابه الكريم:
إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم .
لاشك في ان ايطاليا وعلى العموم كل الثقافة الاوروبية مدينة للعالم الاسلامي وسيقوي هذا المركز علاقات الصداقة القديمة التي تربطنا مع العالم العربي والاسلامي وسيكون اهتماما جديدا لطلابنا وطالباتنا بالنسبة لعالم بعيد عن معرفتهم ومن خلال هذا المركز سيدركونه ويتعرفون عليه قريبا باذن الله.
اسمحوا لي كوني استاذا في جامعتنا هذه، وهي اقدم جامعة في اوروبا، ان اتشرف برفع شكري الجزيل لسمو الامير سلطان بن عبدالعزيز الذي يجعل تحقيق هذا المركز حقيقة ولرئيس الجامعة أ,د, فابيو روفرسي موناكو الذي يشهد ويركز اليوم هنا انتباهه للمقومات والآمال التي تكلمت عنها.
هذا اليوم كان أمنية ونتمنى اليوم لهذا المركز مستقبلا زاهرا ليكون شعاعا للسلام العالمي باذن الله.
وشكرا جزيلا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وحضر حفل الافتتاح معالي وزير الدفاع بجمهورية ايطاليا البروفيسور سيرجو ماتا ريدا وصاحب السمو الملكي الامير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في ايطاليا وصاحب السمو الأمير فيصل بن سعود بن محمد وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز ومعالي وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ وامين عام رابطة العالم الاسلامي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد ومدير جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية الدكتور محمد السالم والمدير العام لمؤسسة الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الدكتور راشد ابا الخيل وعدد من سفراء الدول العربية والاسلامية المعتمدين لدى ايطاليا واساتذة جامعة بولونيا.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام قد وصل امس الى مدينة بولونيا بايطاليا في زيارة يفتتح خلالها مركز الملك عبدالعزيز لدراسات العلوم الاسلامية بجامعة بولونيا.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مطار بولونيا معالي وزير الدفاع بجمهورية ايطاليا البروفيسور سيرجو ماتا ريدا وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ايطاليا ورئيس مقاطعة ايميليا رومانيا فاسكو اراني ومحافظ بولونيا البروفيسور فيتو ريو برودى والامين العام لرابطة العالم الاسلامي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد ومدير جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية الدكتور محمد السالم والمدير العام لمؤسسة الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الدكتور راشد ابا الخيل وعدد من سفراء الدول العربية والاسلامية المعتمدين لدى ايطاليا واعضاء السفارة السعودية لدى ايطاليا وعدد من مسئولي مدينة بولونيا,وقد وصل في معية سمو النائب الثاني صاحب السمو الامير فيصل بن سعود بن محمد وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز ومعالي وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.