الغربيون يتخوفون من ثورة الإنترنت والكومبيوتر على علاقاتهم الاجتماعية |
* مدريد د,ب,أ
تشير التوقعات على ما يبدو الى اننا سنتحول جميعا في الالفية الثالثة الى مدمنين للتقنية العالية بحيث نتعامل مع برامج الكومبيوتر بلا مشاكل ونستخدم الانترنت لممارسة كافة نشاطاتنا من التسوق وحتى مزاولة الحياة الاجتماعية.
ولكن ماذا سيكون مصير هؤلاء الذين يضطرون الى الرجوع مرة اخرى الى المتجر الذي ابتاعوا منه جهاز الكومبيوتر للسؤال عن الزر الذي يجب الضغط عليه لتشغيل الجهاز؟
يرى الخبراء الاسبان ان الحماس البادي لاستقبال التكنولوجيا الجديدة يخفي وراءه مخاوف تراود العديد من الغربيين ازاء قدرتهم على اللحاق بالمستجدات اللانهائية في عالم التكنولوجيا, وتشير صحيفة ال موندو اليومية الاسبانية الى ان (التكنوفوبيا) او الخوف من عدم القدرة على السيطرة على التكنولوجيا ستكون على الارجح من اهم المشكلات النفسية في المستقبل.
ويقول البروفيسور فرناندو شاكون استاذ علم النفس الاجتماعي انه سيكون من الصعب جدا الاحتفاظ بالوظائف ما لم يقم الموظفون بتحديث مهاراتهم في مجال تكنولوجيا المعلومات بصفة مستمرة ويضيف ان الامية في هذا المجال ستكون مدعاة للخجل والقلق.
وذكرت مجلة نيوزويك الاخبارية ان 70 في المائة من السكان في الولايات المتحدة يعتقد انهم على اقل تقدير لا يشعرون بالراحة ازاء التغيرات التكنولوجية وان هناك مجموعة صغيرة ممن يمكن وصفهم بمقاومين نشطين لتلك التغيرات, ويقول عالم النفس لاري دي,, روزين ان غالبية الناس يشعرون بانهم منساقون وكأن عليهم اللحاق بالقطار قبل ان يفوتهم للابد.
وقالت ال موندو ان تيسير استخدام الكومبيوتر لا يمكن ان يكون الحل الوحيد للمشكلة لان الكثيرين لديهم ميل طبيعي لتجنب التعامل مع الاجهزة بشكل عام.
واشار عالم النفس كارلوس رودريجيز الى ان هناك اكثر من ثمانية ملايين شخص من مواطني اسبانبا البالغ عددهم 40 مليون نسمة يمتلكون اجهزة للرد الالي على الهاتف ولكنَّ المتصلين بهم كثيرا ما يقطعون الاتصال عليهم او يتركون رسائل متوترة ومبهمة, ولكن في الوقت الذي يحبذ فيه الكثيرون التعامل مع اشخاص بدلا من اجهزة فان المصابين بالخجل او الانطواء كثيرا ما تظهر لديهم مشكلة عكسية بحيث يفضلون التعامل مع الاجهزة عن الاشخاص.
وقالت مونتسيرا كاماراسا عالمة النفس المتخصصة في علاج حالات ادمان الانترنت في برشلونة ان ادمان الانترنت مشكلة متنامية في اسبانيا وان معظم المصابين بهذا المرض يكونون من مدمني البرامج الجنسية.
واوضحت ان العديد من الاشخاص يستبدلون غرف المحادثة في الانترنت وقصص الحب التي تحاك خيوطها في الفضاء الالكتروني بعلاقاتهم مع الاصدقاء والاقارب.
وتوقع شاكون ان يسفر الكم الهائل من المعلومات عن الاصابة بفقدان الهوية الذاتية وهو المرض الذي يفقد معه الاشخاص القدرة على اتخاذ القرارات, وقال: ستظهر حالات الاصابة بمرض الفوبيا بسبب مشاعر الشك والخوف من ارتكاب خطأ , وينصح الخبراء من يشعرون بالخوف من التكنولوجيا الجديدة بالتعامل مع مخاوفهم بمساعدة خبراء الكومبيوتر والاخصائيين النفسيين، في حين يوصون مدمني الانترنت بتعلم كيفية استبدال التمرينات الرياضية وغيرها من الهوايات بتصفح الانترنت وان يمضوا الوقت المخصص للانترنت مع الاسرة والاصدقاء, واكدت كاماراسا ان المشكلة لا تكمن في التكنولوجيا في حد ذاتها بل في ردود فعلنا نحن تجاهها.
واضافت: الانترنت اداة مفيدة ولكن من الواضح ان هناك قابلية لادمانها، والامر يستحق ان نتعلم كيفية التعامل معها.
|
|
|