Wednesday 19th January, 2000 G No. 9974جريدة الجزيرة الاربعاء 13 ,شوال 1420 العدد 9974



أعمال التلفزيون الرمضانية
ضَحِكَ الحزن,, وحَزِنَ الضحك

* كتب علي الزهراني
ضمن خطوات الأعمال الدرامية المحلية والتي نشهدها متابعة من انتاج لتلفزيون المملكة العربية السعودية ومن تنفيذ لمؤسسات وطنية يمتلك حقوق تنسيقها ومتابعة مراحل تنفيذها فنانون محليون لهم باع طويل في مجالات مختلفة منها الاخراج والتمثيل والاشراف,, فقد تابعنا اعمالاً ثلاثة خلال الشهر الرمضاني الكريم جاءت ضمن صفوف ما أعده التلفزيون السعودي لمشاهديه,, ويطيب لنا أن نلقي بعض الرأي بعد أن طالعنا سوياً ماتناولته الصحافة المحلية بأطروحات نقدية مباشرة تعبر عن مرئيات كتابة ولهم في ذلك الاحقية سواء في زاوية النقد اوا لرأي الآخر,, بينما سننهج هنا لاحتواء رؤية جزئية غير تشريحية واستنتاج عام لمسيرة الاعمال الثلاثة.
خلك معي
طالعنا هذا المسلسل الذي استعاد نهوضه بعد توقف وجاء جزؤه الرابع تنفيذاً باقتناع شديد من منفذ انتاجه الفنان الكبير محمد العلي سواء في جمع الافكار أو اعداد السيناريو او مراحل الاخراج واختيار الأبطال المشاركين في حلقاته,.
الأفكار ونص العمل
تمكن منفذ الانتاج من توطيد افكار جديدة وطرح قضايا هامة خلال حلقات المسلسل وكون بذلك الماماً متكاملاً ومختلفاً في خطوط العمل ولم يفته أن ينحني لمناقشة قضايا الساحه الفنية والادبية الى جوار القضية الام وهي الاجتماعيه واستطاع بذلك ان يكون القاعدة الاساسية لمراحل انتاج خلك معي بعد أن كان يعتمد على القفشات السريعة خلال اجزائه السابقة,, وبذلك وصل منفذ العمل الى مطاف المنافسة بقوته الاعدادية والتي تعد جزءاً رئيسياً ضمن مراحل تكوين العمل الدرامي, وذلك من خلال اسلوب الطرح المبسط والكبير في معانيه واتساع مداركه الهادفه.
الممثلون
حرص المنفذ لمسلسل خلك معي على استقطاب عدد كبير من الفنانين وجاء في مقدمة اهتمامه احتواء ابطال صاعدين ومنهم من هو معروف وسبق لهم التواصل مع المشاهد من خلال اعمال سابقة,, وقد جسد اولئك المشاركون في الحلقات ادوارهم المسندة اليهم كل في مكانه المناسب وبقي ان يواصل المنفذ للانتاج الرسم لهم بشخصيات مماثلة خلال مشواره القادم ليؤكد نجوميتهم وتمكنهم من التعامل مع الاحداث المختلفة بواقعية اكبر تناسب نهج العمل كما حدث في هذا الجزء.
الإخراج
ابدى مخرج العمل مايداخله من اهتمام وذلك من خلال تعامله مع حركة الممثلين واثراء المسلسل بالمواقع والديكورات المختلفة كما وثق قدراته العملية في الإخراج بعد ان استطاع ان يوظف الشخوص مع النص ومع الزمان والمكان من أجل استئناس المشاهد والممثل ايضاً اثناء تعامله مع شخصيته المراد تجسيدها.
الاستمرار فقط
بعيداً عن التدقيق في اخطاء أو نواقص تنفيذية وهذه أحداث من المحتمل أن تدرج ضمن أي عمل درامي يبقى ان نؤكد بأن مسلسل خلك معي وصل الى المشاهد الخليجي حاملاً روح الاعجاب بمختلف مضمونه واحداثه وبكامل ابطاله وتقنياته,, ونأمل أن يتواصل هذا العطاء من الجيد الى الاجود.
***
العو,, عو,,لمة
شاهدنا هذا المسلسل بعد أن شاهدنا مسلسل ابو رويشد في العام الماضي,, ليأتي العولمه بمضمون مختلف في السياق,, رغم ان البعض يرى انه لافرق بينه وبين مسلسل ابو رويشد من حيث الطرح والتنفيذ الموضوعي والاخراجي,, وهذه رؤية من بعض مشاهديه ولكن النظرة الاجمالية لمحور المسلسل تأتي مختلفه.
النص والأفكار
كاتبة المسلسل تجتهد كثيراً في الغوص داخل الاسرة وتحاول أن تصل الى كشف كامل السلبيات او الايجابيات من خلال نصوصها التي شاهدناها في العام الماضي وهذا العام,,ومقياساً بما تقدمه ليلى الهلالي مع طموحها المراد الوصول اليه في ساحة الكتابة الدرامية,, فإنه من الحق ان نقول إن ليلي قادرة تماماً على ايجاد المناخ الاجتماعي المرئي المتطور والمخصص لاقناع المشاهد بضرورة اتباع المطروح والاستفادة من معايير التقبل والانتشاء الفكري,, ومن الحق أن نقول أيضاً إن ليلى الهلالي كاتبة وجدت الطريق المفتوح لخوض هذا المجال ولكن جاء ذلك متأخراً جداً,.
ويعود ذلك الى ظروفها الخاصة والتي ليس من الحق ان نتناولها دون إذن منها.
وعموماً,, ليلى مواطنة فكرت وكتبت ونوعت في خطوط نصوصها وتمكنت من اقناع المشاهد والناقد الفني بأنها فنانة تستحق وصف المبدعة المكافحة القابلة للتحدي والمنافسة وسط زحمة الكثافة الرقمية لعدد النصوص المتناثرة وكم النصوص غير المجازة .
وهي فرصة لتقديم التحية لهذه المرأة النشطة فكرياً وثقافياً وايضاً اجتماعياً لكونها تعمل ضمن دائرة زوجها على أن لايتقصر ذلك عليه مستقبلاً وهي فرصة ايضاً لدعوتها للخروج من دائرة الاحتكار هذه.
الممثلون
ظروف متعددة صعيبة حلت على اختيار شخصيات العمل لدى منفذ انتاجه,, وتغلب عليها بصعوبة السهولة بعد ان كان من المقرر ان يكون العمل ناهضاً على اكتاف بعض النجوم السعوديين الا ان اختلاف الرأي افسد للتنفيذ بعض المخططات المرسومة وقد يكون ذلك محدثاً لبعض الربكة الاختيارية وهذه امور يمكن أن تحدث لأي عمل درامي عند ولادة نصه.
الا انه بعد ان وقع الاختيار على من قاموا بتجسيد شخصياته تعامل مخرج العمل على ايجاد التوافق الجمالي والموضوعي سعياً منه لترسيخ التقبل لدى المشاهد بمختلف الصور واستطاع كسر القاعدة الدرامية التي تضمن تركيب الشخصية في العمل دون الاخلال بمقوماته بشرياً,, وليس كما يعتقد البعض بأن الادوار المسندة لبعض الشخصيات لاتناسب اعمارهم الطبيعة في الحياة,, هذا وقد تحقق نجاح اختيار الشخصيات بعد ان تصاعدت احداث العمل وشكل المشاركون نمواً ابداعياً استحقوا ان يكونوا نجوماً قبل التنفيذ وبعده وهذه بعض مغامرات المخرج التي دائماً ما يخوضها في كثير من اعماله المسرحية والتلفزيونية.
الإخراج
ليس بالجديد أن يقال بأن عامر الحمود المخرج والمنفذ لمسلسل العو,, عو,, لمه أهل لمهنته هذه,, فقد فاز بالجدارة منذ وقت مضى,, وحصد تفوقه خلال مهرجان الخليج التلفزيوني الذي عقد بالبحرين في العام 1999م, حيث حصل على جائزة نظير اخراجه لمسلسل ابو رويشد,, وتلك شهادة خبراء ونقاد لهم ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم في دراسة الاخراج وفنونه,, وهاهو يعود من خلال مسلسل العوعولمة والذي حاول كثيراً أن يتماشى مع امكانياته الكبيرة واستطاع ولكن رغماً عن ظروفه محيطة تكاد ان تكون اشبه الى المعقدة بسبب التزامه بالتنفيذ والاشراف والاخراج والتنقل بين دولتين من اجل تصوير مسلسل اضافة الى تعاقده مع كم كبير من الفنانين المحليين والخليجيين.
لذا وجب أن يقدم للحمود عامر ثلاث ورود,, الاولى مقابل تنفيذ الانتاج والثانية مقابل الاخراج والثالثة مقابل تمكنه من السيطرة على كل ما اثير من مشكلات قبل واثناء تنفيذ عمله.
حقاً,, تعامل عامر مع كاميراته بتنوع جميل وتنقل كثيراً ورصد الاحداث بواقعية ويستحق الثناء ايضاً مقابل اخراج ملسلسل يومي باحترافه وعشقه للجنون تجاه العدسة وتوابعها.
العو,,عو,,لمة
في النص شواهد مختلفه,, وفي الاخراج المام المحترف,, وفي التمثيل قدرات رائعة,, وفي التنفيذ إشعار بالقوة والمصداقية,, وكما هو الحال بعيداً عن لمس الاخطاء او النواقص التي تعصف بها ظروف اي عمل انتاجي نقول لاعضاء العوعولمة كنتم في محل الثقة ووصلتم الى مرحلة المؤهلين لقيادة مسلسلات قادمة والتحية لكم.
***
طاش لم يطش
ابدى البعض انزعاجهم من مسلسل طاش 2000,, وعكر ذلك صفو انسجامهم المتوقع,, فيما اكد البعض بان طاش يحتوي على حلقات رائدة في مجال الابداع,, وعموماً ارضاء الناس غاية,,,.
ويأتي طاش (7) تحت مجهر كل عين محلية وخليجية وبعض الاعين العربية الشقيقة,, وهذا بطابع الامر يعتبر اهتماماً زرعه منفذو العمل وعليهم حصد الرأي المختلف والذي يحتم علينا ان نبدأ نحن به إن لم نكن آخر من سيتحدث عن ذلك,, حيث ترقبنا وشاهدنا ووجدنا النقص وتتبعنا أسبابه وتأكدنا من ذلك,, بالتأكيد ظروف عديدة يأتي في مقدمتها مقص الرقيب الذي اخفى العديد من المشاهد في الحلقات ويعود ذلك لعدة عوامل نجهلها تماماً ولكن من المحتمل ان يكون العائد لضيق الوقت او ماشابه ذلك,, لذلك لن نخوض مجال النقد بل سنتحدث فقط من حيثية التنفيذ.
الأفكار والنص
هناك افكار مختلفة تقدر بالعشرين فكرة تقريباً,, مختلفة جاء العديد منها مواكباً وموافقاً لما يطمح اليه المشاهد,, ومن حق منفذي الانتاج ان ينوعوا افكارهم كما تتنوع الاعمار,, اي السن,, فهناك الطفل والشاب والشخص المسن,, وليس معنى ذلك ان تكون الافكار والنصوص بحجم عين الناقد الفني او الشخص المتابع والملم بالاعمال الهوليودية اذا جاز التعبير,, وكما اسلفنا ان هناك ظروفا رقابية حالت بين المشاهد وبين اكتمال بعض الحلقات المراد ايصال تذوقها المرئي وهذا ماتوقعه اعضاء العمل قبل واثناء التنفيذ, بينما يحتم علينا الظرف ان نسألهم لماذا لاتتجنبون المحاذير الرقابية وقد نجيب نيابة عنهم بان مضمون واهداف العمل قد لاتفي بما يطمح الوصول إليه وتجاه مايتوقعه المشاهد من فريق طاش.
الممثلون
كم كبير من الفنانين السعوديين يجمعهم هذا العمل وفرص مشاركة اتيحت للفنانين المعروفين,, قدموا عطاءً مثالياً يتوافق مع خبراتهم وامكانياتهم المعروفة,, كما استقطب العمل الفنانه زينب العسكري وذلك اثباتاً لكسر حدة الاشاعات التي اثيرت بأن هناك اختلافاً بينها وبين اعضاء العمل.
وليس هناك مايشوه العمل من حيث الممثلين وادائهم لادوارهم المسندة,, بغض النظر عما اثير تجاه الفنان عبدالله المزيني الذي لبس الشخصية الفنتازية واساساً الحلقة مبنية على حلم درامي وذلك للهروب من أجواء الواقعية,, واذا كان هناك عيب فردي تجاه شخص أو اكبر يراه البعض فإن ذلك لايلغي قدرة المزيني على تكوين الاداء الدرامي المعقول واللامعقول,, وعموماً وفق الجميع في ما اسند اليهم ويستحقون المواصلة والتواصل مع المشاهد الذي يقدر لهم هذا الجهد الوافي.
والتحية ايضاً مقدمة لناصر وعبدالله اللذين يؤكدان نجوميتهما عاماً تلو الآخر,, وسيبقيان كذلك مع طاش او مايؤازره.
الإخراج
كعادته المخرج عبدالخالق الغانم يحرص كثيراً على تحويل نصه الورقي الى حركي بواقعية الدراما، الواقعية دون المساس بقدرة الممثل,, وهذا يعتبر ضمن قدرات المخرج المؤهل لفنه,,ويتضح من الغانم عدم تحجيم الفنان بل يتيح له فرصة الحوار والابتكار ومواصلة الموضوعية التي تتاح ضمن حدود النص والحوار.
عبدالخالق مخرج قديم وقدير اكاديمي له من الاعمال العديد,, قدم صوراً من تحت الماء وصوراً جوية واخرى طبيعية على الارض,, لايبخل على ماينفذه,, ولكنه يقلص من ابتكاراته ليتيح الفرصة للاستثمار قادماً.
وقد تعامل هذا الفنان مع مسلسل طاش (7) بحرفية اكيدة وشوهد ذلك من خلال تحريك الممثلين وتنوع الزوايا والمواقع المتناسقة والمناسبة لطيات الاحداث ولم يبخل عطاءً تجاه العمل,, بل يجعل المتفرج متوقعاً لمفاجأة مختلفة في كل عمل من اعماله,, وهو العدل ان نؤكد لهذا الفنان بانه نَفَس الدراما المحلية يعطيها كما تعطيه ويأخذ منها كما تأخذ منه.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.