الفتيات بين فكي التلفاز والمجلات النسائية حاسبوا الكبار قبل محاسبة الصغار ,,,؟! |
* تحقيق : عذراء الحسيني
القراءة غذاء الروح,, كما الطعام غذاء الجسد ولكن نرى في الآونة الاخيرة ان القراءة لدى شباب اليوم بمن فيهن الفتيات اصبحت شبه معدومة والقليلات منهن اللواتي يرجعن الى بطون الكتب ليبحثن عن معلومة تفيدهن في المستقبل,, ويفضلن بدلا من ذلك قضاء الاوقات امام اجهزة التلفاز وعلى احسن الفروض في قراءة المجلات النسائية العامة التي لا تحمل الكثير من الفائدة.
تقول ريم الصالح (طالبة بالثانوي الاولى ) انا ممن يفضلن القراءة على مشاهدة التلفزيون لأنني اجني الفائدة الكبيرة من خلال قراءة الكتب التي تستهويني وخاصة العلمية مثل كتب الطب كما أفضل قراءة الكتب الادبية ودواوين الشعر والقصص البوليسية واخصص وقت المساء قبل النوم للقراءة.
اما عزوف بعض الفتيات عن القراءة فتقول ريم انه بنظري يرجع الى عدة اسباب منها عدم وجود الرغبة الذاتية للفتاة بالقراءة او لمجرد الامساك بكتاب معين لتصفحه وما يدور بداخله من مواضيع شيقة تشد اليها القارئ اذا بدأ يقرأها, او ان معظم الفتيات اليوم لا يهتممن بالقراءة ومعرفة ما هو جديد في عالم الكتب ويكون شاغلهن فقط هو الجري خلف صيحات وابتكارات الموضة ولازياء ونسبة قليلة هي التي نجدها تحافظ على القراءة وتعتبرها غذاء الروح والعقل وبالنسبة لربات البيوت او الامهات بشكل خاص فانهن لا يجدن الوقت الكافي للقراءة.
بلسم القلب
وتؤكد القارئة شيخة الخالد (طالبة بالمرحلة الثالثة متوسطه ) ان القراءة في حد ذاتها بلسم للقلب وغذاء كامل للعقل, وتقول: أنا تستهويني قراءة الكتب الدينية والثقافية والعلمية واخصص ساعة في اليوم للقراءة كما ارى ان عزوف بعض الفتيات عن القراءة يرجع لعدم تشجيع الاسرة للابناء في مجال القراءة والاطلاع رغم انها اهم مصدر لتثقيف الابناء في شتى مجالات الحياة, وبالنسبة للفتاة الجامعية فيرجع السبب في ذلك الى اكتفاء الطالبة بدراسة المناهج لديها وربما يرجع ذلك الى عدم الوعي بمدى اهمية الثقافة لدى الشخص نفسه,.
اما الطالبة إيمان الفهد( طالبة أولى ثانوي فتقول: كثيرا ما تستهويني قراءة الكتب المختلفة وخاصة الكتب التاريخية اضافة الى قصص التراث والشعر بشقيه النبطي والفصيح من بعض المجلات والصحف المحلية وعن السؤال الذي نبحث له عن اجابة والمتمثل في: لماذا لا نرى الفتاة تقرأ؟ اجابت إيمان: يرجع ذلك برأيي الى تأثير وسائل الاعلام وخاصة التلفاز حيث يشغل مساحة كبيرة من الوقت لدى بعض الفتيات على مدار 24 ساعة، إضافة الى ذلك نجد ان بعض الاسر وليس جميعها لا تشجع ابناءها على القراءة وشراء الكتب النافعة والمفيدة لهن, كذلك نرى ان بعض الفتيات لا يجدن تشجيعا ايضا من قبل المدرسة والجامعة, ولا ننسى ظهور عالم الانترنت والتحليق فيه لساعات طويلة.
دراسات ميدانية اجتماعية
وبعد ان استطلعنا آراء بعض الفتيات حول عزوف البعض عن القراءة نسلط الضوء على آراء بعض العناصر التربوية النسائية.
حيث تشاركنا اطراف الحديث الاستاذة عائشة ابراهيم الصويغ ماجستير لغة عربية ومدرسة بإحدى مدارس الرياض فتقول: علينا عندما نبحث في ظاهرة ان نتأكد من مدى صحتها وعليه فإن قضية او ظاهرة عزوف الفتيات عن القراءة يمكن تحليلها لعدة جزئيات والتأكد من كل جزئية قبل اصدار الحكم النهائي, اولا: ماذا نقصد بعدم الاقبال على القراءة هل هي قراءة المجلات، الصحف، روايات الجيب، الكتب الجادة من ثقافة وسياسة واقتصاد وادب، كتب الطهي والتجميل والصحة والمنوعات,, ام ماذا بالضبط؟
وفي هذا المجال لا يمكننا ان ننكر ان الفئات واقصد الفئة العمرية بين (13 18) سنة اي المرحلتين المتوسطة والثانوية,, ويمكن اضافة فتيات الجامعة ايضا الى هؤلاء يقرأن فعلا نوعيات معينة من هذه الكتب او المجلات التي ذكرتها، بدليل ان الصحف لها توزيع جيد بين طالبات الجامعة، وكذلك يلاحظ ان الفتيات من هذه الفئة يترددن على معارض الكتب لاقتناء نوعيات معينة تتناسب مع توجهاتهن او اهتماماتهن,, اما القراءات الجادة في مجالات الادب وقضايا السياسة والثقافة الانسانية والدراسات الاجتماعية، فهذه لا تتجه اليها اذواق الفتيات الا فيما ندر,, وتضيف الاستاذة عائشة: والاسباب كثيرة يمكن حصرها في درجة الوعي الذي يخلقه نوعية التعليم الذي يتلقاه الشباب والفتيات ونوعية التربية وظروف النشأة الاسرية ومقدار الترابط الاسري ووعي الوالدين ونمط المعلمين الذين يؤثرون في شخصية الطالب، وبرامج تشجيع القراءة في المدارس والمجتمع بشكل عام,, والنظرة العامة للقراءة واسعار الكتب ودور مكتبة المدرسة واولا واخيرا ميول الانسان نفسه.
وتؤكد الاستاذة عائشة بقولها,, لكنني هنا احب ان اؤكد على بعض الامور التي تحتاج للكثير من الاهتمام، اولها الدراسات الميدانية المتعلقة بظواهرنا الاجتماعية، وهذه يجب ان تخضع لمراحل البحث العلمي بجميع تقنياته، وان تقوم على التحليل الرقمي الاحصائي، فلا نطلق احكاما عامة ونتحدث عن ظواهر لا تستند الى ارقام وتحليل واقعي كظاهرة عزوف الفتيات عن القراءة, انا هنا اسأل عن عدد الدراسات التي قام بها اساتذة الجامعات ومراكز الابحاث والمعلومات حول هذه الظاهرة او اية ظاهرة اخرى فلا شيء يرتكز على احصائيات مع اننا حضارة صنعتها الارقام وساهمنا باكتشاف الرقم الاصعب والأهم فيها وهو الصفر.
واختتمت الاستاذة عائشة حديثها: اذاً لماذا تعزف الفتاة عن القراءة؟ سؤال يحتاج الى اثبات اولا بان هذه الظاهرة موجودة والى اي مدى وما مظاهرها، وبالتالي البحث في دلالاتها وآثارها، واظن بطريقة الحديث في العموميات فإن فتياتنا يقرأن ويقبلن على المجلات النسائية، وروايات الجيب وكتب الطهي والتجميل والصحة ومشاكل المراهقة.
اما الكتب الجادة فهذه لها حكاية اخرى ولا تتوفر للإنسان بسهولة وعلينا كجهات مسؤولة ان نسائل انفسنا ماذا فعلنا في اتجاه ان نجعل الشباب يقبلون على القراءة الجادة؟
والسؤال الأهم: هل يقرأ الكبار من المتعلمين واصحاب المراكز والوظائف حتى يقرأ الصغار؟
الاهتمام منذ الصغر
ومن الجهة التربوية نلتقي مع الاستاذة حصة عبدالله الحميد الاخصائية الاجتماعية بالمدرسة الرابعة والثلاثين الثانوية حيث تقول: ان الرغبة الكامنة في نفس الفتاة هي التي تدفعها للاطلاع والرغبة في القراءة, وان لم يكن لديها رغبة فلا يسمى ذلك عزوفا, واذا اهتممنا منذ البداية بالمرحلة الابتدائية وارشدنا الطالبة في هذه المرحلة الى المكتبة وبأهمية ما تقرأ من الكتب سيكون ذلك جزءا هاما في حياتها وستفرغ جزءاً من وقتها بعد ذلك للقراءة، فعند ذهابها للمكتبة يجب ان نكافئها ونشجعها على صنيعها, فتشكيل الطفل منذ صغره هو الهدف الاساسي من العملية التربوية وخاصة عندما يطلع على كتاب معين ويستفيد منه وتتابع الاستاذة حصة حديثها: اما الطالبة في المرحلة المتوسطة فندربها على كيفية كتابة واعداد بحث بمفردها في المواد الاجتماعية مثلا، بدلا من ان نحصرها مع مجموعة من الطالبات، ولكننا في نفس الوقت نحفز جميع الطالبات ونكافئهن على اعدادهن لبحث معين عن طريق تكريمهن امام زميلاتهن بطابور الصباح بالمدرسة، اضافة الى عمل او اقامة المحاضرات واصطحابهن الى معارض الكتب التي تقام، لاقتناء الكتب المفيدة والمتنوعة.
واختتمت السيدة حصة حديثها: نحن الآن بصدد عمل او إنشاء مكتبة صغيرة بكل صف في المدرسة,، وهذه البادرة واللفتة الطيبة جاءت من بعض الطالبات اللواتي يعشقن القراءة والاطلاع حيث جلبن بعض الكتب القديمة لديهن حتى تقرأ على نطاق الصف وهن يحملن الشهادة العلمية بيد والثقافة المتنوعة باليد الاخرى.
|
|
|