صمت العصافير أرض الإبداع ناهد سعيد باشطح |
*زقزقة:
(النفخ في الفلوت ليس عزفاً ينبغي تحريك الأصابع)
حكمة ألمانية
***
إذا تساءلنا عن الإبداع وجدنا بذور الموهبة لدى معظم الناس، ولكن السؤال الأهم هو عن الأرض والزارع.
اذ لا تنبت البذور ما لم يهتم الانسان بما منحه الله من قدرات متميزة, ويبحث عن الأرض الخصبة ويبذل الجهد الكبير للعناية بموهبته.
الإبداع مسؤولية والمبدع يشقى اذا لم تثمر بذوره.
وطريق الإبداع طويل ومليء بالأشواك.
هذه الرحلة الطويلة ما بين ايمان الانسان بموهبته وابرازها تحتاج إلى بيئة مناسبة, تماماً مثلما يحتاج النبات إلى عوامل عدة كي ينمو ويزهر.
على إنه يمكن التصديق بمقولة الموهبة تفرض نفسها لكنني أحبذ أن نرعى الموهبة باقتدار ولا نترك الأمر للظروف أو المصادفات، إذ إن من عوامل جدب الأرض العربية وقلة الخصوبة في انجاب المواهب والمبدعين هو عدم اتاحة الفرص لظهور الابداع في ظل وجود ارهاصات عدة واحباطات كثر يعاني منها الطفل العربي حتى قبل أن يكبر, بدءاً بالأسرة وانتهاء بالمؤسسات التعليمية, وفي هذا جزء من تفسير أسباب هجرة العقول العربية.
ذلك الطريق يبدأ منذ اللحظة التي يتعرف فيها المبدع على موهبته فيكون مسؤولاً عن تطويرها.
ثم يأتي دور من حوله ويلعب الحظ هنا دوراً كبيراً، فمن المبدعين من وجد التوجيه والصقل بالارشاد لموهبته ومنهم من واجه الصعوبات التي دفعت به الى الهروب.
ومن هنا فان تواجد الموهبة كبذور ليس صعباً ولكن صقل الموهبة والإبداع هو الطريق الدامي,
|
|
|