آل سعود تلك الشجرة الطيبة المباركة,, التي انبتها الله النبات الحسن,, ونصر الله بها الإسلام والمسلمين,, على قواعد راسخة من الدين الاسلامي الحنيف,, منذ اللقاء التاريخي,, الذي جمع تلك الاسرة الكريمة,, بالداعية الإسلامي الكبير,, الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب عام 1744م,, وآل سعود يواصلون الدعوة الاسلامية,, ويناصرونها في كل مكان من العالم,, حتى ثبت الله اقدامهم في الارض,, وبسط نفوذهم في الجزيرة العربية (المملكة العربية السعودية) بزعامة البطل المجدد والموحد,, الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه,, حتى أصبحت المملكة العربية السعودية,, بفضل الله سبحانه وتعالى,, ثم بفضل أبطال آل سعود,, الدولة النموذجية الوحيدة في العالم,, التي تنعم بالامن والرخاء، والازدهار,, بفضل العقيدة الاسلامية,, التي تلتزم بها وتدعو اليها,, وتحتل بموجبها المكانة المرموقة بين الدول وشعوب الارض قاطبة,, لما لها من اهمية ومكانة اسلامية وقيادة حكيمة,, اخذت على نفسها ميثاق العمل الدؤوب والمستمر,, في التنمية البشرية والتطوير الشامل,, ولا سيما في الخدمات الاسلامية الكبيرة,, للحرمين الشريفين,, في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد الرسول المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
هذه الرسالة التي حملها آل سعود,, بصدق واخلاص,, وآمن بها الملك الموحد,, عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود,, كانت هي الموروث الاول والمعتقد الثابت,, لأبنائه، واحفاده من بعده,, ملوكاً وامراء,, مسؤولين وغير مسؤولين,, ووفقاً لتلك التربية الاسلامية التي حرص الملك عبد العزيز طيب الله ثراه على تأصيلها في أبنائه,, وغرسها في نفوسهم، وتمثيلها في اعمالهم واقوالهم,, انطلق آل سعود كل من موقعه,, وكل من مركزه,, وكل من مكانته الاجتماعية,, في دروب الأعمال الخيرية والانسانية في كل الاتجاهات,, وعلى جميع الجوانب الانسانية التي يأمر بها ديننا الحنيف,, ويوجه اليها رسولنا الكريم,, لترجمة تلك المعتقدات والتوجيهات السماوية,, الى افعال وأعمال مؤثرة وفاعلة في الوطن، وفي العالم العربي، والمجتمعات الاسلامية في مختلف انحاء العالم، وشواهد ذلك كثيرة,, واكثر من أن تذكر في عجالة سريعة,, أو مقالة قصيرة,, كهذه الخاطرة,, العابرة,, التي دعاني اليها,, النشاط الملحوظ والعمل الدؤوب,, الذي عرفته عن احد ابرز امراء البيت السعودي الكريم,, صاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبد العزيز,, في الكثير من الاعمال الانسانية التي تركها تتحدث عن نفسها,,ويتحدث بها شهود الله في الارض.
فسمو الأمير طلال,, أمد الله في حياته، ومتعه بالصحة والعافية,, كأحد الامراء البارزين في الاعمال الإنسانية,, كانت لسموه الكريم,, مواقف انسانية مشرفة,,وصفحات تاريخية خالدة,, وله دوائر تنفيذية متخصصة تترجم افكار سموه وتحولها من الأقوال الى الأفعال,, وتترجمها الى واقع انساني مؤثر في الافراد والجماعات, داخل المملكة العربية السعودية وخارجها,, ولعل من ابرز نشاطات هذا الأمير الفذ برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الانمائية الذي تأسس عام 1981م بمبادرة من سموه الكريم ودعم وتأييد من قادة دول الخليج العربية,, التي تشكل عضويته وتساهم في ميزانيته,, ويعنى هذا البرنامج بالاغاثة الدولية,, ودعم جهود التنمية البشرية في الدول النامية,, في كثير من المجالات التنموية,, وخاصة الطفولة والأمومة وقد ساهم هذا البرنامج في دعم وتمويل اكثر من 580 مشروعاً انسانياً,, وتركزت تلك المشروعات في قطاعات التعليم، والتدريب، والصحة، والإغاثة، والبناء المؤسسي، في اكثر من 125 دولة من دول العالم النامية, بتكلفة اجمالية بلغت اكثر من مائتي مليون دولار امريكي,, قدمت من خلال هذا البرنامج, كما ورد في احدى النشرات الصادرة عن المكتب الاعلامي في البرنامج,, وكل ذلك كان بمتابعة مستمرة,, وعمل دؤوب من قبل صاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبد العزيز حفظه الله.
هذا على الصعيد الرسمي للعمل المؤثر,, لتحقيق الأهداف الانسانية النبيلة التي يعمل سموه الكريم من أجل تحقيقها ليلاً ونهاراً,, مستلهماً ذلك كله من هاجس الحس الانساني والديني والوطني,, والرغبة الذاتية في اعمال البر والتقوى,, والتعاون والتواصل,, الذي نشأ عليه,, وتعلمه بمدرسة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه,, غير انني أعرف ومن مصادر مؤكدة,, ان لسموه الكريم,, أعمالاً انسانية جليلة,, غير منظورة,, ومنها على سبيل المثال: المقررات السنوية,, والقواعد الشهرية,, للعديد من الاسر المحتاجة وكذلك المساعدات الفورية التي يقدمها شخصياً للمحتاجين والضعفاء والمساكين,, إيماناً واحتساباً لوجه الله سبحانه وتعالى, وهو لا يرجو من وراء ذلك جزاء ولا شكوراً,, الا من الخالق عز وجل,, وتحضرني الآن,, واقعة تاريخية مؤثرة,, كان بطلها سموه الكريم,, فعند انشاء (صندوق التنمية العقارية) في أواخر التسعينات الهجرية,, قام يحفظه الله بتخطيط الجزء الاكبر من مزرعة (الفاخرية) التي يملكها,, ويسكن فيها حتى الآن,, قام حفظه الله بتخطيطها وتوزيعها (مجاناً) على الكثيرين من المواطنين المحتاجين,, من المنتسبين لدوائره وغير المنتسبين,, ممن لا يملكون القدرة على شراء الأرض للبناء عليها,, وقدموها للبنك,, ودعمهم لدى صندوق التنمية,, حتى تمكنوا من البناء والسكن,, وهم الآن ينعمون بعطاءات هذا الامير الانسان,, في مساكن مريحة الى جوار مساكن سموه,, في منطقة لا احد يجهل قيمتها الشرائية ومكانتها السكنية.
هذه الخواطر والذكريات,, تداعت الى مخيلتي,, وأنا اقرأ في العدد (11507) من صحيفة الرياض الصادر يوم 18/9/1420ه عن تبرع سموه الكريم,, كمساهمة من البرنامج الذي يرأسه,, بمبلغ مائة وخمسين الف دولار امريكي,, مساعدة اغاثية لضحايا فيضانات فنزويلا,, وزلازل الجزائر,, حيث يأتي هذا التبرع امتدادا لدور البرنامج ومواقفه الانسانية,, في الظروف القاسية,,, لتخفيف معاناة المنكوبين في مختلف انحاء العالم,, وهذا بلا شك ثمرة من ثمار العطاءات السعودية,, ونموذجاً مشرفاً للمساعدات التي تقدمها المملكة العربية السعودية,, بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يحفظه الله,, للاشقاء العرب والمسلمين,, وللانسانية اجمع في جميع انحاء العالم,, وفقاً لمبادئها الاسلامية وسياستها الحكيمة,, في مد يد العون والمساعد للمعوزين والمنكوبين والمحتاجين في كل مكان من العالم، وشواهد الانجازات السعودية في جميع هذه المجالات، مشهودة ومعروفة لكل من وهبه الله البصر، وصدق البصيرة,, سواء أكان ذلك على الصعيد الرسمي,, أو على الصعيد الشعبي,, وكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى,, ثم بفضل الدين الاسلامي والتربية الاسلامية,, التي غرس بذورها,, وسقاها بالصدق والايمان,,زعيم هذه الأمة,, وقائدها المجدد والموحد,, الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود,, طيب الله ثراه واسكنه فسيح جناته، وأدام لنا وللأمة العربية والاسلامية,, تلك النخبة المباركة من ابنائه واحفاده,, وفي طليعتهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي عهده الامين وسمو النائب الثاني,, والأسرة المالكة الكريمة والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.
* كاتب ورئيس تحرير سابق