عززت الأقوال التي صدرت من دمشق والتي أفادت بأن الجولة الثالثة من محادثات السلام مع إسرائيل التي كان مقررا ان تعقد اليوم قرب واشنطن لم يتقرر موعدها بصفة مؤكدة بعد,, عززت ما ذهب اليه الكثير من المحللين العرب بأن ليس كل ما جاء في ورقة العمل الامريكية مقبولا للسوريين فالحديث عن موعد محادثات الجولة الثالثة جاء بعد محادثة هاتفية بين الوزير الشرع ونظيرته الامريكية يوم الاثنين.
ورغم ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية أكد بأن موعد بدء المحادثات لن يتغير، إلا ان الشكوك تراود الكثيرين حول هذا التأكيد، وهذا ما يشير الى ان دمشق التي تحدثت مصادر إعلامية عديدة بأنها تجري تعديلات على وثيقة العمل الامريكية غير متعجلة لعقد جولة جديدة من المفاوضات لا تحقق الغرض الذي من أجله تعقد المفاوضات.
وحسب ما تداولته تلك المصادر، فإن التعديلات السورية تركز على جوهر المفاوضات وتصحيح مفهوم أولويات المفاوضات، وهو الانسحاب الكامل من الأراضي السورية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967، وعلى عدم بقاء اي من المستوطنات الإسرائيلية.
ويستند السوريون في ذلك الى ان هذين البندين قد حسم امرهما في المفاوضات السابقة التي تمت في عهدي حكومتي اسحاق رابين وشيمون بيريز التي توقفت عام 1996، وبما ان المفاوضات الحالية استؤنفت على أساس ما انتهت عليه تلك المفاوضات فإن الأولوية في المفاوضات الحالية يجب ان تقتصر على ترسيم خط الرابع من حزيران عام 1967 وإعلانه حدودا دولية نهائية.
وأشارت صحيفة السفير عند نشرها للتعديلات السورية بأن توقيع الاتفاق النهائي سيتزامن مع توقيع لبنان وإسرائيل على اتفاق سلام بينهما، والى وجود نص صريح في التعديلات السورية على إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وعلى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من كافة أسلحة الدمار ، نووية او كيماوية او بيلوجية.
اما بالنسبة لتشغيل محطة الإنذار المبكر والتي ستقام على جبل الشيخ لمدة خمس سنوات فتشير التعديلات السورية الى وجود طرف ثالث اضافة الى الامريكيين والسوريين والطرف الثالث ليس فرنسا تحديدا كما تشير وثيقة العمل الامريكية التي تطلب وجودا اسرائيليا مرفوضا من السوريين.
وهكذا تظهر التعديلات السورية ان مبدأ الانسحاب اولا وإزالة آثار العدوان من مستوطنات او غيرها هو الأساس، كما أن وجود اطقم تشغيل إسرائيلية تعمل في الأراضي السورية اقتراح مرفوض لا يقبل السوريون حتى مجرد مناقشته لأنه إخلال بالسيادة.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com