كونها القدوة ومحط أنظار أطفالها آراء وتوجهات نسائية حول ضرورة ربط حزام الأمان بالسيارة |
* تحقيق : مريم شرف الدين
الاحصاءات الصادرة عن الولايات المتحدة أكدت على أن استخدام حزام الأمان لديهم ساهم في خفض نسبة الوفيات والاصابات الخطيرة في المقاعد الأمامية من 40 55% نتيجة تطبيقهم لهذا النظام بينما انخفض هذا المعدل بالنسبة للمقاعد الخلفية من 20 50% كما أكدت احدى الدراسات الأخرى أنه في حالة تصادم سيارة تسير بسرعة 49 كيلومتراً في الساعة فإن الطفل الذي يجلس في المقعد الأمامي سيدور بشكل محوري ليرتطم بعد ذلك برأسه في اقل من ثانية بلوحة التحكم وبسرعة تعادل سرعة السقوط من مبنى مكون من ثلاثة طوابق, كما سيؤدي ارتفاع معدل استخدام حزام الأمان في حالة إذا وصلت هذه النسبة إلى 25% إلى تقليل التكلفة السنوية الناتجة عن الحوادث المرورية في المملكة بحوالي 500 مليون ريال، وفي حالة الاستجابة لتطبيق هذا القانون إلى نسبة 75% فإن هذا سيساعد على توفير (1,7 بليون ريال سنويا) نتيجة تلافي التكلفة الناتجة من الخسائر السنوية عن هذه الحوادث وفق دراسة استخدام حزام الأمان ووسائل التثبيت الأخرى للأطفال داخل المركبات بالمملكة العربية السعودية التي أصدرتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (اللجنة الوطنية لسلامة المرور),,ولكن المرأة هل هي في حاجة للتعامل مع هذا النظام؟ وإلى أي مدى من الممكن أن تلتزم بتطبيق ربط حزام الأمان؟ وهل الاناقة والشكليات أو تأثير المظهر العام من الممكن أن يؤدي إلى عدم الالتزام به؟,هذه التساؤلات قمنا بطرحها على عدد من الأخوات المواطنات,, للتعرف على مرئياتهن حولها والتأثيرات الايجابية التي من الممكن أن تنتج من اهتمامنا كمواطنين وتجاوبنا مع هذا القرار.
مسلك حضاري سبقنا إليه الآخرون
قالت الأستاذة أمل القحطاني,, المعلمة في الثانوية الخامسة بجدة: القرار في حد ذاته صائب وبالتالي فإن فكرة تطبيق نظام الالتزام بحزام الأمان بالنسبة لقائدي السيارات فكرة ايجابية, وستكون لها تأثيراتها الكبيرة في الحد من الحوداث,, التي مازالت تتزايد نتيجة تصرفات بعض السائقين الرعناء وأعتقد أن تطبيقنا لهذا النظام من الممكن أن نستشف ونتلمس النتائج المعقودة عليه,, حسب نسبة الحوادث أو الاصابات التي من الممكن أن تنتج عنها وأعتقد أنه كلما انخفضت نسبة هذه الاصابات,, كلما كان يعني أن تطبيقنا كان صحيحاً وفق الخطة التي رسمها المسؤولون.
أيضاً ينبغي علينا ألا نتجاهل أن كل دول العالم سبقتنا بتطبيقه وبالتالي لن نكون أول ناس ينبغي عليهم الاهتمام بهذا السلوك الحضاري الذي سيقودنا إلى تحقيق السلامة والمحافظة على أرواحنا.
وبالنسبة لي,, وحتى وان كان تقيدي به والتزامي بتطبيقه لم يكن بالأمر الجديد إلى أن تعاملي مع حزام الأمان يجعلني أشعر بشيء من الاختناق والمضايقة,, ولا يمكنني أو ليس بمقدرتي تطبيقه إلا حسب سرعة السيارة وفي الخط السريع,, وكلما ازدادت سرعة السيارة كلما تطلب مني ذلك الاهتمام أكثر بحزام الأمان لكن ربما مع التعود والالزام الاجباري سوف يجد الانسان نفسه لا شعورياً يقوم بربط الحزام.
كما أعتقد أن الأمر بالنسبة للأطفال الصغار يعتبر في غاية الأهمية,, ويحتاج إلى متابعة من الآباء والأمهات.
لنكن قدوة لأطفالنا:
الفنانة التشكيلية الهام جان قالت من جانبتها: من المؤكد أن القرار الذي سبق وأن صدر حول تطبيق النظام الخاص بحزام الأمان,, تم اصداره لمصحلة الفرد أولاً وللمصلحة العامة أيضاً ولذلك أعتقد أن تعامل الانسان مع أي نظام سواء بتطبيقه للنظام الحالي أو غيره من الأنظمة الأخرى سيعود بالفائدة والخير لمصلحة الجميع.
وفي هذا السياق يمكنني القول:
باعتبار أنه سبق لي وأن عشت خارج المملكة في عدد من الدول الأوروبية فقد لاحظت أن بريطانيا ربما تعتبر هي الدولة الوحيدة التي تشدد على تطبيق حزام الأمان,, ووضع مخالفة ودفع غرامة للراكب إلى جوار السائق في حالة عدم تقيده أيضاً بربط الحزام.
أيضاً لهذا النظام كما أعتقد فوائده بالنسبة للأمن والسلامة من ناحية والتخفيف من حدة حوادث المرور والمحافظة كذلك على أرواح وسلامة العامة ولذلك أتمنى أن يحظى هذا القرار باهتمام وتعاون الجميع ولا بد من استشعار هذه المسؤولية والتقيد بها وليس فقط بالنسبة للقرار الخاص بربط حزام الأمان فحسب وانما تجاه كافة الأنظمة التي توفر لنا سبل الأمن والسلامة وتجعل الانسان يشعر بالطمأنينة أينما كانت وجهته في هذا الوطن لأنني عندما أقول هذا فيأتي هذا نظراً للحوادث الكثيرة التي واجهتني في جدة.
وهذا بالطبع ما يتطلب منا كنساء سعوديات الالتزام والموافقة على اتباع هذا النظام,, وإن كنت أعتقد أن المرأة ربما سينتابها بعض الحرج في الأيام الأولى ولكن مع التعود سوف تتقيد به بدون مطالبة أي أحد لها بذلك بل وينبغي عليها عدم الشعور بالخجل أو تجاهل دورها كأم أو باعتبارها القدوة لأطفالها لأنها حتى في حالة التشديد عليهم للالتزام بربط الحزام,, في حالة عدم تقيدها هي بذلك فحتماً سينعكس عليهم بشكل غير ايجابي,, وهنا لابد لها من أن تفكر في الأمان الذي من الممكن أن تحققه هي بعد إرادة الله سبحانه وتعالى من خلال هذا الحزام وطالما من الممكن أنه سيعود عليها بالفائدة سواء لها أو الأخرى ولأفراد المجتمع,, وباعتبارنا نمثل جزءاً من هذا المجتمع أعتقد أن الفرد الذي لا يتفاعل أو يبدي أي تعاون مع أنظمة البلد الذي يعيش فيه لا يوجد لديه اي شعور بالانتماء.
اعقلها وتوكل على الله
وقالت السيدة خديجة سعيد فارسي في الحقيقة لابد لنا كمواطنين ومواطنات من مباركة هذه الخطوة لأنه من المهم جداً الالتزام بتطبيق هذا النظام وخصوصاً في حالة عندما يتلمس الانسان اثره الايجابي لأن ابني قد تعرض لحادث مروري ونتيجة هذا الحادث انقلب به الجيب الذي كان يستقله 3 مرات والحمد لله ربنا لطف وسلم وأعتقد أنه لو لم يقم بربط الحزام قبل أن يستقل السيارة لكانت الاصابة أكثر وطبعاً السلامة من الله سبحانه وتعالى إلا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: اعقلها وتوكل وأما بالنسبة لي كمرأة فلا بد من اتباع هذا النظام والتقيد به لأنه بعد الله سبحانه وتعالى من الممكن أن يوفر لنا الحماية وبالعكس عندما استقل السيارة دائما أقوم بتنبيه السائق والخادمات لربط الحزام في حالة عندما يكونون بصحبتي أو في حالة إذا كانوا بمفردهم بصحبة السائق لأن حزام الأمان أو حتى محاولة تطبيقنا لهذا النظام كما سبق وأن ذكرت يبقى فيه نوع من الأمان سواء لقائد المركبة,, ولكل من معه في هذه المركبة مما سيؤدي إلى انخفاض نسبة الاصابات التي من الممكن أن تنجم عنها.
الأيام كفيلة بتعويدنا النظام
السيدة نجاة أحمد المالكي أشارت إلى أن تطبيق هذا النظام هو الحل الأفضل والأسلم نظراً لانه سيكون له دور في توفير جزء كبير من الأمان بالنسبة للأطفال والأسرة نفسها لأن ركوبهم للسيارة سيكون بشكل منظم وعدم تحرك الأطفال أو قيامهم باي حركات داخل السيارة بالشكل الذي من الممكن ان يودي بحياتهم أو ارباك رب الاسرة أو السائق أثناء القيادة.
وهذا ما يجعلني بالطبع أتمنى من الجميع الاهتمام بجدية الالتزام,, وحتى وان لم يسبق لنا التعود عليه إلا أنني أعتقد طالما أن التطبيق سيكون هنا إلزاميا فنحن على يقين أنه حتما سيعود علينا بالفائدة وفي تقديري إذا حاول الانسان الزام نفسه بشيء من الجدية فإن أمر التعود عليه سيبقى سهلا ,, ومن المؤكد سوف يواظب ويستمر عليه ويبقى مصاحبا له, لأنه في الحقيقة قد تمر احياناً بعض المواقف علينا أما أن تتوقف السيارة بصورة مفاجئة نتيجة لتوقف السيارة التي امامنا,, أو التي من الممكن أن ترتطم بسيارتنا من الخلف, ومن الممكن نتيجة هذا التوقف لا بد من الاصابة ببعض الكدمات أو الجروح أو السقوط أحياناً على أرضية السيارة أو حتى تطاير الزجاج الأمامي في حالة إذا ما كانت الصدمة قوية وبالتالي فإن المرأة الواعية ينبغي عليها أو أن الأمر يتطلب منها مع التزامها حتى في حالة عدم التزام الزوج بربط حزامه عندما تكون معه فلا بد لها من محاولة تذكيره بتطبيق هذا النظام لأن اصداره أو اهتمام المسؤولين لم يكن بغرض العبث وإنما لصالحه هو ومن أجل المحافظة على حياته وباعتباره الشخص الأكثر ارتباطاً بالطريق وملازمته للسيارة في ذهابه للعمل أو قضاء شؤونه المنزلية ,,الخ,, حتى في حالة لو استغرق هذا منا وقتا أطول إلا أن ثماره ستعود علينا بالفائدة,.
كما التقينا بالسيدة أمل راشد التي أعربت عن تفاؤلها الكبير بتطبيق هذا القرار وعن سعادتها به وتأكيدها على أنه يعتبر من القرارات الضرورية التي تتطلب أو تحتاج من كل مواطن الالتزام خاصة وأن ربط الحزام سيساعدنا كثيراً في تلافي أخطاء الطريق وتوفير سبل السلامة لاطفالنا.
ولذلك أعتقد بأن التزام الأب أو الأم بتطبيق حزام الأمان وضرورة تذكيرهم لاطفالهم به ,, لأن الأم القدوة من وجهة نظري تلعب دوراً كبيراً في ترسيخ الكثير من السلوكيات في نفس اطفالها لكن كيف ستكون القدوة عندما يهمل الاب أو الأم هذا السلوك أو في حالة عدم اتباعهما له وهذا حتماً سيدفعهم إلى تجاهل أمر ربط حزام الأمان وغيره من الأمور الأخرى.
ولذلك لا بد لي كزوجة من تقديم النصح للزوج وتوضيح أهميته له ايضاً ولأن معظم دول الخليج بدأت بتطبيقه وسبقتنا أيضاً في ذلك دول كثيرة.
وبالتالي لا بد من التشديد هنا على الالتزام به حتى المرأة ينبغي عليها أن تطبقه والالتزام به في اي سيارة تستقلها لأن الايجابيات كما أعتقد بإذن الله ستكون أكبر من تهاوننا به والتخفيف من الاصابات التي من الممكن أن نتعرض لها.
إضاءة
أعتقد أن التقيد بربط حزام الأمان لن يساوي الشيء الكثير إزاء تعنت البعض وعدم الالتزام به أمام أرواحنا التي من الممكن أن تزهق أو تذهب سدى نتيجة عدم تفادينا لاي من المسببات التي قد تحقق لنا سبل السلامة وليتنا نعي حجم هذه المسؤولية وتقديم بعض التنازلات حتى نستطيع أن نصل إلى بر الأمان ونكون أهلاً للتجاوب مع الأنظمة التي لم يفكر ولاة أمرنا بسنها ,, سوى لمصلحتنا وحرصهم على سلامتنا,, وبالتالي فإن التقيد بربط الحزام,, فيه مخاطبة للحس العام للسائق,, وروحه الاجتماعية وانتمائه الوطني وحافز له أيضاً للتقليل من نسبة الخسائر,, وليتنا نستوعب هذه المعادلة.
|
|
|