* نيقوسيا أ,ف,ب
ستكون المنافسة ثلاثية في المجموعة الاولى في نهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم المقررة في غانا ونيجيريا معا من 22 كانون الثاني/ يناير الحالي الى 13 شباط/ فبراير المقبل بين غانا مستضيفة البطولة والكاميرون وساحل العاج في حين تسعى توغو الى تحقيق المفاجأة وقلب التكهنات.
غانا
إذا كانت غانا فرضت سيطرتها على مستوى فئتي الشباب والناشئين ليس فقط على الصعيد الافريقي بل العالمي ايضا فالحال ليست كذلك في المنتخب الاول الذي احرز آخر لقب له في البطولة قبل 18 عاما عندما توج بطلا في ليبيا عام 1982م كما انه حل ثانيا ثلاث مرات آخرها عام 1992م,وتسعى غانا إلى الاستفادة من استضافتها على أرضها وأمام جمهورها لتلميع صورتها بعد ان خفت بريقها في البطولة الاخيرة في بوركينا فاسو اثر ظهورها المتواضع الذي جعلها تحتل المركز الثاني عشر، وهو أسوأ ترتيب للغانيين في النهائيات الافريقية,وكانت غانا التي تحمل الرقم القياسي من حيث عدد الالقاب الى جانب مصر (4 مرات) بدأت البطولة الحادية والعشرين بقوة بفوزها على تونس أحد ابرز المرشحين للفوز باللقب 2/صفر لكنها سقطت امام توغو 1/2 ثم امام الكونغو الديموقراطية صفر/1 وبالتالي خرجت خالية الوفاض من الدور الاول.
وطموح الغانيين هذه المرة اكبر بكثير فهم يسعون الى احراز اللقب الافريقي للمرة الخامسة في تاريخ النهائيات (رقم قياسي) في غياب ابرز نجومهم الذين صنعوا امجاد المنتخب في السنوات العشر الاخيرة ابرزهم لاعب الوسط عبيدي بيليه الذي اختير أفضل لاعب في القارة الافريقية ثلاث مرات والمهاجم الهداف انطوني ييبوا.
ولم يبتسم الحظ لغانا سنوات 92 و94 و96 على التوالي حيث خسرت النهائي في الاولى امام ساحل العاج وخرجت امام ساحل العاج بالذات في ربع نهائي الثانية، وامام جنوب افريقيا في نصف نهائي الثالثة.
وتعول غانا على مدافع بايرن ميونيخ الالماني صامويل كوفور ولاعب وسط فولفسبورغ الالماني تشارلز اكونور، الوحيد بين اللاعبين الذين أحرزوا مع المنتخب برونزية الالعاب الالومبية عام 1992 في برشلونة.
وإذا كان عبيدي بيليه خرج خالي الوفاض من البطولة الحادية والعشرين واعتزل اللعب دوليا ليتابع مسيرته الاحترافية في الامارات فانه ترك مكانه لشقيقه كوامي اييو مهاجم سبورتينغ لشبونة البرتغالي.
واييو هداف من الطراز الرفيع ويملك مؤهلات فنية عالية تخوله قلب نتيجة المباراة في اي وقت من الاوقات وهو سيشكل الى جانب زميله اوغوستين اهينفول (بوافيستا البرتغالي) القوة الضاربة في خط هجوم اصحاب الارض.
ولتحفيز اللاعبين قرر الاتحاد الغاني منح 21 ألف دولار لكل لاعب في حال الفوز باللقب.
ويؤكد مدرب المنتخب الايطالي جوزيبي دوسينا لاعب منتخب ايطاليا قبل قرنين انه يملك خزانا من اللاعبين المحترفين القادرين على الذهاب بعيدا في النهائيات والظفر باللقب، بيد انه حذرهم من مغبة الاستخفاف بالخصوم والافراط في الثقة,وستكون مهمة الغانيين صعبة كثيرا خصوصا في مباراة الافتتاح ضد الكاميرون فيما سيحاولون الثأر لخسارتهم امام ساحل العاج في نهائي 92 وربع نهائي 94 وأمام توغو في الدورة السابقة.
واستغلت غانا تأهلها المباشر إلى النهائيات باعتبارها البلد المنظم، وانصبت على الاستعداد الجيد للبطولة، فخاضت خمس مباريات ودية فازت في اثنتين وتعادلت في مثلهما وخسرت واحدة,وفازت غانا على جامايكا 2/1 في أكرا (سجلهما تيتيه واماندو) وعلى مصر 2/1 في القاهرة (اهينفول وكوامي ابيو) وتعادلت مع نيجيريا صفر/صفر في لاغوس ومع اليونان 1/1 في سالونيك (تشارلز اكونور) وخسرت امام تونس صفر/2 في تونس,وتشارك غانا في النهائيات للمرة الثالثة عشرة وسبق لها ان خاضت 49 مباراة فازت في 29 وتعادلت في 19 وخسرت 10 سجلت 72 هدفا ودخل مرماها 42 هدفا.
الكاميرون
يعتبر المنتخب الكاميروني احد المنتخبات المرشحة لمنافسة غانا وساحل العاج على بطاقتي المجموعة المؤهلتين الى الدور ربع النهائي.
ويستقطب منتخب الكاميرون اهتماما كبيرا اينما حل وارتحل وذلك يعود إلى النجاحات التي حققها في مونديال ايطاليا 1990 بفضل مهاجمه الثعلب روجيه ميلا عندما هزمت الارجنتين حاملة اللقب في المباراة الافتتاحية ثم باتت اول دولة افريقية تبلغ الدور ربع النهائي حيث خسرت بصعوبة امام انكلترا العتيدة وبعد تمديد الوقت,وتشارك الكاميرون في النهائيات للمرة الحادية عشرة وقد لعبت 41 مباراة فازت في 20 وتعادلت في 13 وخسرت 9 وسجلت 55 هدفا ودخل مرماها 38 احرزت اللقب مرتين عامي 84 و88م,ويسود تفاؤل كبير لدى الكاميرونيين الذين بلغوا الدور ربع النهائي في الدورة الماضية قبل ان يخسروا أمام الكونغو الديموقراطية صفر/1 ومن المنتظر ان يقفوا ندا أمام غانا وساحل العاج,وعانت الكاميرون الامرين منذ بلوغها المباراة النهائية للمسابقة الافريقية في الثمانينيات ثلاثة مرات متتالية (84 و86 و88) أحرزت خلالها اللقب مرتين (84 و88)حيث حلت خامسة عام 90 ورابعة عام 92 وفشلت في بلوغ النهائيات عام 94 قبل ان تحل عاشرة في 96 وتبلغ ربع النهائي عام 98,وكالعادة واجه منتخب الاسود غير المروضة الذي يدربه الفرنسي بيار لوشانتر صعوبة كبيرة في بلوغ النهائيات.
وقد ساهم الغاء نتائج غانا اثر منحها شرف استضافة النهائيات مع نيجيريا بدلا من زيمبابوي، بشكل كبير في تعزيز حظوظ الكاميرون التي تصدرت المجموعة الافريقية الاولى بعدما كانت مهددة بعدم بلوغ النهائيات بعد نتائجها المخيبة في الجولتين الاولى والثانية اثر خسارتها امام ضيفتها غانا 1/3 وتعادلها مع مضيفتها ارتيريا الضعيفة صفر/صفر.
وحلت الكاميرون اولى برصيد 10 نقاط (3 انتصارات وتعادل واحد) متقدمة على كل من اريتريا (4) والموزامبيق (3),وتتركب تشكيلة المنتخب الحالي من المحترفين الذين بلغ عددهم 20 لاعبا ولا يوجد ضمن ال22 سوى لاعبين محليين هما حارس مرمى كوتون سبور حميدو سليمانو ولاعب وسط يونيون دوالا اساما اتوبا.
وتملك الكاميرون لاعبين متألقين في مقدمتهم الهداف باتريك مبوما (كالياري الايطالي) والمهاجم جان ديزيريه جوب (لنس الفرنسي) والمدافع ريغوبرت سونغ (ليفربول الانكليزي) ولاعب الوسط مارك فيفيان فوي (وست هام الانكليزي),ومن ابرز الغائبين حارس المرمى المخضرم جاك سونغو حامي عرين ديبورتيفو كورونا الاسباني بعدما رفض الاخير الترخيص له للالتحاق بمنتخب بلاده.
ويبدو المدرب لوشانتر (49 عاما) متفائلا برغم تواجد الكاميرون في ثاني اقوى مجموعة في النهائيات بعد المجموعة الرابعة التي تضم منتخبات المغرب ونيجيريا وتونس وجمهورية الكونغو، وقد أوضح ان بامكانه اختيار اللاعب المناسب في المركز المناسب,واقتصرت الفترة الاعدادية للكاميرون في فرنسا على خوض مباريات ودية مع الاندية المحلية ففازت على ستراسبورغ 1/صفر وعلى سانت اتيان 3/صفر وتعادلت مع باريس سان جرمان 1/1 ومع لنس 1/1, وتعادلت الكاميرون مع بوركينا فاسو 2/2 في 11 الحالي في واغادوغو.
ساحل العاج
دأب منتخب ساحل العاج الملقب بالفيلة على المشاركة في نهائيات كأس امم افريقيا بانتظام منذ العام 1984 ونجحت في احراز لقبها الاول والاخير حتى الان عام 1992م في السنغال بعدما تغلبت على غانا في المباراة النهائية بركلات الترجيح 11/10 (الوقتان الاصلي والاضافي صفر/صفر),وشهدت البطولة تألق حارس المرمى الان غوامينيه (تولوز الفرنسي) الذي حافظ على نظافة شباكه لمدة 5 مباريات وصنع فوز منتخب بلاده باللقب بتفننه في التصدي لركلات ترجيح عدة.
وستحاول ساحل العاج تعويض اخفاقها في البطولة الاخيرة عام 1998 عندما خرجت من الدور ربع النهائي لخسارتها امام مصر بركلات الترجيح 4/5 بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل السلبي.
وكانت ساحل العاج ظاهرة البطولة الاخيرة وقدمت عروضا جيدة جعلت المتتبعين يرشحونها إلى احراز اللقب, وتغلبت ساحل العاج على ناميبيا 4/3 ثم تعادلت مع جنوب افريقيا 1/1 قبل ان تسحق انغولا 5/2.
وتعول ساحل العاج على المهاجمين إبراهيم باكايوكو (مرسيليا الفرنسي) وحامد موديبو ديالو (لوهافر الفرنسي) والاخير توج هدافا للتصفيات برصيد 3 أهداف وعلى حارس المرمى المخضرم الن غوامينيه، بالاضافة إلى بونافونتور كالو (فيينورد الهولندي) وتشيريسوا غويل (سانت اتيان الفرنسي) واوليفييه دونالد سي (راسينغ باريس الفرنسي).
وتركيبة المنتخب العاجي بقيادة المدرب المحلي مارتن غبونكيه تيا اغلبها من المحترفين في اوروبا والبالغ عددهم 15 لاعبا مقابل 7 لاعبين محليين علما بأن المدرب استبعد لاعب وسط بارما الايطالي ساليو لاسيسي في اللحظة الاخيرة لسوء سلوكه في حين تم الاستغناء عن خدمات القائد السابق جويل تييه المحترف في الامارات.
وتشارك ساحل العاج في النهائيات للمرة الرابعة عشرة وقد خاضت 50 مباراة فازت في 20 وتعادلت في 12 وخسرت 18 سجلت 72 هدفا ودخل مرماها 59.
ولعبت ساحل العاج اربع مباريات ودية اعدادية للبطولة فخسرت امام الغابون صفر/1 وأمام السنغال صفر/3 قبل ان تفوز على بوركينا فاسو 3/1 وعلى مصر 2/صفر.
توغو
تشارك توغو في النهائيات للمرة الثانية على التوالي والرابعة بعد أعوام 72 (سادسة) و84 (ثامنة) و98 (ثالثة عشرة) خاضت خلالها 9 مباريات فازت في واحدة وتعادلت في 3 وخسرت 5 مباريات، سجلت 9 أهداف ودخل مرماها 19 هدفا.
وتسعى توغو الى مفاجأة خصومها وقلب اوراق المجموعة بغية المنافسة على الاقل على البطاقة الثانية في المجموعة وقال مدربها الالماني غوتلييب غولر: ليس من المستحيل التغلب على ساحل العاج في المباراة الاولى وهي التي سترفع من معنوياتنا للعب المباراتين المتبقيتين ضد الكاميرون وغانا,وأضاف ان المباراة الاولى ستسهل مهمتنا خصوصا واننا لا نخاف ايا من المنتخبات الثلاثة، وقد تغلبنا على منتخب البلد المضيف 2/1 في البطولة السابقة,وكان الفوز هو الاول والاخير لتوغو منذ مشاركتها في نهائيات المسابقة الافريقية.
وتعقد توغو امالا كبيرة على مهاجم اينتراخت فرانكفورت الالماني بشيرو سالو، الذي كان اعرب في وقت سابق عن عدم مشاركته مع منتخب بلاده بسبب سوء معاملته من قبل بعض المشجعين خلال زيارته للعاصمة التوغولية لومي,ومن دون شك ان تواجد سالو في الخط الهجومي للمنتخب سيعطي دفعا معنويا لجميع زملائه,ويحترف اغلب لاعبو توغو في سويسرا في مقدمتهم لاعبي الوسط تادجو سالو ولانتام وادجا (سرفيت جنيف) وياوو كاكا ازياوونو (سيون) وابيبو دشاغناو (بال) وعبدالقادر كوبادجا (لوغانو),ولم يكن تأهل توغو سهلا لانه واجه منتخبين من بين اقوى المنتخبات في القارة السمراء ويتعلق الامر بالمغرب وغينيا.
وحلت توغو ثانية في المجموعة الاقصائية الثانية برصيد 4 نقاط بفارق الاهداف امام غينيا، و4 نقاط خلف المغرب,وفازت توغو على غينيا 2/صفر وخسرت امام المغرب 2/3 وتعادلت معه 1/1 في الدار البيضاء قبل ان تخسر امام غينيا 1/2,وخاضت توغو 11 مباراة ودية اعدادية للبطولة لم تفز في اي واحدة منها، فخسرت امام بوركينا فاسو 1/2 وتعادلت معها 1/1 وخسرت امام ليبيا 1/2 وتعادلت مع الغابون صفر/صفر وخسرت امام الكونغو 1/2 وأمام غانا الاولمبي صفر/2 وأمام الغابون 2/3 ثم امام ليبيا صفر/2 وامام الكاميرون الاولمبي صفر/2 وأمام مصر 1/2 وأمام تونس صفر/7.