(1)
عندما أرخى الليل سدوله، واستقرت الأنجم الذهبية في حضن السماء,, تقلب ضاوي في فراشه يمنةويسرة،قال وهو يمط جسمه ويفتح جفنيه بتثاقل:
كم الساعة الآن؟
آخ,, إنها الساعة الثانية عشرة ليلا,.
أوه,, يا للهول لقدفاتني أن,.
وينظرإلى ساعته فيراها تشير إلى يوم الثلاثاء
هذا يوم الثلاثاء وكان موعدي ليلة الاثنين، وعاد يمط جسمه ويتمرغ في فراشه، حتى استقر أخيراً على ظهره واضعاً يديه أسفل رأسه,,كأنه الخفاش متدلياً من إحدى الأشجار,, وعبثاً حاول أن يرفع رأسه إلا أنه شدخ به بقوة على الوسادة,.
يا إلهي ماذا رأيت أنا في المنام,, لا أتذكر,.
كيف استطعت أن أنام كل هذه الفترة,, ولماذا لم أذهب إلى العمل قبل يومين.
وعاد يتذكر برنامجه
لماذا لم أقرأ كتاب فلان الجديد؟ قال في نفسه لينتظر سوف أقرأه فيما بعد, لماذا لم أمارس الكتابة في هذين اليومين؟ لتذهب الكتابة إلى الجحيم,, المهم أن أتعافى,, ناداه صوت:
تتعافى,, تتعافى من ماذا,, هل أنت مريض؟
لا أتذكر قال في نفسه .
قام يحك رأسه لينبش ذاكرته، ومسد شاربيه وجوار أنفه قائلاً:
من المؤكد أنني مريض,, والحقنة التي وخزني بها آلمتني وأحسست مرارتها في حلقي,, هل كل ذلك كان حلما؟ لا يمكن أن يكون كذلك.
وضع جسده على قوة يده اليمنى محاولاً رفعه فارتجفت وسقط ثانية على الفراش,, يده الأخرى مريضة وممزقة التفت وإذا بها شريط طبي فأزاله قائلاً:
يا لتعاسة الطب هذه الأيام,, لا يشعر الشخص بمغص إلا أوثقوه بهذا المغذي الذي يذكرني بالموت، ولكن لماذا وضع هذا المغذي ومتى؟ لأسأل ابنتي عن ذلك, صوت في داخله هل جننت هل توقظ ابنتك الجامعية في هذا الليل من أجل سخافة,,؟ لقد أركبوه عليك وانتهى الأمر, ولكنه ما يلبث ان يجيب نفسه نعم صحيح,, يا لها من سخافة.
(2)
وفجأة تذكر ضاوي ما حصل له في الليلة البارحة,, إنه الألم,, آخ الألم المميت يعود لي,, يهدني,, يا إلهي,, ماذا يجري,, بنيتي أدركيني,, أدركي أباك.
سلامتك يا بابا,, أحضر لك الماء,, أم أتصل بالدكتور؟
لا يا بنتي أريد ماء
اسمعي,, أربطي هنا,, اربطي رأسي وشديه لا أستطيع الرؤية,,الألم يعميني,, تذهب لتحضر الدواء,, يتناول ضاوي كتابه,, يخاطب نفسه: يبدو أن قطار العمر قاصر عن اكمال الطريق,.
وكطفل يرتعب خوفاً على دميته، ضم كتابه إلى صدره ويداه ترتجفان,, وغفت عيناه,, بينما ابنته تنادي: أبتاه، أبتاه,, لماذا لا تجيب؟
جعفر العيد
7/10/1415ه
|