أيهما أكثر جدوى استخدام العقل أم استخدام العاطفة؟! بل ما هو العقل وما هي العاطفة؟! هل لهما صلة ببعضهما أم هل كل (يغني على ليلاه) فكريا ومن ثم سلوكيا؟! بل ماذا نعني عندما نطبق مقولتنا (حكم عقلك؟!),, أو حتى (اعقل؟!) في المقابل ماذا نحصد عندما نلوم (الآخر) بالقول (لا تكن عاطفيا,, أو يا أخي أنت شخص عاطفي؟!),, نعلم (علمياً) أين يكمن العقل يقولون في الرأس! ولكن هل نستطيع وضع (الاصبع) على مكان العاطفة؟!,, ما معنى فلان قلبه كبير؟! في المقابل، ما معنى فلان عاقل؟! ,, وكما نعلم (علميا!) هناك علاج للعقل ولكن هل هناك من علاج للعاطفة؟! بل هل هناك أمثال تخص العاطفة كالأمثال التي تخص العقل,, مثل أهل العقول براحة ,, ، في المقابل (عمرك!) سمعت بمثل يقول أهل العاطفة براحة أو حتى شقاء! ,, هكذا بالنص الصريح؟! هنا ألا يحق لنا التساؤل عن عدد (ممن!) دفع ثمنا (باهظا!) لعاطفته وكم هو عدد من دفع ثمنا (أبهظ!) لعدم استخدام عقله؟!,, بل لماذا نفقد العقل و (لا نفقد!) العاطفة؟!,, بالمناسبة (عمرك سمعت !) جملة فلان فقد عاطفته؟! وعلى غرار فلان فقد عقله؟! لماذا من الأساس اتفق على أن (سلبية العاطفة تفوق إيجابيتها؟!),, هل هي التجربة ومن ثم البرهان؟!,, بل هل هذا هو السبب الذي يكمن فيه (السبب!) وراء عدم ترددنا في لوم الشخص (العاطفي!) على (زيادة!) عاطفته مع أننا نعلم في قرارة أنفسنا أن للعاطفة جذوراً (انسانية/ نفسية رقيقة شفافة,,؟!),, هل مبدأ معاوية بن سفيان المتمثل بالقول العقل مكيال ثلثاه الفطنة وثلثه التغافل ,, ذو صلة بالعلاقة بين العقل والعاطفة؟! وهنا ألا يمكن القول أن التغافل العقلي (غريزة!) وعليه فهو جزء من العاطفة مما يثبت أن الاثنين لا يمكن فصلهما عن بعضهما؟!
شخصياً، أعتقد أن العاطفة جزء من العقل وأن العقل جزء من العاطفة, (وعلى طاري!) العقل والعاطفة لاحظوا ماذا حدث عندما استخدم الامام الشافعي عقله ليخاطب عاطفة (مجموعة من الكفرة!) وعقولهم كذلك!: حيث يروى عنه أنه سئل ذات مرة عن الدليل على وجود الله سبحانه فبادر سائليه بالقول: ألا تعتقدون أن ورقة التوت طعمها ولونها وريحها واحد؟!,, قالوا نعم,, قال فما رأيكم بما يحدث عندما تأكلها دودة القز؟!,, ألا يخرج الابرسيم؟! وما رأيكم عندما يأكلها النحل,, ألا يخرج العسل,, بل ما رأيكم عندما تأكلها الشاة,, ألا يخرج الحليب؟!,, وماذا يحدث عندما تأكلها الظباء,, ألا ينعقد في نواحيها المسك؟!,, فمن الذي خلق هذه الاشياء (المتنوعة) مع أن المصدر واحد؟!,, أليس الله؟!,, هنا استحسنوا كلامه وأسلموا وكان عددهم سبعة عشر رجلاً,.
هنا أتعتقدون أن الامام الشافعي رحمه الله قد خاطب عقولهم أم عواطفهم أم كليهما؟! ألا تعتقدون أن في العسل عاطفة (غذائية؟!) وفي الحليب عاطفة (غذائية) كذلك؟! مما يمكننا من القول أن الامام الشافعي قد خاطب عواطف (القوم)، في المقابل، ألا تعتقدون أن ما (يجنى) من شجر التوت من (فوائد متعددة وذات مصدر واحد) يحمل في طياته (حواراً!) (عقلياً؟!),, في تلك اللحظة أعتقد جازما أن العاطفة والعقل وكما أسلفت آنفا جزءان لا يتجزءان (من بعضهما البعض!),, وعليه، فكن عاطفيا ولكن (أعقل!) أو أعقل (وكن عاطفيا!).
|