تفاحة وليمونة وخوخة ومشمش ورمانة أسماء في هذه المقالة لاتمت لأسواق ومحلات الخضار والفواكه في مدينة الرياض بصلة لا من قريب أو بعيد اللهم إلا في التسمية فقط، إذ انها ألقاب أطلقها بعض من المفحطين من هواة الموت والخطر والإزعاج في شوارعنا الفسيحة على أنفسهم رغبة منهم في إخفاء هويتهم الأصلية عن الجهات المسؤولة أو أولياء أمورهم حتى يتمكنوا من ممارسة هذه اللعبة المثيرة للذعر بحرية تامة بسياراتهم الخاصة (وهؤلاء قلة) او استئجارها أو سرقتها (وهذا هو الغالب لدى الكثير منهم) اذ يتم خلع لوحات الأرقام المرورية الخاصة بها ومن ثم رميها بعد استعمالها وتخريبها في اي مكان منزو في المدينة أو خارجها والفرار بجلودهم، والعودة مرة اخرى بسيارات أخرى, ولقد أصبحت هذه الهواية المجنونة والضارة والخطرة لدى بعض هذه الفواكه والخضار عادة متأصلة في نفوسهم تمارس في أي وقت أو أي شارع معروف ومتعارف علىتسميته لديهم مثل: شارع البراميل والبركسات والمطافئ في الثمامة، وشارع المواسير وألفين والأبراج ومكة والمندي في حي الشفا، وشارع المستودعات في حي الجامعيين، وشارع سفاري في حي بدر، وشارع الدوحة في حي السويدي، و شارع الظلام في صناعية الشفا، وشارع المليون وخنشليلة في حي خنشليلة، وشارع متوسطة قدامة بن مظعون في حي اسكان طريق الخرج، وغيرها من الشوارع التي لاتحضرني أسماؤها ولا اسماء بعض هذه الفواكه والخضار، في تصرف من هذه الفئة يدل على عدم اهتمامهم وخوفهم من متابعة وترصد الدوريات الأمنية لهم، ولا الى الضرر الكبير والفادح الذي تحدثه تصرفاتهم غير المسؤولة من حوادث قاتلة راح ضحيتها بعض من ممارسيها والكثير من الأبرياء من مرتادي وعابري هذه الشوارع, اضافة الى الإزعاج الدائم والمستمر من جراء ما تحدثه كفرات هذه السيارات من أصوات مزعجة تنغص على الكثير من السكان راحتهم وتنكد عليهم منامهم وتزيد أوجاع مرضاهم وتسهر أطفالهم، ناهيك عن التجمهر غير الطبيعي لكل من هب ودب من الشباب المراهق المشجع لهذه اللعبة حول هذه الشوارع وبالقرب من المباني والأحياء المكتظة بالسكان ليجلبوا معهم الفوضى والمشاكل، كذلك التشويه المستمر لجمال شوارع مدينة الرياض الفسيحة والتي بذلت الدولة حفظها الله لإنشائها وتجميلها وتشجيرها وانارتها ومتابعة صيانتها وتسميتها وترقيمها الكثير من الدراسات والأموال والجهد حتى اصبحت بفضل الله تحفة من تحف التطور والعمران الذي تشهده مملكتنا الحبيبة في كافة المجالات في ظل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وبمتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض لتضاهي بذلك وتتعدى ماوصلت اليه كثير من الدول المتقدمة في هذا المجال.
ونظرا لتفاقم هذه الظاهرة أو المشكلة وعدم السيطرة الكاملة عليها من قبل الدوريات الأمنية بالشكل الذي يريح كل من يرتاد هذه الشوارع وساكني هذه الأحياء، اضع بين يدي المسؤولين بعضا من الحلول التي ربما يكون لوجود احدها وتطبيقه دور هام وإيجابي للحد من استمرار هذه الظاهرة والقضاء عليها تتمثل في:
1 متابعة وتعقب هؤلاء المراهقين من المفحطين في كل مكان وعقابهم بالحبس لفترات طويلة واعتبارها سابقة جنائية في حقهم، او الزامهم بدفع غرامة مالية عالية او بالاثنتين معا تكون دافعا لهم للتوقف عن ممارسة هذه العادة الخاطئة في المكان الخاطىء في الوقت الخاطىء.
2 إيجاد مراكز شبابية واجتماعية وثقافية على غرار المراكز الصيفية المدرسية داخل الأحياء السكنية الكبرى، تكون ملتقى لهؤلاء الشباب والمراهقين وأولياء أمورهم تمارس فيها كافة الانشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية وتكون مركزا مشعا لصقل الهوايات والمهارات لدى هؤلاء الشباب، حتى ينشأ جيل من الشباب الصالح للإبداع والتطوير في كافة المجالات خدمة لهذا المجتمع الطيب وقادته.
3 دعم مشروع إنشاء ناد خاص بهواة جمع واقتناء السيارات والدراجات النارية تمارس فيه كافة الانشطة الخاصة بهذه النوعية من المحركات مثل السباقات والتفحيط وعرض أنواع السيارات ذات المميزات الخاصة، اضافة الى متابعة آخر انتاج لها، على غرار ماهو معمول به في أمريكا الشمالية وفرنسا وإيطاليا وألمانيا بحيث يحدد لدخول هذا النادي والانضمام الى عضويته شروط ومعايير خاصة تكفل السلامة البدنية والنفسية للمشاركين والأعضاء والجمهور، إضافة الى الانضباط وعدم الإخلال بالأنظمة والقوانين المعمول بها في المملكة العربية السعودية, وكاتب هذه المقالة خدمة لهذا البلد وشبابه لديه الاستعداد الكامل لتبني فكرة هذا المشروع والمساعدة والمشاركة الفعالة في دراسة الجدوى الاقتصادية والبشرية والقانونية والوقوف عليه حتى اكتماله, والله نسأل السلامة والعافية.