في حديث هام ادلى به صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام لصحيفة الجزيرة نشرته يوم الخميس 7 من شوال 1420ه عبر حوار ثري اجراه مع سموه الكريم الاستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير هذه الصحيفة وذلك بمناسبة زيارة سموه الحالية لايطاليا حيث قال: إن آفاق المستقبل لهذه البلاد ستحمل المزيد من فرص الرخاء والتطور للمملكة العربية السعودية، وان بلادنا معنية قبل غيرها بالاصغاء لصوت المسلم والاهتمام به، وعندما يتحدث رجل بقامة الامير سلطان بن عبدالعزيز فان للحديث معنى واهمية وان لكل قول من سموه يسبقه فعل ويليه فعل وسموه الكريم يؤكد بهذا الحديث اهم المحاور التي تسير عليها السياسية السعودية على المستويين المحلي والخارجي تلك السياسة التي انعكست نجاحات تلو النجاحات مستمدة من حكمة القيادة السعودية عبر مراحلها المختلفة فعلى مستوى العلاقات السعودية الايطالية اكد سموه بأنها تاريخية لكون المملكة العربية السعودية تتعامل في علاقاتها الخارجية مع الدول الصديقة بمسؤولية جادة مما جعل لبلادنا مصداقية في تعاملاتها السياسية والاقتصادية والثقافية حيث قابلت الدول الصديقة هذه السياسة العاقلة بتعامل مماثل يندر ان تجد له مثيلا في علاقات الدول بعضها ببعض ,, فالعلاقات السعودية مع الدول الاخرى لا تعرف التوترات او الهزات وهذا يعود لوضوح السياسة السعودية واتزانها وعقلانيتها مما جعلها توصف دائما بالتاريخية.
فالمملكة العربية السعودية دولة اسلامية وعربية رائدة لها وزنها الاسلامي والعربي والاقتصادي وبالتالي فان هذه الركائز شكلت منها دولة كبيرة تتعامل مع الدول الاخرى بلغة الدولة الكبيرة ذات السياسات القوية الثابتة وتبادل المصالح وفق ما يخدم جميع الاطراف وهي سياسة أرسى دعائمها الملك عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله موحد هذه البلاد وسار على نهجها ابناؤه من بعده بوتيرة ثابتة وقوية مما دفع بالدول الغربية ومنها ايطاليا الى السعي لإيجاد علاقات متميزة مع بلادنا فبعد ان كانت ايطاليا منحازة الى القوى المعادية للملك عبدالعزيز يرحمه الله ابان مرحلة التأسيس لدولته الحديثة,, عادت بسياسة جديدة يحكمها التعامل مع الملك الراحل كقائد مسلم عربي وطني يرفض سياسات الاستعمار والقوى التابعة له من منظور مصالحهم قصيرة النظر,, التي ادت الى فشلهم حيث استبدلوا الهيمنة العثمانية بسيطرة استعمارية غربية بينما كان الملك عبدالعزيز يرفض كل اشكال الهيمنة والاستعمار في آنٍ واحدٍ مما أكسبه احترام زعماء العالم وتقديرهم ومنهم زعماء الدولة الايطالية,, آنذاك لقد ظل حكامنا الذين تولوا الملك بعد الملك الموحد يسيرون وفق الاطر التي رسمها الملك الراحل,, فالسياسة السعودية في عهد الملك سعود فالملك فيصل والملك خالد يرحمهم الله الى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وولي عهده الامين الامير عبدالله وسمو النائب الثاني الامير سلطان يرعونها وفق نفس الاطر مع الاخذ بكل المتغيرات الدولية وما طرأ على السياسة العالمية من تطورات اتصفت بالحدة احايين كثيرة ابان الحرب الباردة.
ان زيارة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز الى ايطاليا هو نتاج للفهم السياسي الواعي التي عبرت عنه السياسة السعودية على مختلف مراحلها، تلك السياسة التي تهتم بخير الانسان وسعادته من منطلق الدين الاسلامي الذي يدعو الى الوسطية واحترام الانسان وحقوقه,, والمسلمون في كل مكان هم جزء لا يتجزأ من البشر الذين خلقهم الله ليكونوا صالحين بالفطرة,, وسياسة المملكة العربية السعودية الاسلامية التي تعمل على تأكيدها كما حددها سمو الامير سلطان في حديثه لرئيس تحرير صحيفة الجزيرة هي (ازالة الفهم الخاطىء للإسلام) عند الشعوب والدول التي لا تعرف الاسلام حق المعرفة عبر اشكال التعاون البناء مثل تشييد المراكز الاسلامية ومنها بطبيعة الحال المركز الاسلامي في ايطاليا والمراكز الاسلامية الاخرى التي حرصت بلادنا على ايجادها في معظم عواصم العالم المتحضر,, وكذلك من خلال (الندوات والمحاضرات والمطبوعات).
ولعل آخر الجهود السعودية المعلنة لاعطاء القدوة الحسنة والصورة الطيبة للشعوب المتقدمة (هي مبادرة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود عندما لبى رغبة جامعة (بولونيا) الايطالية بانشاء مركز للدراسات الاسلامية في هذه الجامعة العريقة على نفقته الخاصة انطلاقا من قناعته كرجل دولة كبير نذر نفسه لخدمة الاسلام والمسلمين وتأكيدا على مرتكزات السياسة السعودية الاسلامية التي جعلت لها القيادة الأولوية القصوى في اطار الدبلوماسية السعودية على مستوى العالم,, ومركز الملك عبدالعزيز للدراسات الاسلامية في جامعة (بولونيا) الايطالية مثال ساطع لهذه السياسة الخيرة التي تستهدف التعريف بالاسلام كدين شامل لكل مفاصل خير الانسانية.
* كلمات لها معنى:النفوس الطاهرة النقية هي التي تزرع الحب وترعاه بنفس مستوى طهرها ونقائها,, لها منا الحب الذي لا يعادله حب,, والذي يستهدف نفس الطهر والنقاء.