شئون وشجون رحيل العلماء,, وفاة الندوي د, سعيد بن عطية ابوعالي |
** جيلي كل منهم يعرف العالم الجليل البحاثة ابو الحسن الندوي رحمه الله.
** كلنا قرأنا له كتاب (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) وكان مقرراً للقراءة الحرة وتقدمنا للاختبار فيه بالمرحلة المتوسطة.
** تذكرت هذا الكتاب عندما سافرت للدراسة في الخارج وقرر علينا بعض المدرسين مراجع لدراستها في مجال الادب الانجليزي وتاريخ الانجليز لقد كان كتاب الشيخ الندوي غاية في الشمول والايجاز حتى انه عرض للاديان التي سبقت الدين الاسلامي وأرخ للحركات المنحرفة عن الأديان بحيث استطاع ان يصف المناخ الذي ظهر فيه (الدين الاسلامي) ليكون خاتم الأديان وليكون خطاب المستقبل للأمة.
** التقيت الشيخ (الندوي) مرة في مكة المكرمة عندما كنت أعمل في جامعة أم القرى,, لقد كان رحمه الله يتحدث (اللغة العربية) بفصاحة وبلاغة جعلتنا نشعر بالخجل أمامه عندما نوجه اسئلتنا وتعليقاتنا,.
,, كان يجمع شخصية (علماء) في (عالم واحد) كان موسوعي الثقافة، شفاف النظرة,, يؤمن بأن قوة المسلمين في اتحادهم,, وأن جغرافية البلاد الاسلامية على امتدادها في اكثر من قارة تمثل (مجالا حيوياً) متكامل الاقتصاد والانتاج,, وبالتالي قوي الكيان.
ولكن هذه الخيرات في بلاد المسلمين وهذه القدرات العقلية التي يتمتع بها المسلمون وهذا الموقع الجغرافي الفريد لا تمثل شيئاً ما لم يتحد المسلمون في كيان يوحد كلمتهم وينظم تجارتهم واقتصادهم.
لقد كان يرى في التربية وسيلة فاعلة ليس لإعداد المسلمين وأجيالهم الصاعدة فحسب وإنما لتوحيد كلمتهم ونشر عقيدتهم في العالمين.
** وافته المنية في رمضان المنصرم يوم الجمعة (الاخيرة)!!
وهكذا يعود علينا العيد وقد غُيِّب علماء كثيرون فقدناهم هذا العام منهم:
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الذي افتقدنا صوته المدوي كل عام في ردهات الحرم المكي,, وفقدناه أباً وأخاً وعالماً وزاهدا بل وعلامة مضيئة على التقى والورع, فقدناه حكما بين وجهات النظر المختلفة,, فقدناه شيخاً يحترم الكبير ويعطف على الصغير.
فقدنا الشيخ علي الطنطاوي والشيخ بن غصون واعلاما اخرين.
* يعود علينا العيد ولما تجتمع كلمة العرب وهم بالقرآن ومكة والمدينة والرسالة التي يحملونها يقعون في صلب الامة الاسلامية.
يعود علينا العيد,, ولما تتحد كلمة المسلمين ويصبح التقارب بينهم أسلوب حياة.
ولكننا مع هذا لا نقطع الامل، فلدينا من العلماء الذين هم مصابيح الظلام ودعاة الى الصراط المستقيم لذلك فنحن لا نتردد عن المضي في الدعوة الى اتحاد المسلمين حتى تصبح الحضارة الاسلامية والقيم الاسلامية والتاريخ الاسلامي وقوداً ونبراساً لمستقبل اسلامي يسهم في حركة الثقافات والحضارات العالمية,, بل ويعطي مثالاً للمجتمع الخالي من الجريمة ومن الاحتكار ومن تسلط القوى على الضعيف.
** يعود علينا العيد,, والامل يملأ نفوسنا بما يدور في الجامعات من محضرات ومناقشات وابحاث نرجو الله ان تكون سببا في تقدم المسلمين.
فأنا اؤمن بأن (التعليم) وهو الترجمة لمفهوم (التربية) هو الطريق نحو النور ونحو المستقبل,, وكلما كان التعليم حقيقيا وكلما انتشر بين الناس كلما تضاعف الامل في التقدم.
|
|
|