ترانيم صحفية عندما يخلط الزوجان بين الغيرة والثقة؟! نجلاء أحمد السويل |
قد يخلط بعض الناس مابين مفاهيم بعض المشاعر أو الأحاسيس فقد تكون متقاربة من بعضها البعض بل واحياناً قد تتداخل لدرجة الامتزاج الذي من الصعب فصله او التفريق بينه وبين شيء آخر قريب جداً وممتزج معه ولو سلطنا الضوء قليلاً على موضوع الزواج فسنجد بأن المشاعر الايجابية فيه متداخلة وكذا المشاعر السلبية ايضاً وليس هذا هو المهم هنا بالضبط ولكن الأهم هو ان القفص الذهبي هذا الذي يعرفه الكثيرون يزود شخصية الفرد سواء الرجل او المرأة ببعض السمات التي تكتسب مع تجاربه اليومية ومواقفه وهو في المقابل يحذف من الطرفين سمات اخرى قد تكون في الشخصين أو الطرفين قبل الزواج اذاً فالهدف هو حذف الاختلافات او الفروق ومحاولة الوصول لصورة أو لاقل لأفضل ما يمكن الوصول اليه ويشكل في الوقت ذاته نوعا من الراحة للطرفين ويعتمد ذلك طبعاً على مستوى التجاوب بينهما وفي ميدان الزواج فإننا دائماً ما نسمع عن موضوع الغيرة ، وهي من الكلمات التي تتردد في هذا الميدان كثيراً فترى الزوج يمنع زوجته من سلوكيات معينة قد لا تكون خاطئة إلا انها في الوقت ذاته تثير غيرته فهو اذاً يحاول كبحها في زوجته وقد تبادر الزوجة بنفس السلوك تجاه زوجها الأمر الذي يؤدي بالطرف الممتنع عن السلوك الى ان يتهم الطرف الآخر بأنه لايثق به وإلا لما كان هناك حجة أو مناسبة لهذه الغيرة اذاً فإننا دائما نحمل في انفسنا اعتقادا اومسلمة لا جدل فيها وهو ان اي طرف يجب الا يبادر ويشعر بأي نوع من الغيرة طالما انه يثق في الطرف الآخر؟! وهنا طبعاً نجد انه من المضحك حقا ان نجعل احد العناصر سبباً ونتيجة للعنصر الآخر صحيح ان بينهما نوعا من التداخل إلا انهما لايعدان اطلاقاً نتيجة وسببا!
وما اظنه حول هذا الأمر هو ان الغيرة اكثر ارتباطاً بالخوف والقلق عنها في ارتباطها بالثقة فأحد الاطراف قد يمنع الآخر عن سلوكٍ ما ليس لانه لايثق به من ان يصنع امراً ما غير جيد وخاطئاً وانما قد يمنعه من ذلك خشية ان يتعرض ذلك الآخر الى ما قد يوقعه في الخطأ رغما عنه او دون ارادته وقد يعتقد الفرد الغيور هنا بأنه انتصر على الطرف الآخر وبكل قوة إلا ان الأمر ليس بهذه البساطة فهناك نوع من الغيرة المملة القاتلة التي تخبىء مرضاً معيناً في نفس الفرد فيمنع ويسمح ويصدر الأوامر دون ان يكون لها اي نوع من المبررات الأمر الذي يجعل الحياة الزوجية عرضة لأدنى هبة ريح!! وهذا النوع من الغيرة سلبي!! وهنا هل نعذر هذا الطرف الغيور لا اعتقد ذلك فالأمر لا يكن الخوف والحرص او الحذر وانما يكن ويحمل فوبيا المرض النفسي الذي يحبس الطرف الآخر في قضبان الضيق والاكتئاب وهو ليس امراً عابراً وانما هي حياة يومية ومواقف وتجارب متكررة يعيشها الطرفان معاً ولكن جهل احدهما بمعنى المشاعر الحقيقية قد يجعل من هذه الحياة جحيما يفر ويهرب منه الطرف المتضرر!!
اذاً فالحياة الزوجية فن من الفنون وليس امرا وخضوعا فليس هناك من هو اقوى واضعف بقدر ما هو امر يعتمد على تحقيق الاحتياجات والتكامل وتعويض النقص وان كانت هذه الحياة تفتقد الراحة النفسية نتيجة لبعض المشاعر السلبية التي نظن انها مزج ايجابي فهل نبني حياتنا على معتقدات خاطئة!!؟ يجب ان نفكر قبل اي سلوك! فالامر فعلاً يستحق ذلك!!
|
|
|