نوافذ عيد الرياض أميمة الخميس |
ماذا سيحملون في حقائب الذاكرة ,,,, ؟
عندما يتراكم العمر، وتصبح الطفولة نفحات بعيدة تطري يباس الأيام وصرامتها، ماذا سيخبئون تحت الوسائد من تفاصيل ,,, ؟
لم تعد صباحات العيد تفتتح برائحة الحناء المنداة بعرق الأيدي المتحفزة لاستقبال العيد ,,, ؟
وحقيبتي ذات الخرز الوردي الذي يتك قفلها الذهبي المنمنم فتقفل على كنزي الذي آل لي من نهار ذاك العيد، والحذاء الابيض ومخمل الفستان يعطي لجدران الغرفة ملمسا فاخرا يليق بجلال ليلة العيد.
فهل رحل العيد أم رحلت الطفولة ,,, ؟
وطقوس صناعة الكعك وقوالب الخشب التي يحشى بها الكعك وطرقعاتها تشرع للعيد أولى البوابات ,,,, ؟
ومذيعو التلفاز يهنئون الناس بالعيد بضحكات مفتعلة، ماذا بقي لأطفالنا ,,,, ؟
ماذا بقي يخبئونه لحقائب تتداولها الايام، لم يعد هناك عيديات إما لأنها مكلفة او لأننا أصبحنا لا نقنع باليسير.
عيد النعاس وزحام الملابس والزيارات التي تشبه مناسبات نمضغها طوال العالم.
ملاهي البسكوت والألوان الصاخبة وعيد لم نمنحه الفرصة كي يبرز تميزه، بل تضاعفت غربتنا عن مواسمنا، واصبح كعكنا مقتنى آخر نحشو به أجزاء المعدة المتخمة، وسلعته يروّجها سوق الشريطية .
إحدى الصديقات تقول اين أفر من كآبة الرياض في مساء أول يوم العيد؟ حيث تتحول الى مدينة حافلة بالوحشية والنعاس,, لكن يبدو أن الرياض قد اختارت لها مصيرا آخر هذا العام، فعلى الرغم من أنني لم أكن في الرياض في هذا العيد، إلا أن هذا لم يمنع من أن ألمح سماء الرياض تبرق بالسعادة والفرح عبر التلفاز والصحف، وعبر أصوات الأهل التي تنقل لي موسما مختلفا هذا العام.
مظاهر الفرح والسعادة والالتحام في وحدة مجتمعية واحدة تتبادل مناسباتها بل ترسخ ملامح وتقاليد البهجة الخاصة بنا وتشبهنا تلك الخصوصية المهددة دوما بأعاصير العالم.
اختارت الرياض في هذا العام، ان تعبئ حقائب الذاكرة لدى الاطفال بلون وطعم وشكل مختلف للعيد، فباقة ورد مطعمة بشكر وافر مديد لجميع من سعى لجعل عيد هذا العام,, عيدا مختلفا مضيئا ومبتهجا.
|
|
|