Monday 17th January, 2000 G No. 9972جريدة الجزيرة الأثنين 11 ,شوال 1420 العدد 9972



أبرزها تحقيق الطمأنينة وإشعارهم بالأمان
مرتكزات أساسية لتطبيق الصحة النفسية على تلاميذ الابتدائية,.

*تحقيق:سامية محمد العباسي
كل عام وابناؤنا الطلبة والطالبات بخير بمناسبة بداية الفصل الدراسي الثاني, ومن المعروف ان للصحة النفسية اهمية كبرى لهم لذلك حرصنا على ان نركز على دور المدرسة في تحقيق الصحة النفسية لأبنائنا الطلبة والطالبات ونظرا لأهمية هذا الدور طرحنا جملة من التساؤلات على عدد من المسئولين والمسئولات عن العوامل التي تؤثر في نفسية التلاميذ منذ الصغر وتترك أثرا ينعكس على حياتهم في الكبر,, كذلك أردنا ايضاح دور المدرسة ومدى تأثيرها على الطفل, كما ركزنا على ضرورة معرفة الظروف الاجتماعية المحيطة بالتلاميذ ومدى تأثيرها علىشخصيتهم في الكبر وضرورة ترسيخ العقيدة الإسلامية في نفوس ابنائنا على اسس وقواعد ايمانية صحيحة ويكونوا اصحاء عقلياً وبدنيا ونفسيا,, وقد حرصنا ايضا على ابراز دور المعلم ومدير المدرسة وكذلك الاخصائين الاجتماعيين بها وجميع إدارييها ولم نغفل دور الوالدين والمنزل فله اهمية كبرى,, وكذلك المجتمع,,
دور المدرسة في تكوين شخصية التلميذ:
بدأنا جولتنا بالتوجه لبعض المدارس لمعرفة دورها في تكوين شخصية التلاميذ,, ففي المدرسة الثامنة والسبعين المتوسطة للبنات بجدة كان للجزيرة هذا اللقاء بالاستاذة زينب محمد سعيد نيازي,, مديرة المدرسة لتحدثنا عن اهمية دور المدرسة في حياة الابناء حيث قالت: اولا سوف أبدأ من المنزل لانه بدون شك هو المكان الاول الذي يعمل على تكوين شخصية الطفل وتوجيهها وجهة متكاملة,, إلا أنه إلى جانب المنزل توجد وحدات اجتماعية أخرى تقوم بدور هام في هذا السبيل ومن بين هذه الوحدات (المدرسة) وقد كانت المدرسة إلى عهد قريب مكانا للدراسة وتلقين المعلومات وعرض المشكلات الخاصة بالمنهج والبحث عن انجح الوسائل لنقل المواد الدراسية المختلفة من عقول المعلمين والمعلمات إلى عقول الاطفال,, تلك كانت وظيفة المدرسة التقليدية,, أما رسالة المدرسة الحديثة فليست مقصورة على تعليم الطفل عن طريق التلقين بل العمل على تربية الطفل وتكوين شخصيته من جميع النواحي على ان يزود التلميذ بالمعارف والمعلومات، ويعد المعلم نفسه مسئولا كل المسئولية عن أن يحقق لتلميذه القدرة على حسن التوافق الاجتماعي والانتقالي بالاضافة الى عنايته بجانب التحصيل الدراسي مستهدفا آخر الأمر تنشئة جيل سليم البدن صحيح النفس تعلم افراده كيف يعملون للنجاح وكيف يقابلون الفشل وكيف يحاولون الوقوف من جديد وكيف يتنازلون عن بعض الرغبات اذا لزم الأمر,.
دراسة شخصية التلميذ وأولوية التعليم:
كما التقت الجزيرة بالاستاذة وفاء ابراهيم كابلي,, مساعدة شئون الطالبات والمشرفة العامة على النشاط حيث قالت: لدراسة شخصية التلميذ أو الطالبة اهمية كبرى وذلك للوقوف على جوانب شخصيته المختلفة ينبغي ان يكون لها الاولوية على التعليم والتثقيف بصورتهما الرسمية والتقليدية وهناك من المعلمين والمعلمات من يؤمنون ايمانا ظاهريا لترسيخ هذه العقيدة وتنفيذها وهم لايترددون أن يختزلوا من الاوقات المخصصة للتدريب جانبا يخصصونه لدراسة حاجات الطلاب البدنية والنفسية والاجتماعية ولكن الحقيقة ان ما ينفقه المعلم او المعلمة في الوقوف على نفسية الطلبة والطالبات الذين يدرسون لهم ويقومون بمساعدتهم على أن يحسنوا التوافق مع بيئتهم المادية والاجتماعية لايذهب هباء بل ان المدرس حين يعين تلاميذه على أن يقوموا بحل مشكلاتهم الشخصية إنما يعينهم في الوقت نفسه على أن يحرزوا قدراً كبيراً من النجاح والتوفيق في حياتهم, ان المعلمين والمعلمات الذين يشعرون بمسئوليتهم فانهم يجعلون همهم الشاغل دراسة الاضطرابات الانفعالية المختلفةومعرفة مظاهرها واعراضها المتعددة حتى يمكنهم أن يكشفوا هذه الاعراض ولاتزال في بداية الظهور وحتى لايتأثر بها الأبناء ومن المعروف أن اكثر مدارسنا لايتوفر فيها عيادات نفسية يجد فيها التلاميذ بعضا من المتخصصين طبيب نفسي أو اخصائية نفسية أو اخصائية اجتماعية.
فالمعلم الناجح لايقتصر عمله على الوقوف بجانب الطلاب لحل مشاكلهم وذلك لقلتها عندنا, ولابد أن يزود المعلم بقدر من المعرفة بالصحة النفسية وان أبناءنا الذين لايجدون في اسرهم من يحسن معاملتهم او فهمهم لن تتوافر لهم حسن المعاملة وحسن الفهم إلا من جانب المعلم المستنير,.
تربية الصغار مهمة ليست سهلة:
كما اعرب الدكتور ابو بكر بادحدح,, المشرف العام على الصحة والخدمات الاجتماعية بالشئون الصحية بجدة لالجزيرة عن رأيه حول دور المدرسة في تحقيق الصحة النفسية لابنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات فقال الصحة النفسية تبدأ من الطفولة ودور المدارس هنا هام جدا لان الطفل اول ماتتفتح عينه في المدرسة لان هناك في المدرسة المشرف التربوي والمشرف الاجتماعي ودورهما هنا ملاحظة الطلاب لاسيما في المراحل الابتدائية وملاحظة تصرفاتهم مع ملاحظة أدائهم لواجباتهم فاذا رأى أي مشرف اجتماعي أن هناك اختلافا في تصرفات بعض التلاميذ عليه أن يبحث هذا الأمر مع المدرسين والاسرة فاذا وجد أن هناك اسبابا في الأسرة لابد من حل المشكلة التي يتعرض لها الطفل واذا كان هناك اختلاف واضح في بعض الاطفال لابد أن يحال الطفل إلى الطبيب النفسي واليوم أرى الكثير من الناس بدأوا يتفهمون الدور الهام الذي يقوم به الطبيب النفسي.
كما اضاف ان الاطفال في المرحلة الابتدائية يحتاجون إلى رعاية خاصة لذا يجب على جميع المسئولين والمسئولات عن المدارس ان يراعوا الله عز وجل في تعاملهم مع الاطفال,, كذلك لابد ان يراعوا مدى استيعاب الاطفال في هذه السن .
واضاف د, بادحدح ان على جميع المعلمين والمعلمات لاسيما من يعملون في المدارس الابتدائية ان يعتبروا أطفال المدرسة مثل ابنائهم ويعاملوهم معاملة تتناسب مع مستوى فهمهم وادراكهم وليس بالشدة,, ولابد من معاملتهم ايضا بالحب والحنان,, وهذه المهمة ليست بالسهلة ولايتفهمها إلا المربي الذي وهب نفسه لتربية هذا الجيل.
دور الشئون الصحية,, فعال وهام
وعن دور الشئون الصحية في تحقيق الصحة النفسية للتلاميذ قال الدور واضح وكبير من خلال المستشفيات والمراكز الصحية التخصصية ودور هام جدا وقد قامت وتقوم الشئون الصحية بعقد الندوات والمحاضرات والاجتماعات المستمرة مع مديرات التعليم والرئاسة ومديرات المدارس,, كذلك هناك دورات مكثفة لاطباء الرعاية الصحية للتعرف على الحالات النفسية والتغلب والتعامل معها واحالة المستعصي منها الى المستشفيات,, وادعو الجميع الى ضرورة حضور مثل هذه الندوات فهي هامة جدا وضرورية.
ثم وجه الاستاذ الدكتور ابو بكر بادحدح كلمة للاسرة ركز فيها على أن الصحة النفسية السليمة تبدأ من الاسرة ومن البيت اولا فعلى الاسرة دور هام في كيفية التعامل مع الطفل بطريقة تتناسب مع فهمه وادراكه لا افراط ولاتفريط بحيث الا يجاب كل متطلبات الابناء,, كما يجب أن تعي كل اسرة ان نجاح الطفل في حياته المستقبلية يعتمد اساساً على دور الأسرة,, فعلى كل اسرة أن تهتم بالطفل وأن تربيه تربية حسنة تغرس فيه الاخلاق الحميدة والتمسك بالدين الاسلامي الحنيف, ولابد أن يأ ذ الآباء والامهات الابناء باللين والسياسةوعمل الحوافز التشجيعية عندما يقوم الطفل أو حتى الابن الكبير بتأدية واجب لابد وان يكافأ بالحوافز التي تتناسب مع سنة.
سبل تطبيق الصحة النفسية في المدرسة
كما التقت الجزيرة بالاستاذة الدكتورة مها عبدالله اركوبي,, استشارية في التعليم الخاص,, والاستاذة بالجامعة حيث قالت إنه لتطبيق الصحة النفسية في المدرسة يجب ان نراعي بعض النقاط الأساسية منها الصحة النفسية في مجالات متعدده تتمثل في دور العلم وتتضمن المدرسة وفلسفتها وادارتها ومناهجها ومدرسيها والعلاقات الانسانية بها,, كما تتضمن توجيه الآباء وارشادهم والعناية بالاطفال وفيما يلي اوضح ارتباط كل من هذه الميادين المختلفة لموضوع الصحة النفسية في المدرسة منها اولا اكتساب التلاميذ الاتجاهات والعادات الصحية,, ومن اهم هذه الاتجاهات التحاق الطفل الصغير بالمدرسة ولابد من التشويق الزائد اليها والطفل عادة يحلم بهذا اليوم الذي يدخل فيه المدرسة وحتى لاينطفىء هذا الشوق يجب ان تعمل المدرسة من جانبها على ان يكون التلميذ حسن الملاءمه والتكيف مع ظروف الحياة العادية فيشعر بالسعادة ويمكن تحقيق ذلك بالوسائل الآتية:
أن تكون معاملة المشرفين على تربية الطفل فيها حنان وعطف فالرهبة والتهديد يؤديان الى شعور التلميذ بعدم الامان الداخلي والتلميذ غير الآمن يبدو لنا وكأنه في البحر أو الطائرة فهو فزع وقلق يخاف في كل وقت أن تقع به كارثة والطفل غير الآمن يتعذر عليه بسبب هذه المشاعر أن يكن عواطف نحو مدرسته,, أما التلميذ الآمن فيشعر بالرضا والهدوء يحب الناس ويأنس لهم ويريد لهم الخير.
ومن الامور التي لاتجعل التلميذ يكون اتجاهات طيبة نحو مدرسته كثره القوانين واللوائح والنظم المدرسية وهنا احب أن اوصي كل مديرة مدرسة ومدير مدرسة بل كل مسئول في المدرسة أن يحاولوا بقدر المستطاع جذب التلاميذ للمدرسة بالمعاملة الحسنة كذلك يجدر بالمدرسة أن تفهم التلاميذ أن أي قوانين موضوعة في المدرسة لحماية التلميذ وحماية زملائه ولاشك ان هذه بداية لان تكون في التلاميذ مستقبلا اتجاهات صحيحة نحو امتهم بحيث يتعلموا حمل المسئولية بكل اخلاص وثقة,, كذلك يجب ان يراعوا خاصة المعلمات مظهرهن فلايمكن مثلا أن ينهين الطالبات عن لبس ملابس مخلة او مخالفة للنظام ويطلبن من الطالبات الالتزام كذلك يجب ان تكون المدرسة خاصة الابتدائية مزينة لانها تترك اثراً طيبا في نفوس الاطفال خاصة المستجدين منهم.
واحب أن اركز أن المدرسة يجب ان تعطي للتلميذ الفرص لاشباع الحاجة إلى النجاح فالطفل يميل إلى النجاح ويتطلع اليه والنجاح هو الذي يجعله يثق بنفسه ويشعر بالامن ويقوم بمحاولات أخرى لتحسين سلوكه, مع ضرورة مراعاة عدم وضع التلميذ في عمل يتكرر شعوره فيه بالفشل كما لايجوز أن تحفز التلميذ للوصول إلى مستوى بعيد منه بحيث يتكرر فشله في محاولة للوصول إلى هذا المستوى,, فإشباع الرغبة في النجاح يجعله يشعر بالكفاية ومعنى الشعور بالكفاية هو ان المرء يعتبر نفسه جديرا بالاحترام فهو يثق في نفسه ويقدر نفسه,,, أما الفشل الطويل أو المتكرر فقد يدمر تقدير المرء لذاته حتى يعد نفسه غير جدير بالحب والتقدير فيشعر بالخوف ويفتقد الثقة بالنفس.
ضرورة تنمية عقل الطفل
اما الاستاذة منى تركي,, مديرة مدرسة حضانة الايام السعيدة بجدة فقد ركزت على اهمية دور المدرسة في تحقيق الصحة النفسية للتلاميذ فقالت: إن الطفل دائما في حاجة إلى التغيير في حياته اليومية خاصة في المدرسة وهو في حاجة إلى أن ينمي عقله ولابد من وجود الجو المناسب في المدرسة لذلك يجب أن يشترك في بعض الانشطة التي من شأنها أن تنمي وتنعش ذاكرته وفكره المتنامي كما يجب على المدرسة أن تكثر من فترات الراحة على أن تكون هذه الفترات قصيرة بشكل لايلحق بالتقصير على المواد العلمية التي تدرس للطلبة او الطالبات,, كذلك يجب عدم حرمانهم من فترات الراحة كعقاب لهم بسبب فشلهم في عملهم المدرسي لان هذا الاسلوب من الاساليب المرفوضة تربويا كعقاب قد يؤدي بالطفل مثلا إلى كراهية العمل نفسه طالما أن العمل وفشله فيه هو الذي حرمه من اللعب في فترة الراحة.
وهناك اتجاه للتلاميذ نحو الناس الاشخاص انفسهم فالطفل مثلا قبل التحاقه بالمدرسة يكون انانيا محبا لذاته اصدقاؤه محدودن ودائرته الاجتماعية محدودة وعلاقته بالكبار لاتتعدى والديه,, وعند التحاقه بالمدرسة تتغير الحال فنجد الطفل يميل إلى أن يوسع محيطه الاجتماعي ونجده يغتبط من وجوده مع رفاق جدد لم يرهم من قبل لذا يجب ان نوجهه منذ البداية نحو التعاون والكرم واحترام القيم ولابد أن تتمكن المدرسة من تحقيق هذه الاتجاهات الطيبة في الطفل وذلك بأن يعامل المشرفون على تربية التلاميذ معاملة حسنه اساسها العطف والتسامح خاليه من السخرية والتحقير كذلك يجب مشاركة التلاميذ مشاركة وجدانية عندما يكونوا في مأزق او عندما تلم بهم نازلة وعلى المدرسة أن تشعر تلميذا فيها بأنه يعامل معاملة ود وانصاف.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]
ContactMIS@al-jazirah.com with questions or comments to c/o Abdullatif Saad Al-Ateeq.
Copyright, 1997-1999 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved.