وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد اهتمام ولاة الأمر في المملكة بالأوقاف حقق لها النمو والازدهار |
* الرياض الجزيرة
اوضح فضيلة وكيل وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله العمار ان مملكتنا المباركة اعزها الله قد حرصت منذ تأسيسها على المحافظة على الاوقاف وحماية غلالها وتنميتها وصرفها في مصارفها الشرعية، مبيناً ان الاوقاف في بلدنا، قد حظيت برعاية واهتمام اولي الامر، ونتيجة لذلك تحقق لها النمو والازدهار، وهذا امر واضح الآن مما نشاهده في بروز الاوقاف والنهوض بمشروعاتها في جميع ارجاء المملكة.
جاء ذلك في حديث لفضيلة الشيخ العمار بمناسبة الندوة التي تنظمها الوزارة في رحاب مكة المكرمة، تحت عنوان مكانة الوقف وأثره في الدعوة والتنمية ، خلال المدة من 18 19 شوال الجاري.
واشار فضيلته الى ان وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد تعمل على المحافظة على اعيان الاوقاف وتسجيلها وحمايتها من الاعتداء عليها، كما تعمل على تنمية موارد الاوقاف واستثمارها بالطرق المتاحة، والاشراف على المكتبات الموقوفة وتنمية مجموعاتها باضافة المراجع لإفادة الباحثين، وتوجيه اموال الاوقاف لوجوه الخير واعمال البر، وحث الموسرين من افراد المجتمع للاسهام في مجالات الاوقاف، فالاوقاف تمثل مشاركة المواطنين في بناء مجتمعهم.
وذلك كله يحظى بالتوجيه المباشر والمتابعة المستمرة من معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ.
وحول اهمية العمل على احياء سنة الوقف الخيري اوضح فضيلته ان للوقف الخيري اهمية عظيمة، فهو سنة مباركة، وهو يرجع الى الاحسان الذي هو اصل اسلامي عظيم، واستدل فضيلته على شرعية الوقف من كتاب الله في قوله سبحانه:لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فان الله به عليم ، ومن الحديث الصحيح اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث، صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له .
وقال فضيلة الشيخ العمار: والوقف نظام اسلامي اصيل يستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية,واضاف قائلاً: واهمية احياء هذه السنة هو دعوة المسلمين الى التراحم والتعاطف والتعاون واحسان بعضهم الى بعض، يقول الله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ، ويقول وأولو الارحام بعضهم اولى ببعض ، وقد ارتبطت الاوقاف في المجتمعات الاسلامية بأهم الاهداف النبيلة التي سعت اليها وقدمت اداة فعالة لتحقيق هذه الاهداف,واوضح الشيخ العمار في حديثه ان الوقف الاسلامي له اثر عظيم عند المسلمين، ولا ينحصر اثره في البر والاحسان على الاهل او غيرهم من الاقارب والفقراء والمساكين، وانما اهميته الكبرى تظهر في دوره في نشر الدعوة الى الله، وما تمنحه الاوقاف من فعالية للتعليم ونشره.
التعليم ونشر الدعوة
وقال فضيلته: وهناك وقفيات خصصها اصحابها لطلاب العلم، واخرى للفقهاء، وغيرها للمؤسسات التعليمية وتعليم البنات، والذي يدرس تاريخ الامة الاسلامية الاجتماعي يعرف ما للوقف من دور كبير في هذه المجالات، بل ان تعطيل الوقف في هذا الزمن كان له اثر في ضعف المجتمع الاسلامي من النواحي التعليمية والدعوية والاجتماعية، والاوقاف كان لها دور اسلامي في الحفاظ على نشر الدعوة الاسلامية، والدعوة في حاجة في هذا العصر الى اوقاف تدر عليها وتسيرها، والى من يقوم بها، وخاصة ان الوسائل الدعوية تحتاج الى بذل وعطاء، والوقف يكون مصدرا ثابتا لمثل هذه الاعمال الدعوية.
واردف الشيخ العمار بقوله: فاقامة الدورات والملتقيات وطباعة الكتب وغيرها من الانشطة التي يحتاجها الداعية، تحتاج الى وقف دائم له ريع يدر على مثل هذه الاعمال الدعوية، والدعوة الاسلامية في تاريخها ومسيرتها قد استفادت كثيراً من الاوقاف، وهذا ما نشاهده في بعض الانشطة التي تقوم بها في جميع انحاء العالم.
وحول امكانية الوقف الخيري يقول العمار: الاوقاف يكون لها شكل ايجابي بدعم الاقتصاد وتنمية المجتمع لأنها تحفظ ثروة البلاد، وبقاء اعيان هذه الثروة دون ان يلحقها بيع او رهن يجعل هذه الاموال ثابتة، كما انها تقوم بدور فاعل في تنمية المجتمع، فقد ساهمت في تقديم الخدمات التي تهم المجتمعات الاسلامية، من حيث ان ريع هذه الاوقاف يكون له دور في التعليم والتكافل ومساعدة الارامل، وذلك مما ينمي المجتمع ويحقق الطمأنينة والامن للجميع.
كما ان الوقف يمكن ان يسهم في محاربة البطالة عن طريق تأسيس مؤسسات تدريب على اعمال ومهن يحتاجها المجتمع، وانشاء مؤسسات لتشغيل الخبرات الفنية والعمالة في عمل مفيد للمجتمع.
ثم قال فضيلته: مما لا شك فيه ان الوقف يدعم الاقتصاد، بل هو رافد قوي له من حيث انه يبقي هذه الاموال الموقوفة سليمة ومتجددة على مر الدهور والاعوام لنفع الاجيال القادمة، ونفع المستحقين باعانتهم على تلبية حاجاتهم، وذلك لما فيه من عمارة البلاد، وكذلك رجوع الوقف على الاولاد في المال الى وقف خيري مما يزيد من موارد البلاد,وقد انشئت بأموال الواقفين المؤسسات العلمية والصحية الراقية، وعني الواقفون بوقف الكتب للمكتبات العامة واروقة المساجد حيث اسهمت بقدر كبير في نشر العلم والمعرفة، كما شملت مجالات متعددة منها المجال الديني والتعليمي والاجتماعي.
|
|
|