في الحلقة الماضية قلنا أن الدرس الاول الذي يجب اخذه في الحسبان من هذه الازمة هو انه يجب علينا كمبرمجين ومصممين ان نأخذ التخطيط طويل الاجل وان الدرس الثاني لنا كأعضاء في اللجان والمجالس وغيرها هو انه يتعين لنا التركيز في موضوع المشكلة التي اجتمعنا لاجلها فقط.
وهنا نكل الدروس التي استفدنا من هذه الازمة
الدرس الثالث: هو لنا كموظفي التسويق والمبيعات في الإدارات المختلفة.
وهذا يلاحظ في طريقة استغلال شركات الكمبيوتر الكبيرة والصغيرة لهذه المشكلة مشكلة الصفرين .
حيث استطاعت اغلب شركات الكبميوتر في العالم من زيادة مبيعاتها والتخلص من مخازنها ببيعه لهذه الادارات والبنوك والشركات وغيرها في فترة قصيرة وبأسعار مربحة, فقد كان لشركات الكمبيوتر وخاصة الكبيرة منها كشركة مايكرو سوفت نصيب الاسد من تلك العمليات وبقي الكثير من الفتات للصغار, فمنذ زمن ليس بقصير بدأت اغلب هذه الشركة حملات توعية وتخويف موجهة لهذه الشركات والإدارات والمصانع والمطارات والمستشفيات وغيرها, وقامت بحثهم بتطوير ميكنتهم وانظمتهم حتى يستطيعوا التوافق مع العام 2000, وكان جزء كبير من هذه التوعية هو ايصال رسالة الى تلك الادارات والشركات والبنوك مفادها: انهم في خطر عظيم وخطب جسيم ان لم يتوافقوا مع العام 2000, وهذه التوعية الى هذا الحد مقبولة، ولكن عندما تأتي الى مرحلة التنفيذ يأتي الاختلاف, حيث ترغب الجهة ان تتوافق مع العام 2000 باقل التكاليف وترغب شركات الكمبيوتر في الحصول على اكبر نصيب من هذه العملية, وعند مناقشة الامر بين مندوب شركة الكمبيوتر والجهة التي تبحث عن موافقة العام 2000 تجد ان مندوب هذه الجهة يشدد بأن المشكلة هي مشكلة الصفرين فقط, ويصر مندوب شركة الكمبيوتر بان العملية اكبر من ذلك وهي تشمل جميع السيستمز , بعدها يضيف مندوب الجهة بأنه يمكن تغيير ساعات التوقيت فقط ولاداعي الىتغيير كامل السيستمز فيقول مندوب شركة الكمبيوتر بان المشكلة هي مشكلة فيروس بق وقلتش ولا تلوموني بكرة اذا السستمز كراشد او شت داون وحيث ان مندوب الجهة في وضع لايحسد عليه فانه في الغالب تنتهي العملية بتغيير كل شيء, ولانلوم مندوب الجهة في هذا, وذلك لانه امام امرين احلاهما مر والدرس الذي يجب ان نتعلمه هنا كمسئولي مبيعات او تسويق هو الا نكتفي بمعرفة او التنبؤ بحاجات ومتطلبات (needs and wants) العميل بل يجب ايضا ان توجد لدينا المقدرة كمسئولي المبيعات في اقناع الزبون بأنه محتاج جدا لهذه السلعة حتى يقوم بشرائها ولو كانت ترابا! وهذا الذي يجعل بعضنا احيانا يذهب الى السوق لشراء شماغ مثلا فيرجع بأحذية, وهذا بالتأكيد يوضح قدرة تأثير بعض البائعين على توجيه واقناع الزبون الى شراء السلعة التي يريد البائع لا الزبون.
الدرس الرابع: هو لنا كمتخذي قرار في مشاكل معينة:
يلاحظ من مشكلة الالفية الثالثة هذه هي انها تبدو من الوهلة الاولى صغيرة وهي مشكلة حاسبات آلية فقط ولكن كلما امعنت ودققت النظر فيها صارت اكبر واكبر حتى تصل الى التسليم بأنها مشكلة تؤثر في جميع القطاعات والإدارات والشركات وعلى الاقتصاد والبيئة وكل شيء, ومن الملاحظ انه يوجد عندنا بعض الاخطاء والقصور في تحديد مدى وآثار وابعاد المشكلة عموما, اذ في الغالب ان حل المشاكل او لنسمها التطوير عندنا توكل لافراد معينين عندهم الخبرة عن المشكلة, فمثلا مشكلة في الحاسب قد تحال إلى شخصين اوثلاثة من ذوي التخصصات الحاسوبية فقط,واذا وجدت مشكلة لها علاقة بالزراعة مثلا فإنها توكل الى شخصين او ثلاثة من خريجي الزراعة وهكذا, ولكن في الغالب ان المشاكل او المواضيع التي تتطلب حلا تكون لها علاقة بتخصصات كثيرة disciplines() ويكون فيه تأثر وتاثير وتفاعل (interaction) بين مختلف القطاعات المختلفة, فمثلا لا ازال اتذكر انه عندماكنت طالبا في الولايات المتحدة الامريكية كان المسئولون في احدى الولايات يدرسون اضافة وبناء صالة واحدة للطيران في المطار الاساسي لهذه الولاية وقد تتعجب من كيفية دراستهم لهذا الموضوع من جميع النواحي وان هذه الآراء والمناقشات شملت جميع وسائل الاعلام من جميع المتخصصين في جميع المجالات ذات العلاقة, فقد تكلم رجال الاعمال عن الازدهار في مجال الاعمال الذي يمكن ان يؤدي اليه هذا التوسع,وتكلم اصحاب البيئة عن الاضرار البيئية الناتجة عن زيادة حركة واعداد الطائرات وتوابعها في هذا المطار, وتكلم السكان القريبون من المطار عن الازعاج والاصوات التي يمكن ان يحدثها هذا التوسع وتكلموا عن الوظائف الجديدة الناتجة من هذا التوسع وغيرها وغيرها, وبهذه الطريقة نجد ان الصورة تصبح اوضح لمتخذي القرار عن مدى التأثيرات التي يمكن ان تنتج من هذه القرار, ونتعلم من هذا الدرس هو انه للوصول إلى حل امثل لمشكلة ما فانه يتعين علينا أن نشرك جميع الافراد والهيئات دوي العلاقة المباشرين وغير المباشرين بالمشكلة.
الدرس الخامس: كجهات مسئولة عن زبائننا ومواطنينا:
قبيل ليلة الالفية لوحظ الكثيرمن الناس يتصرفون تصرفات مختلفة لمواجهة او للاحتياط لمشكلة الالفية, وهذا الاختلاف في التصرفات ناتج عن اختلاف المعلومات المتاحة واختلاف الثقافة بين الافراد, فالبعض من الناس ذهب واشترى مولدات للكهرباء او الفوانيس او الشموع وذلك للاستعداد لاي عطل في الكهرباء, ولوحظ الزحام الشديد على البنوك، حيث قام البعض بسحب اموالهم نقدا من البنوك في اكياس كبيرة وامام انظار الآخرين وذلك لحفظها في بيوتهم, مع ما لذلك من خطورة وتشجيع للصوص من متابعة هؤلاء الاشخاص والسطو على بيوتهم.
المفترض هو انه في حالة هذه الازمة وفي حالة الازمات عموما ان يوجه البنوك وشركات الكهرباء والمسئولون جميع المواطنين ويزودوهم بالارشادات المكتوبة والتي يجب عليهم اتباعها لمواجهة الازمة بأمن وسلام .
والى لقاء في الاسبوع القادم إن شاء الله.
*جامعة الملك سعود